لو استقبلت من أمري ما استدبرت لدرستُ مذهب الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه في بداية طلبي للعلم الشرعي ، لأن مذهبه هو الكتاب والسنة ، وعلى منهج الصحابة رضي الله عنهم ، ولكن قدر الله وما شاء فعل .
قال الإمام الذهبي رحمه الله في تذكرة الحفاظ :
فرحم الله امرءا أقبل على شأنه ، وقصر من لسانه ، وأقبل على تلاوة قرآنه ، وبكى على زمانه ، وأدمن النظر في الصحيحين، وعبد الله قبل أن يبغته الأجل .
وقال أيضا في سير أعلام النبلاء : فعليك يا أخي بتدبر كتاب الله ، وبإدمان النظر في الصحيحين ، وسنن النسائي ، ورياض النواوي ، وأذكاره ، تفلح وتنجح .
وقالَ حافظ المشرق الخطيبُ البغدادي رحمه الله في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع :
مِنْ أَوَّلِ ما يَنْبَغِي أنْ يستعملَهُ الطالبُ شدةُ الحرصِ على السماعِ، والمسارعةُ إليهِ ، والملازمةُ للشيوخِ ......... ويبتدئُ بسماعِ الأُمَّهَاتِ من كُتُبِ أهلِ الأثرِ ، والأصولِ الجامعةِ للسُّنَنِ .......... وأحقها بالتقديم كتاب الجامع والمسند الصحيحان لمحمد بن اسماعيل البخاري ومسلم بن الحجاج النيسابوري .
قلت : لا يوجد أمتع من قراءة ودارسة ومذاكرة وحفظ وتعلم الصحيحين بعد القرآن الكريم .