همسات إلى النفوس المنكسرة



- الهمسة الأولى: أيها المصاب الكسير.. أيها المهموم الحزين.. أيها المبتلى.. أبشر وأبشر ثم أبشر.. فإن الله قريبٌ منك.. يعلم مصابك وبلواك ويسمع دعاءك ونجواك.. فأرسل له الشكوى، وابعث إليه الدعوة.. ثم زيِّنها بمداد الدمع.. وأرسلها عبر بريد الانكسار .. وانتظر الفَرَج.. فإنَّ رحمة الله قريبٌ من المضطرِّين.. وفَرَجه ليس ببعيدٍ عن الصادقين الصالحين.
- الهمسة الثانية: إن مع الشدة فَرَجاً.. ومع البلاء عافية.. وبعد المرض شفاءً.. ومع الضيق سعة.. وبعد العسر يسراً فكيف تجزع؟!
- الهمسة الثالثة: أوصيك بسجود الأسحار.. ودعاء العزيز الغفَّار.. ثم تذلّل بين يدي خالقك ومولاك.. الذي يملك كشف الضرِّ عنك.. وتفقَّد مواطن إجابة الدعاء و احرص عليها.. وستجد الفَرَج بإذن الله.. {أمَّن يجيب المضطرَّ إذا دعاه ويكشف السوء}.
- الهمسة الرابعة: احرص على كثرة الصدقة .. فهي من أسباب الشفاء بإذن الله: و قد قال النبي[: «داووا مرضاكم بالصدقة» حسَّنة الألباني و ابن باز.. وكم من أناسٍ قد عافاهم الله بسبب صدقةٍ أخرجوها.. فلا تتردد في ذلك.
- الهمسة الخامسة: عليك بذكر الله جلَّ وعلا.. فهو سلوة المنكوبين.. وأمان الخائفين.. وملاذ المنكوبين.. وأُنسُ المرضى والمصابين: {الذين آمنوا وتطمئنُّ قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئنُّ القلوب}.
- الهمسة السادسة: أحمد الله عز وجل أن مصيبتك لم تكن في دينك.. فمصيبة الدين لا تعوَّض .. وحلاوة الإيمان لا تقدّر بثمن ولذة الطاعة لا يعدِلُها شيء.. فكم من أناسٍ قد تبدَّلت أحوالهم.. وتغيَّرت أمورهم.. بسبب فتنةٍ أو محنةٍ ألمَّت بهم.
- الهمسة السابعة: كن متفائلاً.. ولا تصاحب المخذِّلين والمرجفين.. وابتعد عن المثبّطين اليائسين.. وأشعِر نفسك بقرب الفَرَج.. ودنوِّ بزوغ الأمل.
- الهمسة الثامنة: تذكر أناساً قد ابتلاهم الله بمصائب أعظم مما أنت عليه.. ومِحن أقسى مما مرت بك.. واحمد الله تعالى أن خفّف مصيبتك.. ويسَّر بليَّتك.. ليمتحِنك ويختبِرك .. واحمده أن وفّقك لشكره على هذه المصيبة .. في حينِ أن غيرك يتسخَّط ويجزع.
- الهمسة التاسعة: إذا منَّ الله عليك بزوال المحنة.. وذهاب المصيبة.. فاحمده سبحانه واشكره.. وأكثِر من ذلك.. فإنه سبحانه قادر على أن ينزِع عنك العافية مرة أخرى.. فأكثر من شكره، لا تشتكي إلى مخلوق واشتكِ إلى الله سبحانه وتعالى الذي لن يرد يدك صفرا خائبتين، اشتك إلى من يسمع أنينك والناس رقود ويرى دموعك والناس عنك غافلون، ويسمع شكواك ومن حولك لاهون، ولا تحزن فالله معك باق لن يتركك أبدا.



سعيدة حاج أحمد






بيان حقوق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته


إن للنبي المصطفى صلى الله عليه وسلمعلى أمته حقوقا عظيمة:
- منها: ألا يخاطب كما يخاطب سائر الناس، بل يخاطب باحترام وأدب، فيقال له: رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو: نبي الله صلى الله عليه وسلم ، ولا يقال: محمد، أو محمد بن عبدالله ونحو ذلك، يقول الله تعالى: {لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا}.
- ومنها أيضا: سؤال الله الوسيلة له صلى الله عليه وسلم ، لقوله صلى الله عليه وسلم : «.. ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة».
- ومنها أيضا: الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم ؛ وهي في الصلاة واجبة في التشهد الأخير، بل عدها بعض العلماء ركنا لا تصح الصلاة إلا بها.
وتتأكد عند ذكره صلى الله عليه وسلم ، ويوم الجمعة، وليلتها، وعند الدعاء، إلى غير ذلك، وقد بسط ذلك بسطا نافعا ومفيدا العلامة ابن قيم الجوزية في كتابه النافع القيم «جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام» فليراجع هناك.
قال الله -عز وجل-: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما}.
الله صل وسلم وبارك على الشفيع، وآله وصحبه ومن تبعه إلى يوم الدين بإحسان.



حسن أبو سيف
منقول