أيتام .. فقراء في زمن الشتاء ..

ذهبت إلى تلك البلاد القريبة في أرض الإسلام .. هناك يعيش أطفال صغار ، ونساء كبار ، ورجال تكالبت عليهم هموم الزمان ، وقسوة الفساد والإفساد .. أطفالهم لهم لباس على أجســــــــادهم قِطعٌ ممزقة تسمى كساء ولباساً !! فوا رحمتاه لو رأيت ذلك الطفل وتلك الطفلة تتلوى أجسادهم الصغيرة الطاهرة من البرد والصقيع .. وأبوهم البائس ، وأمهم المسكينة ينظران إلى أبنائهم عاجزين عن ثمن إطعامهم ، فكيف يجدان اللحاف الدافئ والثوب السابغ ؟! ..

وأغنياء المسلمين : حياتهم ترف وضياع ، ينفقون فضول أموالهم في توافه الأشياء ، والسفر في مشارق الأرض ومغاربها ..

يا أيها الغني : تذكر إخوة لك من المسلمين لا يجدون جرعة ماء، ولا لقمة طعام ، ولا لباســــًا يستر تلك الأجساد النحيلة الضعيفة ..

أيها الغني الكريم : نحن في زمن الشتاء ، فعندما تستر طفلك الصغير ، وطفلتك الجميلة باللحاف الدافئ .. تذكر أن هناك أطفالاً بجوارك لا يجدون شيئــًا يصد عنهم عاديات البرد والفقر والألم ..

فجد بشيء من فضل مالك عليهم عسى رب العباد ، ومن فضَّلك بالمال والصحة والعافية : أن يحفظ لك زوجك ، ويحفظ لك أبناءك ، وأنت وتجارتك .. وتذكر قوله الله تعالى : ( وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) ..

وقوله سبحانه : ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ) .

والله يحفظك ويرعاك ، ويجعلك مفتاحـــًا للخير في كل مكان
كتبه: حسن بن محمد الحملي