ولم يشرع الله سبحانه مع المسلمين إلا النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع كمال الصبر والحلم والعدل والرفق، ولم يُشرع الهجر إلا بحيث ينفع هذا الهجر ويؤدي لانحسام شر المهجور، وأكثره يكون للدعاة المجاهرين لا للجهلة والمقلدة، ويندر أن يقع هذا الزجر بالهجر إلا في أزمنة قوة الحق وانتشاره لا في أزمنة ضعفه، وهو لا يكون إلا بصورة جزئية وليس نهجاً عاماً يسلكه الدعاة إلى الله، ولم يشرع الله قط التقاطع والتدابر كسبيل لنصرة الحق، والحق إذا غلبته صولة الباطل على أدوات النفوذ= كان أحوج شيء إلى التدسس اللطيف لقلوب الخلق لا أن يصول عليهم فيحقق لخصمه أسمى أمانيه !

وصل اللهم وسلم وبارك على القائل: اللهم اغفر لقومي؛ فإنهم لا يعلمون.

وعلى القائل: رحم الله أخي موسى؛ قد أوذي بأكثر من هذا فصبر.

والمسلمون أولى بهذا كله.

أي شيء غير هذا = هو شعبة من التكفير العملي وأمراض النقاوة وأوهام الاصطفاء وعقد النرجسية.

أبو فهر.