يقول ابن الجوزي رحمه الله تعالى : إن للخلوة تأثيراتٍ تَبيْنُ في الجلوة ، كم من مؤمن بالله عز وجل يحترمه عند الخلوات ، فيترك ما يشتهي ، حذراً من عقابه ، أو رجاءً لثوابه ، أو إجلالاً له ، فيكون بذلك الفعل كأنه طرح عوداً هنديَّاً على مجمر، فيفوح طيبه ، فيستنشقه الخلائق ، ولا يدرون أين هو .
وعلى قدر المجاهدة في ترك ما يهوى تقوى محبتُه ، أو على مقدار زيادة دفع ذلك المحبوب المتروك يزيد الطيب ، ويتفاوت تفاوتَ العود
فترى عيون الخلق تعظِّم هذا الشخص ، وألسنتهم تمدحه ، ولا يعرفون لِمَ، ولا يقدرون على وصفه ، لبعدهم عن حقيقة معرفته .
وقد تمتد هذه الأراييح - يعني الروائح - بعد الموت على قدرها ، فمنهم من يذكر بالخير مدة مديدة ثم ينسى ، ومنهم من يذكر مائة سنة ثم يخفى ذكره ، وقبره ، ومنهم أعلام يبقى ذكرهم أبداً .
ونحن نحسب الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى رحمه واسعه من هذ الصنف الأعلام الذين يبقى ذكرهم أبداً .
جزاك الله خير اخي صاحب الموضوع .