(( جواز قراءة صحيح البخاري وختمه لدفع الْمَصَائِب وَحُصُولِ الْمَقَاصِد ))


ـ ( قال الشيخ أبو محمد عبد الله بن أبي جمرة : قال لي من لقيت من العارفين عمن لقيه من السادة المقر لهم بالفضل أن صحيح البخاري ما قُرئ في شدَّة إلا فرجت ، ولا رُكب به في مَركب إلا نَجت ) ،
ـ ( وقال الحافظ عماد الدين ابن كثيرٍ : وكتاب البخاري الصحيح يستسقى بقراءته الغمام ، وأجمع على قبوله وصحة ما فيه أهل الإسلام ) ،
ـ ( وقال الشيخ عبد الحق الدهلوي في أشعة اللمعات : قرأ كثير من المشائخ والعلماء الثقات صحيح البخاري لحصول المرادات ، وكفاية المهمات ، وقضاء الحاجات ، ودفع البليات ، وكشف الكربات ، وصحة الأمراض ، وشفاء المرضى ، وعند المضائق والشدائد ، فحصل مرادهم ، وفازوا بمقاصدهم ، ووجدوه كالترياق مجربا ، وقد بلغ هذا المعنى عند علماء الحديث مرتبة الشهرة والاستفاضة ) ،
ـ ( وقال العلامة الإمام الحافظ أبي العلا محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري : قلتُ : قد أجاز كثير من أهل العلم في هذا الزمان قراءة صحيح البخاري وختمه لشفاء الأمراض ودفع المصائب وحصول المقاصد ، فيجتمعون ويقرأ بعضهم الجزء الأول منه مثلا وبعضهم الجزء الثاني وبعضهم الثالث وهكذا فيختمونه باجتماعهم ثم يدعون الله تعالى لشفاء مرضاهم أو لدفع مصائبهم أو لحصول مقاصدهم . استدلوا على ذلك بأن قراءته بتمامه رقية لشفاء المرضى ودفع المصائب وحصول المقاصد . والرقية بما ليس فيه شرك ولا كلمة لا يفهم معناها جائزة بالاتفاق .
فإن قيل : كيف علموا أن قراءته بتمامه رقية ولم يثبت كونه رقية لا بالكتاب ولا بالسنة ولا بالإجماع ؟
يقال : كون شيء من الآيات القرآنية أو ذكر أو دعاء من الأذكار والأدعية المأثورة رقية لشيء من الأمراض ، وجواز الاسترقاء به لا يتوقف على ثبوت كونه رقية من الكتاب والسنة ، فقد روى البخاري في صحيحه عن أبي سعيد قال : انْطَلَقَ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ r فِي سَفْرَةٍ سَافَرُوهَا حَتَّى نَزَلُوا عَلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ فَاسْتَضَافُوهُ مْ فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمْ فَلُدِغَ سَيِّدُ ذَلِكَ الْحَىِّ فَسَعَوْا لَهُ بِكُلِّ شَيْءٍ لاَ يَنْفَعُهُ شَيْءٌ ... الحديث ، وفيه : ( فَقَالَ : ( وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ ) . قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: ( وزاد سليمان بن قتة في روايته بعد قوله ( وما يدريك أنها رقية ) قلت: ألقي في روعي . وللدارقطني من هذا الوجه : فقلت : يا رسول الله شيء ألقي في روعي . وهو ظاهر في أنه لم يكن عنده علم متقدم بمشروعية الرقي بالفاتحة ، ولهذا قال له أصحابه لما رجع : ما كنت تحسن رقية ، كما وقع في رواية معبد بن سيرين ).


ـ وقال الشيخ هشام بن عبد القادر عقدة : لا بأس بذلك الكلام ، وأما ما قيل عن صحيح البخاري فهذا كما إذا استأنس بعملٍ صالحٍ رجاء أن يفرج الله همَّه . لِمَا جاء في الفاتحة التي لم يعرف الصحابي أنها رقيه وأقره النبي r على ذلك .
قلت ( أبو مسلم خالد ) : ولا يقتصر دفع الظلم بالمظاهرات في زماننا هذا ، وإنما هناك وسائل كثيرة منها : دعاء قنوت النوازل والاهتمام به في الصلوات المفروضة ، والدعاء في أي وقت ، وقراءة صحيح البخاري وغيره ، وختم القرآن الكريم ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة ... والجرأة في الصدع بالحق حسب الاستطاعة وعدم الاختباء ..