نجلاء محفوظ :نتساءل بكل الود والاحترام هل تعترف بعيوبك ؟.لنتنفس جميعًا –قبل الاجابة وبعدها - الاحساس بالثقة بالنفس ولنزرعه بخلايانا ونحن نردد:لا يوجد إنسان بلا عيوب وعيوبي إذا لم انتبه إليها ستتنامى بعيدًا عن سيطرتي وستمسك بخيوطي وتحركني وأنا لا أدري وكأنني أسمح لعدوي بالمبيت في بيتي ثم "أتوقع" الخير..والاعتراف بالعيوب ذكاء "وحب" للنفس وحمايتها من الأعداء الداخليين –أي عيوبنا- وغالبيتنا نوقف الأعداء الخارجيين عند حدودهم أو نسعى بمثابرة لتقليص آثارهم الضارة "ونغفل" عن أعدأء الداخل أي العيوب الشخصية..البعض يقبل عيوبه بدعوى أنه أفضل من غيره ويحرم نفسه من فرص "يستحقها" لحياة أفضل "ينعم" بها من يقاومون عيوبهم.. وأخرون يخنقون أنفسهم بها ويبالغون في التألم منها قيصلوا لليأس من تغييرها أو تقليل أضرارها فيهزمون أنفسهم بأيديهم..وأما من يعتقد أنه بلا عيب فلديه أخطر عيب وعليه مراجعة نفسه ويستحق مواجهة عيوبه بذكاء وتدرج حتى لا تسرق فرصه بالنجاح "الحقيقي" بالحياةعيوب شائعةمن أهم العيوب الشائعة الخجل ، ويختلف عن الحياء فالأول عيب والثاني فضيلة..والتردد في اتخاذ القرارات والتهرب منها وترك الفرص تتسرب من يديه ويتناقض بالطبع مع التأني لدراسة الموقف جيدا ثم الاستعانة بالرحمن والتوكل الصادق على القوي العزيز..ونصل لعيب التهرب من العمل أو الدراسة والربط بينهما وبين المشقة والتعب وحرمان النفس من متعة الإنجازات والسماح "بضياع" العمر وهو ثروتنا التي لن تتكرر..تذكر وارفضوأكاد أسمع التساؤل المهم: كيف اتعامل مع عيوبي؟وأرد بأهمية تفادي أخطاء شائعة مثل توقع نتائج سريعة للقضاء عليها وضرورة تذكر أنها تكونت عبر سنوات وتحتاج للكثير من المثابرة للتخلص منها أو تقليص أضرارها والاحتفال بأي نجاح ولو كان قليلا والتسامح مع النفس عند أي انتكاسة ورفض الاستسلام للاحساس بالفشل وبعدم القدرة على الانتصار وطرد الشعور بالإنكسار أمام المعوقات، مع الرفض الحازم لتبرير التراجع وتزيينه والحرص على تجديد الحماس الداخلي لمقاومة العيوب بحزم وجدية وبلا قسوة على النفس حتى لا تؤدي لكراهية الاصلاح..وإذا تعرضنا للإنتكاسة أتمنى ألا نسمح لأنفسنا بالانبطاح أرضا ولنسارع بالتماسك وننمي "روح" المقاومة ولنزرعها شجرة متشعبة الجذور بخلايانا وبعقولنا وبقلوبنا "يستحيل" اقتلاعها وهذا لا يتعارض مع تعرضها لهزات الرياح من آن لآخر،فكلنا لدينا عيوب وجميعنا نخطيء والمهم كيف نتعامل معها فالانكار يزيدها والتهرب من المواجهة يرسخها والقسوة على النفس يجردنا من أسلحتنا التي تؤهلنا للسعادة والنجاح بمختلف جوانب الحياة..ليست قدراولنتذكر دائمًا أن عيوب أهلنا ليست قدرًا وبامكاننا طردها كالعصبية فهي ليست وراثة بل نختارها ..ولا تقل لنفسك "أبدا" لن أستطيع تغيير عيوبي حتى لا تهزم نفسك بيدكوالعيوب التي لم تستطع علاجها قلل منها تدريجيا ولا تتعامل معها كأنها واقع لا يمكن تغييره وتنبه لها..لن تنتهي كل عيوبنا وقد تظهر غيرها طوال الحياة ولنتعامل مع عيوبنا مثل البستاني الماهر الذي يتنبه للحشائش الضارة حتى لا تؤثر بالسلب على محصوله الذي زرعه ويطرد كل "الطفيليات" التي تلتهم الثمار بحكمة ودون افراط بالمواد الكيماوية حتى لا تؤذي من يتناول الثمار..بوعي وبلطفأرى كل ما يعيق تقدمنا بالحياة ويسرق استمتاعنا المشروع بما لدينا ويحرمنا من تقدير الذات والفوز بأفضل تعامل مع الأخرين ويقلل من صحتنا النفسية والجسدية من العيوب التي أتمنى التنبه لها ومحاربتها بوعي وبلطف وبرفق مع النفس ودون تعجل وبلا قسوة ودون اعلانها على الملأ بهدف طلب دعم الأخرين لنا فأفضل العون عون النفس بعد الاستعانة بالرحمن بالطبع والجميع مشغولون بمشاكلهم والأفضل تنمية الرغبة لدينا لقهر العيوب دون انتظار تشجيع خارجي فنحن الرابحون عند النجاح والخاسرون-لا قدر الله-عند تغلبها علينا.