يوم القيامة في سورة القارعة
بقلم- الحاج فالح الحجية
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

((الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3)
يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ
الْمَنْفُوشِ (5) فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ
(7) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ
مَا هِيَهْ (10) نَار ٌحَامِيَةٌ ( 11)))

سورة القارعة\ كاملة

الحمد لله :

القارعة هي ذات الصوت الشديد ويراد بها يوم القيامة وعظمة الحدوث لانها تقرع القلوب والاجسام الصغيرة و الكبيرة بالفزع الشديد حيث تؤثر في السماء بالانشقاق وانتثار الكواكب وانكدارها والشمس والقمر وتكويرها وفي الارض بالتبدل والتغيير في وجهها وا ندكاك الجبال فيها بحيث تتلاشى فيها وتضمحل فتكون هباءا منثورا .

وفي هذا اليوم العظيم يبعث البشر من قبورهم او مراقدهم حيث يكون الانسان فيه كانه الفراش المبثوث اي كالفراش المتطاير والمنتشر يسيرون على غير هدى بكل اتجاه لهول وعظمة هذا اليوم وتكون فيه الجبال كالصوف المنفوش متفتتة ومتطايرة غبارا ونثارا .

فاذا انبعثوا واحضروا للحساب انقسموا في الاغلب قسمين : فمن ثقلت حسناتهم فهم في الجنة وهي العيشة الراضية لرضى اصحابها في عيشهم في نعيم حياتهم الدنيا والاء الله تعالى عليهم بما تفضل عليهم من نعيم الجنة وهم من ا ثقلت حسناته وافعاله للخير موازينه وقد سبق ذكرها.

اما من خفت موازينه او خلت من حسناته او لقلتها وكانت سيئاته اثقل من حسناته في ميزان العدالة الالهية فيساق الى النار فيكون مسكنه جهنم وسميت امه لانه سيأوى اليها كما يأوى الطفل الصغير الى حضن امه وسميت هاوية ايضا لانها تهوي به في قعر الجحيم الاستفهام هنا ( وما ادراك ماهية ؟) فهو استفهام لفضاعتها وشدتها وتهويل بيانها الخارج عن المعهود بحيث لا يدر ك كنهها فهي نار حامية شديدة متقد ة غاية في الاشتعال والشدة والاحراق لمن اقترب منها فكيف بمن ولجها او القي فيها . وقانا الله تعالى وكل المؤمنين والمسلمين منها .

والله تعالى اعلم



******************************