أما بعد :

فإن الفيس بوك هو برنامج للتواصل الاجتماعي .

وشرعنا حث على التواصل بين المؤمنين الذي به يحصل التواصي بالحق والتواصي بالصبر .

ومن أعظم ما في شرعنا من أحكام تنظم العلاقة بين المؤمنين بما يتلائم مع طبيعة الخلق هو فصل الرجال عن النساء وتحريم اختلاطهم حتى في العبادات بله في العادات

ومن ذلك ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خير صفوف الرجال أولها ، وشرها آخرها ، وخير صفوف النساء آخرها ، وشرها أولها " مسلم


ومن ذلك تحريم سفر المرأة لأداء ركن الإسلام ـ الحج ـ بدون محرم
بل وتفضيل مصاحبة الرجل للمرأة لتجنب الخلوة بالرجال على فريضة الجهاد في سبيل الله .
فعن ابن عباس رضي الله عنهما ، أنه : سمع النبي صلى الله عليه وسلم ، يقول : " لا يخلون رجل بامرأة ، ولا تسافرن امرأة إلا ومعها محرم " ، فقام رجل فقال : يا رسول الله ، اكتتبت في غزوة كذا وكذا ، وخرجت امرأتي حاجة ، قال : " اذهب فحج مع امرأتك " متفق عليه


وحرم الخلوة بالمرأة كما في قوله عليه الصلاة والسلام .

" ولا يَخْلُوَنَّ أحدكم بامرأة فإن الشيطان ثالثهما " صححه الألباني في التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان

وفي قوله صلى الله عليه وسلم .

" ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان " صححه الألباني


ولا شك أن هذا الحكم عام لكل المسمين بل هو أول ما صدر كان موجها للصحابة رضي الله عنه وهم أتقى الخلق وآمنهم من الفتنة !


وأما أقوال أهل العلم في مراسلة المسلم للمسلمة وبالعكس ففيما يلي


الفتوى رقم (9794)
س: ما حكم المراسلة بين الشبان والشابات علمًا بأن هذه المراسلة خالية من الفسق والعشق والغرام ؟

الجواب :

لا يجوز لأي إنسان أن يراسل امرأة أجنبية عنه؛ لما في ذلك من فتنة، وقد يظن المراسل أنه ليست هناك فتنة ، ولكن لا يزال به الشيطان حتى يغريه بها ويغريها به. وقد أمر صلى الله عليه وسلم مَنْ سمع الدجال أن يبتعد عنه، وأخبر أنَّ الرجل قد يأتيه وهو مؤمن ولكن لا يزال به الدجال حتى يفتنه. ففي مراسلة الشبان للشابات فتنة عظيمة وخطر كبير، ويجب الابتعاد عنها، وإن كان السائل يقول: إنه ليس فيها عشق ولا غرام. أما مراسلة الرجال للرجال، والنساء للنساء فليس فيها شيء إلا أن يكون هناك أمر محظور. والله أعلم

عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين


ولا شك أن المراسلة بين الرجل والمرأة كتابة تعتبر من الخلوة المحرمة لأن باستطاعتهما الحديث بما يشتهون خيرا أو شرا من غير أن يطلع عليهما أحد .

وهذا هو معنى الخلوة لذلك أفتى العلماء بحرمة ذلك سدا لذريعة تزيين الشيطان ( ثالثهما ) شيئا فشيئا

ولقد حرم العلماء تعليم المرأة القرآن إذا كان بخلوة !

والمؤمن الصادق لا يأمن من مكر الله ولا يأمن من استدراج الشياطين أبدا .

لذلك فمن يراسل الفتيات والنساء من غير وجود محرم لهن يشهد المراسلات فقد وقع في الخلوة المحرمة وإن كان قصده حسنا بله سيئا .

وإن كان البعض يقول أن ما يجري بيني وبين فلانة مجرد طلب علم فأقول له إن حديثكما معا من غير أن يطلع عليه أحد من محارم الفتاة هو خلوة ! .
وفيه ذريعة للوقوع في المحرم وما كان ذريعة للمحرم فهو محرم ولو كان حلالا في أصل حكمه وما كان من الأحكام سدا للذريعة فلا يراعى فيه فلان أو فلان ولا النيات .
والله أعلم .