فلو لم يكن الاسم الأول يقتضى الاستيعاب والاستغراق، لكان توكيده بصيغة كل موجبة لذلك ومقتضية له، ثم لو لم يفد تلك الإفادة، لكان قوله: {أَجْمَعُونَ} توكيدًا وتحقيقًا بعد توكيد وتحقيق، ومن نازع في موجب الأسماء العامة فإنه لا ينازع فيها بعد توكيدها بما يفيد العموم، بل إنما يجاء بصيغة التوكيد قطعًا لاحتمال الخصوص وأشباهه.
وقد بلغني عن بعض السلف أنه قال: ما ابتدع قوم بدعة إلا في القرآن ما يردها، ولكن لا يعلمون. فلعل قوله: {كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ} جىء به لزعم زاعم يقول: إنما سجد له بعض الملائكة لا كلهم، وكانت هذه الكلمة ردًا لمقالة هؤلاء. ومن اختلج في سره وجه الخصوص بعد هذا التحقيق والتوكيل فليعز نفسه في الاستدلال بالقرآن والفهم، فإنه لا يثق بشىء يؤخذ منه، ياليت شعري ! لو كانت الملائكة كلهم سجدوا وأراد اللّه أن يخبرنا بذلك، فأي كلمة أتم وأعم، أم يأتي قول يقال: أليس هذا من أبين البيان؟ -[مجموع الفتاوى]---------------------------انظر اخى الكريم ابو محمد المأربى الى قول شيخ الاسلام ابن تيمية- السجود على ضربين: سجود عبادة محضة، وسجود تشريف اقول كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله الذى انهى به كلامه فى هذه المسألة- أليس هذا من أبين البيان؟- فقولى أخى الكريم قد تسجد المراة سحود تحية -معناه ان هذا السجود ليس بسجود عبادة ولا يفهم من ان هذا النوع من السجود جائز ولكنه غير جائز لان النبى صلى الله عليه وسلم لم يأمر به لقوله-وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر، ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها)) (35) .
وعن قيس بن سعد (36) رضي الله عنه قال: ((أتيت الحيرة، فرأيتهم يسجدون لمرزبان لهم (37) فقلت: رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق أن يسجد له، قال: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: إني أتيت الحيرة فرأيتهم يسجدون لمرزبان لهم، فأنت يا رسول الله أحق أن نسجد لك. قال: أرأيت لو مررت على قبري أكنت تسجد له، قال: لا، قال: - فلا تفعلوا، لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد، لأمرت النساء أن يسجدن لأزواجهن، لما جعل الله لهم عليهن من الحق))--------------------------------------------------- فأنت أخى الكريمتعلقت بكلمة ذكرتها انا للتفرقة بين سجود العبادة وسجود التحية فقلت قد تسجد المرأة سجود تحية يعنى سجود محرم وليس سجود عبادة والعبارة التى ذكرتها من باب التقسيم وسياق الكلام يدل عليه وكما قسمت الشرك الى اكبر واصغر هو ايضا من هذا الباب فالقصد التفرقة بين انواع السجود لمعرفة ما لا يصلح الا لله وما وهو محرم فى شرعنا وما هو جائز فى شرع من قبلنا اما من جهة التأصيل فى كون السجود منه ما هو كفرومنه ما هو محرمومنه ما هو جائز فى شرع من قبلنا اما فى شرعنا فهو ممنوع على الاطلاق فبهذا التفصيل يزول الاشكال حتى لايكفر ببعض الصور التى لم تصل الى حد صرف العبادة لغير الله ولكن تدخل فيما دون الكفر الاكبر ولا تصل الى الكفر الاكبر الا اذا كان سجود عبادة-فالبتفصيل والتقسيم يزول الاشكال-
-ولكن ما اردت بيانه فى الفقرات الاولى هو الضوابط والفروق والقيود التى يذكرها اهل العلم لمعرفة الاسماء والاحكام ومعرفة حدود ما أنزل اللهحتى لا تختلط الصور فى بعض وهو ما حدث بالفعلللبعض بسبب عدم تحرير المسائل كما حررها اهل العلم------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------اما كلام الاخ احمد القلى ففى كلام ابن تيمية رحمه الله ما يزيل ما اشتبه منه--------يقول شيخ الاسلام رحمه الله---ورابعها:
أبو يوسف وإخوته خروا له سجدًا،
ويقال:
كانت تحيتهم، فكيف يقال:
إن السجود حرام مطلقًا ؟
وقد كانت البهائم تسجد للنبي صلى الله عليه وسلم، والبهائم لا تعبد اللّه
.
فكيف يقال:
يلزم من السجود لشىء عبادته؟
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ولو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها لعِظَمِ حقه عليها)
ومعلوم أنه لم يقل: لو كنت آمرا أحدًا أن يعبد.
وسابعها:
وفيه التفسير أن يقال
:
أما الخضوع والقنوت بالقلوب والاعتراف بالربوبية والعبودية، فهذا لا يكون على الإطلاق إلا للّه سبحانه وتعالى وحده، وهو في غيره ممتنع باطل.
وأما السجود فشريعة من الشرائع؛
إذ أمرنا اللّه تعالى أن نسجد له،
ولو أمرنا أن نسجد لأحد من خلقه غيره لسجدنا لذلك الغير طاعة للّه عز وجل إذ أحب أن نعظم من سجدنا له،
ولو لم يفرض علينا السجود لم يجب البتة فعله،