بسم الله الرحمن الرحيم

احتجاج رعاة الاختلاط ودعاته بهذه الحجة يدل على فساد دين وعقل مروءة؟؟
أما الذين يدندنون على مسألة الاختلاط في الطواف ، فنقول : لقد أسأتم والله لبيت الله ولمسجده الحرام وللمسلمين بهذا القياس الخطير والتشبيه الدنس الذي يدل على واحد من أمرين : إما على انعدام العقل والفهم ، أو على نفاق وكذب واستغفال للمسلمين ، وهؤلاء ليسوا منا لأنهم يغشوننا بهذا القول الخطير ( من غشنا فليس منا ) والغش في الدين والأخلاق أخطر من الغش في الكيل والميزان ، فما وجه الشبه بين الطواف ببيت الله الحرام الذي لا يتعرف فيه أحد على أحد ولا تقوم بين أمرأة فيه ورجل علاقة زمالة ولا صداقة ولاتعارف ، ولا تقوم بين طائفة وطائف علاقة رئيس ومرؤوسة وموظف وزميلته الموظفة ، أين عقل ودين من يقول هذا ؟ أم أنه يريد أن يغش المسلمين ويخدعهم ؟ وأسأل كل واحد من المسلمين الذين طافوا بالبيت العتيق : هل سبق لك أن تعرفت وأنت الرجل على رجل لا تعرفه وقامت بينكما معرفة أكيدة خلال الأشواط السبعة ؟ وأنا هنا لا أقول بين رجل يطوف وامرأة تطوف لأن هذا مستحيل ، فكل مشغول بعبادته ، وكل يطوف ويذهب في حال سبيله ، وفي هذا البقعة المباركة الكل يسأل الله تعالى قبول التوبة والطاعة ، فهل هذا واختلاط العمل والدراسة والاجتماعات والتمثيل والأستوديوهات وغيرها من أنواع الاختلاط المحرم سواء ؟ هل طواف الطائفين والطائفات الذين لا تربطهم علاقة ولا تقوم بينهم زمالة وصداقة وتعارف واختلاط العمل والدراسة الذي يعلم حقيقته وما يكون فيه من المعصية لله وما يؤدي إليه من الفساد العريض نتيجة التزامل والتعارف والتصادق الذي ترسخه الأيام والشهور بين شباب مليئ بالشهوة والفراغ وبين شابات مليئات بالجمال والفتنة ، هل هذا وذاك سواء ؟ لا أجيب لأن الأمر واضح واضح.
واخيرا إن من يقيس جريمة الاختلاط بالطواف ببيت الله العتيق وبالصلاة والعبادة في بيت الله الحرام امرؤ سوء يسيء إلى شعائر الله ومقدساته بهذا القياس الخبيث الذي لايدل على إيمان أو تعظيم لشعائر الله ، بل يدل على ضدهما.
أسأل الله أن يدفع عنا هذه الجريمة الفاتكة بالدين وكل خلق ر فيع.

علي التمني
أبها 13/1/1435