عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : صلى الله عليهوسلم : " يأتي على الناس زمان يتحلقون في مساجدهم وليس همتهم إلا الدنيا ليس لله فيهم حاجة فلاتجالسوهم "
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " سَيَأْتِيعَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَقْعُدُونَ فِي الْمَسْجِدِ حِلَقًا حِلَقًا ،أَمَامَهُمُ الدُّنْيَا ، فَلا تُجَالِسُوهُمْ ، فَإِنَّهُ لَيْسَ لِلَّهِ فِيهِمْحَاجَةٌ " رواه بن ابي عاصم في الزهد
قال بن حجر في الفتح
قوله: ( فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) قال ابن بطال : ليس معناه أن يؤمربأن يدع صيامه ، وإنما معناه التحذير من قول الزور وما ذكر معه ، وهو مثل قوله : " من باعالخمر فليشقص الخنازير
"أي : يذبحها ، ولم يأمره بذبحها ولكنه علىالتحذير والتعظيم لإثم بائع الخمر . وأما قوله : فليس لله حاجة فلا مفهوم له ، فإنالله لا يحتاج إلى شيء ، وإنما معناه فليس لله إرادة في صيامه فوضع الحاجة موضعالإرادة ، وقد سبق أبو عمر بن عبد البر إلى شيءمن ذلك .
قال ابن المنير في" الحاشية " : بل هو كناية عن عدم القبول ، كما يقول المغضب لمن رد عليهشيئا طلبه منه فلم يقم به : لا حاجة لي بكذا . فالمراد رد الصوم المتلبس بالزور وقبول السالم منه ، وقريب من هذا قوله تعالى : لنينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم فإن معناه : لن يصيبرضاه الذي ينشأ عنه القبول . وقال ابن العربي :مقتضى هذا الحديث أن من فعل ما ذكر لا يثاب علىصيامه ، ومعناه : أن ثواب الصيام لا يقوم في الموازنة بإثم الزور وما ذكر معه .وقال البيضاوي :ليس المقصود من شرعية الصوم نفس الجوع والعطش ،بل ما يتبعه من كسر الشهوات وتطويع النفس الأمارة للنفس المطمئنة ، فإذا لم يحصلذلك لا ينظر الله إليه نظر القبول ، فقوله : ليس لله حاجة مجاز عن عدم القبول ،فنفى السبب وأراد المسبب ، والله أعلم. قلتهذا صرف النص عن ظاهره و هو اصل فاسد عند المحققين في الصفات الالاهية بل الحاجةكمنفعة و المضرة هي جائزة في حق الله لكنها ليست واقعة في حق العباد كما في الحديثالشرف يا عبادي انكم لن تبلغوا نفعي فتنفعوني و لن تبلغوا ضري فتضروني
فالحاجةفضل و تكرما من الله واقعة في حق الله سبحانه و تعالى