من الأمور المهمة لدى الباحثين في دراسة المخطوطات وتحقيق الكتب إثبات نسبة الرسالة المراد تحقيقها الى مؤلفها والعناية بهذا الأمر ، لاسيما من وجد من يشكك في صحة نسبة الرسالة الى مؤلفها.
ورسالتنا هذه ليس عندي أدنى شك في صحة نسبتها للإمام أحمد بن حنبل ، ولدي من الأدلة مايكفي في ذالك لمن كان له قلب سليم وإعتقاد مستقيم .
ويمكن حصر الأدلة بثلاثة طرق :
الأول : نسبتها لى من ترجم له :
كثير ممن ترجم للإمام أحمد ذكر هذه الرسالة ((الرد على الزنادقة والجهمية )) ونسبها إليه فمنهم :
1_ابن النديم أبو الفرج محمد ابن اسحاق (ت380). في ((الفهرست ) (285) .
2_الإمام أبو الحسين محمد بن أبي يعلى الحنبلي (ت526) . في طبقات الحنابلة .
3_الإمام ابن الجوزي كما في ((سير أعلام النبلاء)) و((العواصم من القواصم )) لابن الوزير .
4_ العلامة عبد الرحمن بن محمد العليمي المقدسي الحنبلي (ت928هــ) .
في كتابه ((المنهج الأحمد)) والدر المنضد))
5الشيخ العلامة شمس الدين بن محمد احمد السفاريني الحنبلي (ت1188هــ) . في كل من: ((الذخائر في شرح منظومة الكبائر)) و((غذاء الألباب)) و((لوامع الأنوار)) وقال في ((اللوامع)) :(( قد قرأناه ورويناه عن علماء معتبرين وفضلاء راسخين))
وذكره أيضا في اللوامع
6_بروكلمان في ((تاريخ الأدب العربي ))
7_ فؤاد سكزين في ((تاريخ التراث))
ثانياً: تصريح جميع النسخ الخطية بنسبة الكتاب له وهي أكثر من ست عشرة نسخة
ثالثاً: أن كثيراً من العلماء نقلوا منه بالنص بل بالحرف ، وعند المطابقة بين النصوص المنقولة ومافي هذه الرسالة وجدنا هذا النقل متطابقاً، بل بعضهم _كشيخ الإسلام ابن تيمية_ يعلق على ماينقله ويشرحه ويوضحه ويحلله تحليلا دقيقاً _كما سيأتي_ واخرون اعتمدوا رسالة الإمام أحمد في كتبهم ورجعوا اليها واستفادوا منها.
وسيأتي بيانُ من ذكرها وأثبتنسبتها الى الإمام أحمد رحمه الله ونذكر عباراته عند الحاجه وإليها على حسب ما وقع لنا من البحث والاستقصاء ونرتبهم على حسب الوفيات
ويمكننا أن نجعل هذه المسألة على مرتبتين :
* الأولى اتفاق علماء الحنابلة على صحة نسبة الكتاب لإمام أحمد :
علماء الحنابلة ليس بينهم نزاع في صحة نسبة الكتاب ((الرد على الزنادقة والجهمية)) للإمام أحمد بن حنبل رضي لله عنه ، المتقدمين منهم والمتأخرين ، وقد نقل هذا الإتفاق شيخ الإسلام ابن تيمية والعلامة ابن القيم والعلامة السفاريني .
1_ قال شيخ الإسلام في درء تعارض العقل والنقل (1/221) :((ولهذا قال الإمام أحمد في أول ماكتبه في (( الرد على الزنادقة والجهمية فيما شكت فيه من متشابه القران ، وتأويله على غير تأويله )) مما كتبه في حبسه وقد ذكره الخلال في كتاب السنة، والقاضي أبو يعلى ، وأبو الفضل التميمي، وأبو الوفاء بن عقيل، وغير واحد من أصحاب أحمد ، ولم ينفه أحدٌ منهم عنهُ))
2_وقال الإمام ابن القيم في إجتماع الجيوش الإسلامية(208_209) بعد أن ذكر نصوصاً عن الإمام أحمدمن الرد من الزنادقة :((قال الخلال:كتبت هذا الكتاب من خط عبدالله ، وكتبه عبدالله من خط أبيه .
واحتج القاضي أبو يعلى في كتابه ((إبطال التأويل)) بما نقله منه عن أحمد، وذكر ابن عقيل في كتابه بعض مافيه عن أحمد ، ونقل منه أصحابه قديماً وحديثاً، ونقل منه البيهقي وعزاه الى أحمد ، وصححه شيخ اسلام ابن تيمية عن أحمد ، ولم يُسمع من أحد من متقدمي أصحابه ولا متأخريهم طعنٌ فيه .
وقال عفا الله عنه في ((الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة ))
((وقال الإمام أحمد في كتابه الذي خرجه في ((الرد على الزنادقة والجهمية)) وذكره الخلال في الجامع ، والقاضي ابو يعلى وسائر أصحب أحمد )) .
3_ وقال العلامة السفاريني في ((لوامه الأنوار)): (( قد قرأناه ورويناه عن علماء معتبرين وفضلاء راسخين والله ولي المتقين .
وقد ذكر كتاب الإمام أحمد أئمة المذهب . قال الخلال : كتبت هذا الكتاب من خط عبداله ، وكتبهُ عبدالله من خط أبيه الإمام أحمد رضي الله عنه . واحتج القاضي أبو يعلى في كتابه ((إبطال التأويلات)) بما نقله منه عن الإمام أحمد .
وذكر ابن عقيل في كتابه بعض مافيه عن الإمام أحمد ، ونقل منه أصحابنا قديماً وحديثاً، ونقل الحافظ البيهقي وعزاه الى الإمام احمد ، والإمام المحقق ابن القيم وجُل تاليفه وصححه في كتابه ((الجيوش الإسلامية)) ...)).
* ثانياً : أفراد العلماء الذين أثبتوا نسبتهُ للإمام أحمد وفيهم من غير الحنابلة كثير ، وهم على الترتيب على حسب وفياتهم :
1_ الإمام أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون بن يزيد الخلال جامع علوم الإمام أحمد والمتوفى سنة (311)
وقد انتشرت هذه الرسالة عن طريق الحضر بن المثنى عن الإمام أحمد عن والده ، كما في جميع النسخ الخطية .
وقال رحمه الله في السنة ((أخبرنا أبو بكر المروذي قال : هذا ما احتج به أبو عبدالله على الجهمية في القران . كتب بخطه وكتبته من كتابه . فذكر المرذوي ايات كثيرة دون ماذكر الخضر بن المثنى عن عبدالله وقال :وقد سمعت أبا عبدالله يقول ي القران عليهم من الحجج في غير موضع _يعني الجهمية_ .
وأخبرنا الخضر بن المثنى الكندي قال : سمعت عبدالله بن أحمد بن حنبل قال : وجدت هذا الكتاب بخط أبي فيما يحتج به على الجهمية ...)) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى (( وفيما خرجه الإمام أحمد على الزنادقه والجهمية وهو مروي من طريق ابنه عبدالله ، وقد ذكره الخلال ايضاً في السنة )) .
وقد تناقل إثبات الخلال منهم ابن ابي يعلى في طبقات الحنابلة وابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل والجواب الصحيح والتسعينية وبيان تلبيس الجهمية ونقله عنه ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية والصواعق المرسلة والسفاريني في لوامع الأنوار وذكر أن الخلال ذكر كتاب الإمام أحمد كله في كتاب السنة له .
2_ أبو الفرج محمد بن اسحاق المعروف بابن النديم (ت380هـــ ) .
قال في كتابه (( الفهرست )) (285) في ترجمة الإمام أحمد : ... وله من الكتب العلل .. الزهد .. كتاب الرد على الجهمية ...)) .
الإمام الحافظ أبو عبدالله عبيد الله بن محمد بن بطه الحنبلي (ت387هـــ)
قال في كتابه ((الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية ومجانبة الفرق المذمومة )) في قسم ((الرد على الجهمية)) .
وقد نقل كلام أحمد وزاد عليه مناظرة الجهم للسمنية ، ونقل كلام أحمد وزاد عليه بعض أوجه الإستدلال وبعض كلام أحمد وزاد عليه بحروفه ، وقد ذكر محقق ((الإبانة)) د يوسف الوابل أوجه الشبه بين ماذكره ابن بطه في الرد على الزنادقه والجهمية للإمام أحمد في صفحات كثيرة وهناك عبارات أحمد بحروفها وبعخا بمعانيها .
4_ أبو الفضل التميمي عبدالواحد بن عبدالعزيز بن الحارث الحنبلي (ت 410 هـ)
نقل إثباته لهذه الرالة شيخ الاسلام ابن تيمية في ((درء تعارض العقل والنقل))
5_ الإمام القاضي أبو يعلى الحنبلي محمد بن الحسين الفراء البغدادي (ت458)
قال رحمه الله في ((إبطال التأويلات )) الجزء الأول صفحة 233 :(( وقد أطلق أحمد القول بذالك _أن الله في السماء_ فيما خرجه في(( الرد على الجهمية ))
و أكثر ذكر اسم الكتاب في الجزء الثاني من نفس المصدر
وقال في (( العدة في أصول الفقه )) (4/1273_1275) : (( وقد احتج أحمد رحمه الله بدلائل العقول في مواضع ، فيما خرجه في ((الرد على الزنادقة الجهمية)) رواية عن ابنه عبدالله عنه فقال : إذا قلنا لم يزل الله تعالى بصفاته كلها ، إنما نصف إلهاً واحداً بجميع صفاته . وضربنا لهم في ذالك مثلافقلنا : أخبرونا عن هذه النخلة ، أليس لها جذع وكربٌ وليفٌ....)))
وقال_رحمه الله _ في كتابه ((إيضاح البيان في مسألة القران)) وهو من كتبه المفقودة ونقل عنه ابن تيمية فيدرء التعارض وشرح الأصفانية وقال أحمد في الجزء الذي فيه ((الرد على الجهمية والزنادقة )) : وكذالك يتكلم الله كيف شاء ...))
وذكر في الروايتين والوجهين والمسائل الأصولية والمسائل العقدية والعدة في اصول الفقه
ونقل عن إثبات هذه الرسالة الفتوحي في ((شرح الكوكب المنير)) وهو من عمدة كتب الأصول عند الحنابلة والمرداوي في ((التحبير شرح التحرير )) وهذا ايضاً من عمدة كتب أصول الحنابلة والسفاريني في لوامع الأنوار
6_ ابنه الإمام أبو الحسين محمد بن ابي يعلى الحنبلي (ت526هــ) .
وقد صحح نسبته للإمام أحمد في كتابه ((طبقات الحنابلة)) حيث قال في ترجمة خضر بن المثنى : ((نقل عن إمامنا أشياء ، منها : ((الرد على الجهمية)) فيما قرأته على المبارك بن عبد الجبار ،عن ابراهيم عن عن عبدالعزز أبو بكر الخلال ، أخحبرني خضر بن المثنى الكندي ، قال: حدثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال : قال أبي : بيان ما أنرت الجهمية أن الله تعالى كلم موسى ...))، ثم ذكر الباب بتمامه الى قوله :((وذكر الرسالة بطولها )) .
7_ الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت458هــ)
نقله عنه الإمام ابن القيم في ((اجتماع الجيوش الإسلامية )) (208_209)
بعد ان ذكر نصوصاً عن الإمام أحمد من الرد على الزنادقة :(( قال الخلال: كتبت هذا الكتاب من خط عبدالله ، وكتبه عبدالله من خط أبيه .
واحتج القاضي أبو يعلى في كتابه إبطال التأويل بما نقله منه عن أحمد ، وذكر ابن عقيل في كتباه بعض مافيه عن أحمد ...)) ، ونقل إثبات البيهقي له السفاريني في لوامع الأنوار)) (1/67)
8_ الإمام علي بن عقيل بن محمد البغدادي المعروف بابن عقيل الحنبلي (ت513)
((ولهذا قال الإمام أحمد في اول ماكتبه في ((الرد على الزنادقة والجهمية فيما شكت من متشابه القران ، وتأولته على غير تأويله )) مما كتبه في حبسه وقد ذكره الخلال في كتاب السنة ، والقاضي أبو يعلى ، وأبو الفضل التميمي ،وأبو الوفاء بن عقيل ، وغير واحد من أصحاب أحمد ، ولم ينفه أحد منهم عنه )) .
نقله عنه ابن تيمية في درء التعارض وابن القيم في إجتماع الجيوش والسفاريني في لوامع الأنوار
وقال ابن عقيل في كتابه ((الواضح في أصول الفقه )) (2/386):(( وقد نص أحمد رضي الله عنه على كون القران مجاز ،قال في قوله { إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ } هذا مجاز في اللغة وقال_أيضاً_ في قوله : { مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ } بعلمه )) . وانظر (4/63) ، انظر عبارة الإمام احمد ص( 193و296) .
وقال في (5/270) ((القياس والاستدلال المستنبطان في العقول طريقٌ لإثبات الأحكام العقلية، نص عله احمد حيث استدل_فيما تكلم به على نفاة الصفات ومن أثبت أن الله نورٌ، وانه في كل مكان وضرب المقاييس حتى قال :(( فما بال البيت امظلم مع كون الله نوراً وهو في كل مكان))؟! وهذه العبارة بنصها في كتاب الرد على الزنادقة ص 329.
وذكر _أيضاً_ أن الله محيطٌ بجميع خلقه وليس في شيء من خلقه ، وضرب لذالك مثلاً : ((رجلاً في يده قدحٌ من قارور صاف وفيه شيء صاف، فإن بصره يحيط فيه من غير أن يكون فيه )) وهذه العبارة بنصها في الرد على الزنادقة ص 293 .
ولعل قائلاً يقول يقول : مالذي يثبت أن ابن عقيل_في أول عبار له نقلتموها عنه _أراد كتاب الإمام احمد الرد على الزنادقة والجهمية ؟
قلنا : نقل العلماء عن هذا الكتاب أن احمد يقول فيه أن القران مجاز ! منهم القاضي أبو يعلى، والكلوذاني ، وابن مفلح والزركشي والفتوحي وغيرهم ، ثم إن شيخ الإسلام ابن تيمية نقل كلام العلماء في ما نقلوه عن الإمام من أن في القران مجازاً من هذه الرسالة ، ونص على ان ابن عقيل احتج بكلام الإمام احمد في هذه الرسالة بأن القران في القران مجازاً .
هذا مع أنه نقل عبارات الإمام أحمد بعينها الموجودة في هذه الرسالة كما تقدم ، ونص العلماء أنه كانيثبته للإمام أحمد .
9_ الشيخ العلامة يحيى بن ابراهيم بن أحمد السلماسي الفقيه (550ت )
قال في كتابه ((منازل الأئمة الأربعة )) (127) في أثناء ترجمته للإمام أحمد :(...تفسيره للقران در منظوم ، ومسنده للحديث روض موهوم وسائر تصانيفه في أنواع العلوم وشيٌ مرقوم، سائله في الفقه جنة عالية قطوفها دانية وردهُ على الزنادقة دعوة التناقض على القران روضةٌ زاهية ))
وقال في ص 133 : صنف أحمد في القران التفسير ... والرد على الجهمية والرد على الزنادقة في دعواهم التناقض في القران )).
وقد روى السلماسي (( الرد على الزنادقة)) بإسناد متصل من طريق ابن ابي يعلى الحنبلي كما سيأتي في الكلام على إسناد الرسالة .
10_الإمام عبدالرحمن بن علي بن الجوزي الحنبلي (ت597) .
قال ابن الجوزي ((وله _يعني الإمام أحمد _ من المصنفات . .كتاب ((الرد على الزنادقة)) وكتاب ((فضائل الصحابة )) ...)) نقله عنه الذهبي في السير (11/330)، وعنه ابن الوزير في ((العواصم من القواصم ))(4/251) .
11_ الإمام أبو الخطاب محفوظ بن أحمد الكلوذاني الحنبلي (ت510) .
قال رحمه الله في ((التمهيد في أصول الفقه )) (2/101): وقال أحمد فيما خرجه في محبسه قوله تعالى وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ
وقد عرف المسلمون أماكن كثيرة ليس فيها من عظم الرب شيء ...) .
وقال في (4/271_272) : ((وقد أومأ إليه أحمد في رواية عبدالله فقال فيما خرجه في محبسه :((الحمدالله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل ...)) .
وانظر :(1/101) ، (2/135) _136 ، 265_266، 281) ،(4/271_272) .
12_ الإمام أبو البركات عبدالسلام ابن تيمية (ت652)
في المسودة (1/367) .
13_ شيخ الإسلام الإمام الحافظ أبو العباس ابن تيمية الحراني أحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام (ت728) .
والنقل عنه أكثر من أن يحصى وهو يصرح بنسبة الكتاب للإمام أحمد بل إنه يعلق على هذه لنصوص ويشرحها ويبين مراد الإمام في مجموع الفتاوى والتدمرية وبغية المرتاد وبيان تلبيس الجهمية والجواب الصحيح والمسودة ودرء تعارض العقل والتسعينية ومنهاج السنة والنبوات وشرح الأصفانية وإقضتاء الصراط المستقيم وجامع المسائل وغيرها الكثير .
14_ الإمام المحقق شمس الدين أبو عبدالله محمد بن أبي بكر الدمشقي المعروف بابن القيم ، (ت751هــ)
وله رحمه الله في إثبات هذه الرسالة والرد على من أنكرها كلام حسن سيأتي في الرد على من أنكرها ، وله تعليق على بعض فقراتها سيأتي أيضاً في أثناء الرسالة .
ومن قوله رحمه الله في إثباتها ما ذكره في ((إجتماع الجيوش الإسلامية ))
حيث قال :(201_211) : ((وقال _أحمد_في كتاب ((الرد على الجهمية )) الذي رواه الخلال من طريق ابنه عبدالله قال : باب بيان ما انكرت الجهمية ان يكون الله على العرش ... إلى قوله : وذكر هذا الكتاب كله أبو يكر الخلال في كتاب السنة له الذي جمع فيه نصوص أحمد وكلامه، وعلى منواله جمع البيهقي في كتابه الذي سماه جامع النصوص من كلام الشافعي .. وخطبة كتاب أحمد بن حنبل : الحمدالله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل .._ثم ذكر نصوصاً كثيرة منه إلى قوله _قال الخلال: كتبت هذا الكتاب من خط عبدالله ، وكتبه عبدالله من خط أبيه ، واحتج القاضي ابو يعلى في كتابه إبطال ((إبطال التأويل)) بما نقله منه عن أحمد ، وذكر ابن عقيل في كتابه بعض مافيه عن احمد ،ونقل منه أصحابه قديما وحديثاً
ونقل منه البيهقي وعزاه الى أحمد ، وصححه شيخ الإسلام ابن تيمية عن أحمد ،ولم يُسمع من أحد من متقدمي أصحابه لا متأخريهم طعن فيه ..
ومما يدل على صحة الكتاب ماذكره القاضي أبو الحسين بن القاضي أبي يعلى فقال :قرأت في كتاب أبي جعفرل محمد ابن أحمد بن صالح بن حنبل هذا الكتاب ، وقال : هذا كتاب أبي في محبسه ردا على من احتج بظاهر القران وترك مافسره الرسول صلى الله عليه وأله وسلم ومايلزم اتباعه )) انتهى باختصار .
ومن المواطن التي أثبت فيها الرسالة :((الروح)) (2/504) ، و((إعلام الموقعين))
و((طريق الهجرتين)) و((الصواعق المرسلة )) ((الفوائد))
والإمام الفقيه أبو عبدالله محمد بن مفلح المقدسي المعروف بابن مفلح المتوفى (763هـ)
قال رحمه الله في ((الأداب الشرعية )) (1/227) : ((وقد صنف الإمام أحمد رحمه الله ورضي الله عنه ، كتاباً في الرد على الزنادقة والقدرية في متشابه القران وغيره ، وأحتج فيه بدلائل العقول . وهذا الكتاب رواه ابنه عبدالله وذكره الخلال في كتابه )) .
وذكر عبارة أحمد في المجاز في هذه الرسالة بحروفها في ((أصول الفقه )) (1/103)، وأثبته في المقصد الأرشد)) (1/372) .
16 _الإمام الفقيه أحمد بن الحسن بن عبدالله المقدسي الحنبلي المعروف بابن قاضي الجبل (ت771 هـ) .
قال رحمه الله في رسالته ((الردُ على من رد على ابن تيمية في حوادث لا رد لها )) (198/ب الظاهرية) ق(14 النسخة المصرية ): ((الثالث : أن الإمام أحمد قال فيما رده على الجهمية في قوله تعالى : « إنا جعلناه قرآنا عربيا» قال معنى جعلناه : صيرناه من أفعالنا وقال في النسخة المصرية (36) : . . . فهذا الذي يعرفه عن الإمام أحمد بل قد يكون في كلامه ما يريد على خلافه كماذكره في كتابه المسمى بـ ((الرد على الجهمية))
وقال رحمه الله _كما نقله عن صاحب ((شرح الكوكب المنير)) (4/536)_:((وكلام أحمد في الإحتجاج بأدلة عقلية كثيرٌ ، وقد ذكر كثيراً في كتابه ((الرد على الزنادقة والجهمية)) فمذهب أحمد القول بالقياس العقلي والشرعي )) .
17_ الحافظ المفسر أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي الشافعي (ت774 هــ) .
قال رحمه في تفسيره ( وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ) ((قال ان عباس : من الأيام التي خلق فيها السماوات ... وبه قال مجاهدوعكرمة ، ونص عليه أحمد بن حنبل في كتاب ((الرد عى الجهمية))
وفي البداية والنهاية الجزء الأول من الكتاب (( واختار هذا القول الإمام أحمد بن حنبل في كتابه الذي رد فيه على الجهمية )) .
18_ الإمام الزركشي بدر الدين محمد بن بهادر الشافعي (ت794) .
ذكره في كتابه الشهير ((البحر المحيط في أصول الفقه)) (2/182) .
19_ العلامة علاء الدين أبو الحسن علي بن عباس البعلي الحنبلي المعروف باب اللحام (ت803هـ )
قال رحمه الله في كتابه (القواعد) (1/366) : (( وهذه الطريقة ظاهر كلام أحمد ؛ لأنه قال في رواية عبدالله فيما خرجه في محبسه : ((الحمدالله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل ، بقايا من أهل العلم )) وهذه خطبة ابن حنبل في بداية كتابه
20_العلامة محمد ابن الوزير اليماني (ت 840) .
نقل كلام ابن الجوزي وأقره ولم يعلق بشيء . انظر :((العواصم والقواصم ))(4/251)
21_ الإمام الحافظ أحمد بن علي ابن حجر العسقلاني (ت852) .
قال رحمه الله في ((فتح الباري )) (13/502) في اختلاف الناس في القران : ((والخامس : أنه كلام الله غير مخلوق ، أنه لم يزل يتكلم إذا شاء ، ونص على ذالك أحمد في كتاب الرد على الجهمية )) .
وقال في (13/393) : (( وقال الإمام أحمد في كتاب السنة قالت الجهمية لمن قال إن الله لم يزل بأسمائه وصفاته : قلتم بقول النصارى حيث جعلوه معه غيره . فأجابوا: بأنا نقول إنه واحد بإسمائه وصفاته ، فلا نصف إلا واحداً بصفاته كما قا تعالى : { ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً...} وصفه بالوحدة مع أنه كان له لسان وعينان وأذنان وسمع وبصر ولم يخرج بهذه الصفات عن كونه واحداً، والله المثل الأعلى))
وهذه العبارة موجودة في كتاب الرد على الزنادقة والجهمية ص 284 طبعة الشيخ دغش العجمي
وابن حجر عبر على الجهمية بكتاب السنة باعتبار ماتشتمل عليه الرسالة من أصول الإعتقاد ، وقد كان أئمة السلف يسمون الإعتقاد الصحيح سنة مثل السنة لعبدالله والمرزوي والطبراني والخلال وقد سماها القاضي أبو يعلى الحنبلي بهذا الأسم ((السنة)) ونقل عبارة((الرد على الجهمية )) انظر ((العدة(3/684) .
وأشار الحافظ ابن حجر إليه في ((الفتح )) (13/463) ونقل إثبات ابن حجر له : المرداوي في التحبير شرح التحرير (3/1308)، ابن النجار الحنبلي في شرح الكوكب المنير (2/104) .