بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد، فهذا عنوان محاضرة مبسطة عن التوحيد بإذن الله أنقحها وأقيدها في هذه الصفحة قريبا
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد، فهذا عنوان محاضرة مبسطة عن التوحيد بإذن الله أنقحها وأقيدها في هذه الصفحة قريبا
أنتظرُ بإذنِ الله (ابتسامة)
نحتاج لعقيدة التوحيد في زمن يهاجمها بوسائله الحديثة ،، بارك الله فيك وزادك علما وفقها
بارك الله ففيكم
أتابع ان شاء الله
أَنُترَكُ فيمَا هَا هُنا ساكِتِينَ، في أحزانٍ وغُمُوم: (
يسّرَ اللهُ لكِ وباركَ فِي وقتِك...(ابتسامة)
إن الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله تعالى فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله،
يقول شيخ الإسلام ابن تمية: "فَلَيْسَ فِي الْكَائِنَاتِ مَا يَسْكُنُ الْعَبْدُ إلَيْهِ وَيَطْمَئِنُّ بِهِ ، وَيَتَنَعَّمُ بِالتَّوَجُّهِ إلَيْهِ ؛ إلَّا اللَّهُ سُبْحَانَهُ ؛ وَمَنْ عَبَدَ غَيْرَ اللَّهِ وَإِنْ أَحَبَّهُ وَحَصَلَ لَهُ بِهِ مَوَدَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَنَوْعٌ مِنْ اللَّذَّةِ فَهُوَ مَفْسَدَةٌ لِصَاحِبِهِ أَعْظَمُ مِنْ مَفْسَدَةِ الْتِذَاذِ أَكْلِ طَعَامِ الْمَسْمُومِ (...)
وَاعْلَمْ أَنَّ فَقْرَ الْعَبْدِ إلَى اللَّهِ أَنْ يَعْبُدَ اللَّهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ، لَيْسَ لَهُ نَظِيرٌ فَيُقَاسُ بِهِ ؛ لَكِنْ يُشْبِهُ مِنْ بَعْضِ الْوُجُوهِ حَاجَةَ الْجَسَدِ إلَى الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ ؛ وَبَيْنَهُمَا فُرُوقٌ كَثِيرَةٌ . فَإِنَّ حَقِيقَةَ الْعَبْدِ قَلْبُهُ وَرُوحُهُ ، وَهِيَ لَا صَلَاحَ لَهَا إلَّا بِإِلَهِهَا اللَّهِ الَّذِي لَا إلَهَ إلَّا هُوَ : فَلَا تَطْمَئِنُّ فِي الدُّنْيَا إلَّا بِذِكْرِهِ : وَهِيَ كَادِحَةٌ إلَيْهِ كَدْحًا فَمُلَاقِيَتُهُ وَلَا بُدَّ لَهَا مِنْ لِقَائِهِ ، وَلَا صَلَاحَ لَهَا إلَّا بِلِقَائِهِ . وَلَوْ حَصَلَ لِلْعَبْدِ لَذَّاتٌ أَوْ سُرُورٌ بِغَيْرِ اللَّهِ فَلَا يَدُومُ ذَلِكَ ، بَلْ يَنْتَقِلُ مِنْ نَوْعٍ إلَى نَوْعٍ ، وَمِنْ شَخْصٍ إلَى شَخْصٍ ، وَيَتَنَعَّمُ بِهَذَا فِي وَقْتٍ وَفِي بَعْضِ الْأَحْوَالِ ، وَتَارَةً أُخْرَى يَكُونُ ذَلِكَ الَّذِي يَتَنَعَّمُ بِهِ وَالْتَذَّ غَيْرَ مُنْعِمٍ لَهُ وَلَا مُلْتَذٍّ لَهُ ، بَلْ قَدْ يُؤْذِيهِ اتِّصَالُهُ بِهِ وَوُجُودُهُ عِنْدَهُ ، وَيَضُرُّهُ ذَلِكَ . وَأَمَّا إلَهُهُ فَلَا بُدَّ لَهُ مِنْهُ فِي كُلِّ حَالٍ وَكُلِّ وَقْتٍ ، وَأَيْنَمَا كَانَ فَهُوَ مَعَه" اهـ
فالتوحيد هو الأمر الذي به تطمئن القلوب وتسعد وتنشر الصدور والتهنأ
وهو الذي تجلو به الأحزان وتذهب الهموم والغموم ..يعيش الموحد في سعادة لو علمها الملوك لجالدوهم عليها بالسيوف
فما هو التوحيد الذي به تجلو الأحزان؟؟
يتبع بإذن الله
جزاك الله كل خير ونفع بك
في انتظار التتمة أحسن الله إليك
جزاك الله خيرا
متابعة معك إن شاء الله
بارك الله فيكم أخواتي الحبيبات
التوحيد هو أن تفرد الله بما أفرد به نفسه لا تشرك معه غيره في ذلك سبحانه وتعالى
وحين استقرأ العلماء ما أفرد الله به نفسه في كتابه وما أفرده به رسوله صلى الله عليه وسلم وجدوه يندرج تحت ثلاث عناوين:
1- أن تؤمن أن الله عز وجل هو رب العالمين
2- أن تؤمن بأن الله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير (أي له صفات الكمال جميعا)
3- أن تؤمن بـــ "أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت"
لننظر هذه الصورة التوضيحية:
إذا تأملنا في هذه الصورة نجد دائرتين في ناحية واحدة ودائرة في ناحية مستقلة
فالدائرتان تجمعان معنى واحد متعلق بالمعرفة والإثبات فيقر العبد أن الله تعالى هو المتصرف في الكون ويتدبر أسمائه وصفاته وكل ذلك وسيلة إلى المعنى الذي انفردت به الدائرة الأخرى وهو عبادة الله وحده وأن يقصده وحده لا شريك له ونبذ كل معبود غيره سبحانه وتعالى
فما هذه المعاني وما تفصيلها
وكيف يجعل هذا التوحيد العبد من السعداء؟
يتبع بإذن الله
بارك الله فيك .. فالتوحيد أهم أمر يجب علينا معرفته وتعلمه .. في هذا الزمن الذي انتشر فيه الشركيات وتلاطمت أمواج الفتن والشبهات والشهوات وسعي أهل البدع والانحراف لنشر باطلهم وانحرافاتهم والله المستعان
.. جزاك الله خيرا أختاه ..
وفيك بارك الله أختي
أول دائرة جعلنا لها عنوان" الحمد لله رب العالمين"
فإن الله عز وجل هو الرب الذي يربي عباده بالنعم، هو الذي خلقهم ورزقهم هو الذي يميتهم ويحييهم، إنه سبحانه وتعالى ملك الملك وملك الملوك ومالك كل شيء كيف لا يملك وهو الذي خلق ويرزق؟ كل ما في الكون تحت مشيئته سبحانه يعز من يشاء ويذل من يشاء ويرفع أقواما ويذل آخرون.
هو سبحانه يدبر الكون تدبيرا وهو الحكيم العليم، يدبره بحكمة وعلم وإحاطة بخلقه، قال تعالى:"ألا يعلم من خلق"
كل شيء يحدث في هذا الكون لا يخرج مثقال ذرة عن علمه ومشيئته وخلقه.
ويجمع هذه المعاني قوله تعالى:"قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمْ مَنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ"
إذن نرى أن الدائرة الأولى تجمع أربع معانٍ:
1- أن الله هو الخالق
2- أن الله هو الرازق
3- أن الله هو الملك
4- أن الله هو المدبر لكل كبيرة وصغيرة في هذا الكون
والإيمان بهذه المعاني نطلق عليه: إيمانا بربوبية الله تعالى واصطلح العلماء على تسميته: توحيد الربوبية
وهو توحيد الله عز وجل في أمره الكوني أي أن الله عز وجل إذا أمر أمرا كونيا فإنه يكون كما أمر الله قال تعالى:" إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون"
لأنه هو سبحانه ملك هذا الكون وهو عز وجل الذي خلقه ولم يترك الخلق هملا بل تولى أمرهم يدبر شئونهم ويرزقهم فما من دابة إلا على الله رزقها قال تعالى:"وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَه َا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ"
وكان مشركو قريش يعلمون جيدا أن الله تعالى هو الخالق وحده وأن معبوداتهم من دونه ما هم إلا وسائط بينهم وبين الخالق الأعظم!
ألا ترون أن الله تعالى قال:"وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ"
فهم يعرفون بنص القرآن أن الذي خلق هذا الكون وخلقهم هو الله تعالى ولهذا يقول الله تعالى:"فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ " أي فكيف بهم إذ انصرفوا عَنْ تَوْحِيده بَعْد إقْرَارهمْ بِذَلِكَ" تفسير الجلالين
بل إن سألتهم من الذي يرزقكم؟
قال تعالى:"وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ"
لهذا قال تعالى :" بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ" لأنهم لو كانوا يستخدمون نعمة العقل كما ينبغي لعلموا أن الخالق الرازق هو الذي ينبغي أن يأمر فيطاع
بل صدق أو لا تصدق! إن مشركي قريش كانوا يؤمنون أن الملك الحق هو الله وأن معبوداتهم لا تملك شيئا!!
ألا ترى أنهم كانوا يلبون في الحج بقولهم: لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك تملكه وما ملك!!
وكذلك كانوا مؤمنين أن الله هو المدبر على الإجمال وإن كان ثمت خلل في اعتقادهم ولا شك
لكن رغم هذا لم يعتبروا مسلمين وقال النبي صلى الله عليه وسلم:" أُمِرْتُ أنأقاتلَ الناسَ حتى يقولوا : لا إله إلا اللهُ . فإذا قالوا : لا إله إلا اللهُ عَصَمُوا مِنِّى دماءَهم وأموالَهم إلا بحَقِّها . وحسابُهُم على اللهِ" رواه البخاري ومسلم
فلماذا لم يعتبروا مسلمين باعتقادهم ربوبية الله تعالى؟؟ سنفهم هذا بإذن الله بعد أن ننتهي من فهم الدوائر الثلاثة
وقبل أن ننتقل إلى فهم الدوائر التالية لابد من وقفة..كيف أحقق هذا التوحيد تحقيق العارفين بالله المتقربين له المفتقرين إليه؟؟ كيف نحققه حتى نجد حلاوته في قلوبنا ولذته في أعمالنا؟؟
يتبع بإذن الله
بارك الله فيك