ومن لم يعرف لغة الصحابة التي كانوا يتخاطبون بها ، ويخاطبهم بها النبي وعادتهم في الكلام وإلا حرف الكلم عن مواضعه ، فإن كثيرا من الناس ينشا علي اصطلاح قومه وعادتهم في الألفاظ ، ثم يجد تلك اللفاظ في كلام الله أو رسوله أو الصحابة ، فيظن أن مراد الله أو رسوله أو الصحابة بتلك الألفاظ ما يريده أهل عادته واصطلاحه ، ويكون مراد الله ورسوله والصحابة غير ذلك .
وهذا واقع لطوائف من الناس من أهل الكلام والنحو والعامة وغيرهم ...........
وكذلك لفظ الكلمة في القرآن والحديث ولغة العرب إنما يريد به الجملة التامة ، كقوله ( كلمتان حبيبتان إلي الرحمن، / خفيفتان علي اللسان ، ثقيلتان في الميزان : سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم ) ، وقوله ( إن أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد الا كل شئ ما خلا الله باطل ) ، ومنه قوله تعالي : كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا وقوله تعالي : قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ، وأمثال ذلك ولا يوجد لفظ الكلام في لغة العرب إلا بهذا المعني .
والنحاة اصطلحوا على أن يسموا ( الاسم ) وحده ، (والفعل) ، والحرف كلمة ، ثم يقول بعضهم : وقد يراد بالكلمة الكلام فيظن من اعتاد هذا أن هذا هو لغة العرب .
يتبع بإذن الله تعالى .