تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: موعظة من الشيخ عبد الحميد "كلنا على أبواب الرحيل، فالتوبة التوبة يا دعاة الإسلام"

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    29

    Lightbulb موعظة من الشيخ عبد الحميد "كلنا على أبواب الرحيل، فالتوبة التوبة يا دعاة الإسلام"

    كلنا على أبواب الرحيل، فالتوبة التوبة يا دعاة الإسلام.
    بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
    الحمد لله ربّ العالمين غافر الذنب، و قابل التوب، وفاتح الأبواب للمستغفرين، ربنا ورب آبائنا الأولين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، القائل كما في الصحيحين: (لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه، وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فأضطجع في ظلها، فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك – أخطأ من شدة الفرح).
    إنني أخطاب نفسي الظالمة والمثقلة بالذنوب، والغارقة في الخطايا، والمنهكة بالمظالم، وباقي إخواني من الدعاة إلى الله تعالى، وأقول لنفسي ولهم: كلنا نحمل من الخطايا والآثام ما يجعلنا لا نفتر عن سؤال المغفرة من مالك يوم الدين، عسى أن يلهمنا رشدنا، يبصرنا بأنفسنا، ويصلح ذات بيننا.
    يا نفسي الظالمة ويا إخواني الدعاة:
    من منا لم تعتريه غفلة، وتصيبه نبوة؟
    ومن منا لم يستزله الشيطان يوما ويلقي على لسانه فحشا وظلما؟
    ومن منا لم يضعف يوما في غمرة من السهو فيخرج عن المسار الأرقى؟
    ومن منا لم يستحوذ عليه سلطان العلم فيدفعه إلى استصغار عالم وحافظ حبا في الأعلى؟
    ومن منا لم يغتب أخاه أو يبهته وهو يعلم أن أخاه سالم من العيب الذي يلصقه به وأنه بعيد عنه وأرقى؟
    ومن منا لم يسء الظن بأخيه اعتمادا على رواية شاذة أو خبر منكر فقام وأشاعه في حقه فاحشة وفسقا؟
    ومن منا لم يحرض الشباب ضد إخوانه، ويمنيهم بالظفر والغلبة، وبنصرة السنة، والمنزلة العالية؟
    ومن منا لم يصور للناس الخلاف النفسي بينه وبين إخوانه الدعاة إلى خلاف منهجي بين سنة وبدعة حتى يقوى على الاحتجاج به، وترتيله في المحافل سرا وعلنا؟
    يا نفسي الظالمة ويا إخواني الدعاة ليس لنا أن نبرء أنفسنا من السوء والظلم، وقد أخرج ابن أبي شيبة 13/187 , والإمام أحمد 3/198, والترمذي (2499), وابن ماجه (4251) والحاكم 4/272 وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه من طريق: علي بن مسعدة عن قتادة عن أنس رضي الله عنه مرفوعا: (كل ابن آدم خطاء، وخير الخطَّائين التوّابون) و حسنه العلامة الإمام محمد ناصر الدين الألباني في صحيح الترمذي وابن ماجه.
    قد أنكر الإمام أحمد في العلل هذا الحديث، واستغربه الإمام الترمذي في الجامع لتفرد علي بن مسعدة به عن قتادة؛ وهو ليس بالقوي، وفي حفظه ضعف، ومثله لا يحتمل التفرد، لاسيما وأنه تفرد عن قتادة.
    أيها الدعاة ارحموا أنفسكم، واسلكوا منهج سلفكم في إصلاح خطاياكم، وإياكم واحتقار ما تقترفه ألسنتكم في حق إخوانكم فقد جاء في الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود مرفوعا: (إنّ المؤمن يرى ذنوبه كأنه في أصل جبل، يخاف أن تقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه، قال به هكذا فطار)..
    ووالله لقد سرني قول أحد إخواني وفقني الله وإياه لكل خير حين قال عني أنني عدت من دولة الإمارات بالبُر والشعير، وحاولت نفسي أن تسول لي غير ما دل عليه لفظ البر والشعير، ولكن بتوفيق الله قاومتها، وبينت لها أن البُر بضم الباء وكسرها أو فتحها ألفاظ كريمة في كتاب الله، تدل على الخير والفلاح فلا داعي من الزجر والغضب، وذكرتها بما أخرج الإمام الترمذي في جامعه من حديث: سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من كظم غيظا؛ وهو قادر على أن ينفذه، دعاه الله على رؤوس الخلاق يوم القيامة، حتى يخيّره في أي الحور شاء)، وحسنه حسنة الأيام العلامة الإمام محمد ناصر الدين الالباني رحمه الله.
    يا نفسي الظالمة ويا إخواني الدعاة إن التوبة من الالفاظ السيئة في حق بعضنا بعضا، والتوبة من رمي أنفسنا بالسوء ظلما وعدوانا طاعةٌ لله تعالى: (يا أيها الذين ءامنوا توبوا الى الله توبة نصوحاً)، وهي سبب الفلاح، قال تعالى: (وتوبوا الى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون)، وعامل قوي لكسب محبة الله تعالى: (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين)، والتوبة النصوح سبب لنزول البركات من السماء علينا جميعا، وزيادة القوة والامداد بالبنين والأموال: (ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدراراً ويزدكم قوة الى قوتكم ولا تتولوا مجرمين).
    قدّم لنفسك توبة مرجوة *** قبل الممات وقبل حبس الألسن
    بادر بها غُلق النفوس فإنها *** ذخر وغنم للمنيب المحسن
    وإنني اشهد الله وملائكته أنني تائب من كل ذنب اقترفته في حق نفسي أو حق إخواني، أو حق مشايخي، أو حق منهجي السلفي الطاهر الذي أتعبد الله به ولا أرى منهجا غيره يدانيه أو يقرب منه، وأعوذ بالله من شر نفسي وسيئات أعمالي، وأستغفره ربي وأتوب إليه من كل ذنب أعلمه أو أجهله.
    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
    وكتبه الفقير إلى عفو ربه وفضله:
    أبو عبد الباري عبد الحميد العربي الجزائري.
    غفر الله له وأصلح حاله.


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    29

    افتراضي رد: موعظة من الشيخ عبد الحميد "كلنا على أبواب الرحيل، فالتوبة التوبة يا دعاة الإسلام"

    قال الشيخ الفاضل عبد الحميد العربي الجزائري وهو يعطي درسا في سلامة الصدر، ويبطل قوله أحد إخوانه فيه بما يجعل العين تذرف دما، وياليت الاخ الذي طعن في الشيخ يقف على هذه العبارات لعله يتذكر او يخشى: (ووالله لقد سرني قول أحد إخواني وفقني الله وإياه لكل خير حين قال عني أنني عدت من دولة الإمارات بالبُر والشعير، وحاولت نفسي أن تسول لي غير ما دل عليه لفظ البر والشعير، ولكن بتوفيق الله قاومتها، وبينت لها أن البُر بضم الباء وكسرها أو فتحها ألفاظ كريمة في كتاب الله، تدل على الخير والفلاح فلا داعي من الزجر والغضب، وذكرتها بما أخرج الإمام الترمذي في جامعه من حديث: سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من كظم غيظا؛ وهو قادر على أن ينفذه، دعاه الله على رؤوس الخلاق يوم القيامة، حتى يخيّره في أي الحور شاء)، وحسنه حسنة الأيام العلامة الإمام محمد ناصر الدين الالباني رحمه الله.)
    انظروا الى شيخ الاسلام وهو يربي جيله والجيل الذي جاء بعده بهذه العلوم.


    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في [المجموع 28/ 236-238]:
    ((فَمِنْ النَّاسِ!مَنْ يَغْتَابُ مُوَافَقَةً لِجُلَسَائِهِ وَأَصْحَابِهِ وَعَشَائِرِهِ مَعَ عِلْمِهِ أَنَّ الْمُغْتَابَ بَرِيءٌ مِمَّا يَقُولُونَ!، أَوْ فِيهِ بَعْضُ مَا يَقُولُونَ؛ لَكِنْ يَرَى أَنَّهُ لَوْ أَنْكَرَ عَلَيْهِمْ قَطَعَ الْمَجْلِسَ وَاسْتَثْقَلَهُ أَهْلُ الْمَجْلِسِ وَنَفَرُوا عَنْهُ!، فَيَرَى مُوَافَقَتَهُمْ مِنْ حُسْنِ الْمُعَاشَرَةِ وَطِيبِ الْمُصَاحَبَةِ! وَقَدْ يَغْضَبُونَ فَيَغْضَبُ لِغَضَبِهِمْ!!، فَيَخُوضُ مَعَهُمْ.
    وَمِنْهُمْ!مَنْ يُخْرِجُ الْغِيبَةَ فِي قَوَالِبَ شَتَّى:
    - تَارَةً فِي قَالِبِ دِيَانَةٍ وَصَلَاحٍ!!:
    فَيَقُولُ: لَيْسَ لِي عَادَةً أَنْ أَذْكُرَ أَحَدًا إلَّا بِخَيْرِ!، وَلَا أُحِبُّ الْغِيبَةَ وَلَا الْكَذِبَ!؛ وَإِنَّمَا أُخْبِرُكُمْ بِأَحْوَالِهِ!!.
    وَيَقُولُ: وَاَللَّهِ إنَّهُ مِسْكِينٌ أَوْ رَجُلٌ جَيِّدٌ!؛ وَلَكِنْ فِيهِ كَيْت وَكَيْت.
    وَرُبَّمَا يَقُولُ: دَعُونَا مِنْهُ، اللَّهُ يَغْفِرُ لَنَا وَلَهُ؛ وَإِنَّمَا قَصْدُهُ اسْتِنْقَاصُهُ وَهَضْمٌ لِجَانِبِهِ. وَيُخْرِجُونَ الْغِيبَةَ فِي قَوَالِبَ صَلَاحٍ وَدِيَانَةٍ يُخَادِعُونَ اللَّهَ بِذَلِكَ كَمَا يُخَادِعُونَ مَخْلُوقًا!؛ وَقَدْ رَأَيْنَا مِنْهُمْ أَلْوَانًا كَثِيرَةً مِنْ هَذَا وَأَشْبَاهِهِ!!.
    - وَمِنْهُمْ مَنْ يَضَعُ غَيْرَهُ رِيَاءً فَيَرْفَعُ نَفْسَهُ:
    فَيَقُولُ: لَوْ دَعَوْت الْبَارِحَةَ فِي صَلَاتِي لِفُلَانِ؛ لَمَا بَلَغَنِي عَنْهُ كَيْت وَكَيْت لِيَرْفَعَ نَفْسَهُ وَيَضَعَهُ عِنْدَ مَنْ يَعْتَقِدُهُ!.
    أَوْ يَقُولُ: فُلَانٌ بَلِيدُ الذِّهْنِ قَلِيلُ الْفَهْمِ؛ وَقَصْدُهُ مَدْحُ نَفْسِهِ وَإِثْبَاتُ مَعْرِفَتِهِ وَأَنَّهُ أَفْضَلُ مِنْهُ!.
    - وَمِنْهُمْ مَنْ يَحْمِلُهُ الْحَسَدُ عَلَى الْغِيبَةِ؛ فَيَجْمَعُ بَيْنَ أَمْرَيْنِ قَبِيحَيْنِ: الْغِيبَةِ وَالْحَسَدِ!!. وَإِذَا أُثْنيَ عَلَى شَخْصٍ أَزَالَ ذَلِكَ عَنْهُ بِمَا اسْتَطَاعَ مِنْ تَنَقُّصِهِ فِي قَالِبِ دِينٍ وَصَلَاحٍ!، أَوْ فِي قَالِبِ حَسَدٍ وَفُجُورٍ وَقَدْحٍ!؛ لِيُسْقِطَ ذَلِكَ عَنْهُ.
    - وَمِنْهُمْ مَنْ يُخْرِجُ الْغِيبَةَ فِي قَالِبِ تمسخر وَلَعِبٍ!؛ لَيُضْحِكَ غَيْرَهُ بِاسْتِهْزَائِه ِ وَمُحَاكَاتِهِ وَاسْتِصْغَارِ الْمُسْتَهْزَأِ بِهِ.
    - وَمِنْهُمْ مَنْ يُخْرِجُ الْغِيبَةَ فِي قَالِبِ التَّعَجُّبِ!؛ فَيَقُولُ: تَعَجَّبْت مِنْ فُلَانٍ كَيْفَ لَا يَفْعَلُ كَيْت وَكَيْت!، وَمِنْ فُلَانٍ كَيْفَ وَقَعَ مِنْهُ كَيْت وَكَيْت!، وَكَيْفَ فَعَلَ كَيْت وَكَيْت!، فَيُخْرِجُ اسْمَهُ فِي مَعْرِضِ تَعَجُّبِهِ.
    - وَمِنْهُمْ مَنْ يُخْرِجُ الِاغْتِمَامَ!؛ فَيَقُولُ: مِسْكِينٌ فُلَانٌ غَمَّنِي مَا جَرَى لَهُ وَمَا تَمَّ لَهُ، فَيَظُنُّ مَنْ يَسْمَعُهُ أَنَّهُ يَغْتَمُّ لَهُ وَيَتَأَسَّفُ وَقَلْبُهُ مُنْطَوٍ عَلَى التَّشَفِّي بِهِ!، وَلَوْ قَدَرَ لَزَادَ عَلَى مَا بِهِ.
    - وَرُبَّمَا يَذْكُرُهُ عِنْدَ أَعْدَائِهِ لِيَشْتَفُوا بِهِ!.
    وَهَذَا وَغَيْرُهُ مِنْ أَعْظَمِ أَمْرَاضِ الْقُلُوبِ وَالْمُخَادَعَا تِ لِلَّهِ وَلِخَلْقِهِ!!.
    - وَمِنْهُمْ مَنْ يُظْهِرُ الْغِيبَةَ فِي قَالِبِ غَضَبٍ وَإِنْكَارِ مُنْكَرٍ؛ فَيُظْهِرُ فِي هَذَا الْبَابِ أَشْيَاءَ مِنْ زَخَارِفِ الْقَوْلِ، وَقَصْدُهُ غَيْرُ مَا أَظْهَرَ.
    وَاَللَّهُ الْمُسْتَعَانُ))

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    29

    افتراضي رد: موعظة من الشيخ عبد الحميد "كلنا على أبواب الرحيل، فالتوبة التوبة يا دعاة الإسلام"

    قال أبو حاتم -رحمه الله-:
    ((من علامات الحمق - التي يجب للعاقل تفقدها ممن خفي عليه أمره-: سرعة الجواب، وترك التثبت، والإفراط في الضحك، وكثرة الإلتفات، والوقيعة في الأخيار، والاختلاط بالأشرار)) اهـ من (روضة العقلاء ص 164).

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    29

    افتراضي رد: موعظة من الشيخ عبد الحميد "كلنا على أبواب الرحيل، فالتوبة التوبة يا دعاة الإسلام"

    قال شيخ الاسلام رحمه الله وهو يكشف بعض من يدعي النصح وهو يسخر من المشايخ: (وَمِنْهُمْ مَنْ يُخْرِجُ الْغِيبَةَ فِي قَالِبِ تمسخر وَلَعِبٍ!؛ لَيُضْحِكَ غَيْرَهُ بِاسْتِهْزَائِه ِ وَمُحَاكَاتِهِ وَاسْتِصْغَارِ الْمُسْتَهْزَأِ بِهِ).

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    29

    افتراضي رد: موعظة من الشيخ عبد الحميد "كلنا على أبواب الرحيل، فالتوبة التوبة يا دعاة الإسلام"

    يرفع للفائدة

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •