العاقلُ .. زمانُه فعلٌ وعملٌ ، والعاجزُ صراخٌ وأملٌ !! ..

العاقل يشتغلُ بالمتابعة – تديناً - لكتاب ربه ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ويكون عاملاً في صناعة زمانه استخلافــاً وبناءً وفعلاً ، كما الأولون بنوا مجداً وحضارةً نشرت الدين في بقاع الأرض ..

فنأخذ من تلك العزة الماضية حركةً وعملاً وطموحاً فاعلاً .. ولا وقت عندنا للاشتغال بالسلب الحاصل في تلك الأمم الماضية ، إلا للاعتبار بعدم الوقع فيه !! لأنّ وقت العاقل إذا شغله بالمفضول عن الفاضل أضاع زمانــاً هو بحاجة إلى إنفاقه في الخير والعمل البناء ..

والعاقل : لو اشتغل طول بقائه في الحياة ؛ لما حصَّل فعلَ الواجبات الشرعية ، والسنن النبوية، والهمم العلية ، والمنجزات العظيمة للأجيال الأولى .. فكيف به يُــضيع وقته بالاشتغال في عالم السلب الذي كان منهم - إن صح وجوداً وثبوتــاً - ، وكثير منه صناعة الكاذبين على التاريخ ، حقداً وتشويهـاً لتلك الأمم الفاضلة .. فهل نبني حياتنا كم بنا القوم حياتهم وحضارتهم التي كبرت عزةً وإسلاماً في ذراري جبال الكون ، ومشت بحاراً على البحار في كل ذرة على الأرض ..

كُنّا جِبَالاً فـي الجِبَــالِ و رُبّمَا ... سِرْنَا على مَوْجِ البِحَارِ بِحَـارَا
بمَـعَــابِدِ الإفْـرِنـْـجِ كَـان أذَانُنـَا ... قَبْـلَ الكَتَائِبِ يَفْتَـحُ الأمْصَــارَا
لَمْ تَنْسَ أفْرِيقيَا ولا صَحْـرَاؤُهَـا ... سَجَداتِنَا و الأرْضُ تَقْذِفُ نَـارَا
وَكَأنَّ ظِلَّ السَّيْفِ ظِـلُّ حَدِيقَـةٍ ... خَضْـــرَاءَ تُنْبِتُ حَوْلَنَا الأزْهَـارَ

اللهم بمنك وكرمك .. أعد علينا عزتنا المفقودة ..

حسن بن محمد الحملي.