ماذا يعني اشتراط انتفاء الشذوذ والعلة عن الحديث الصحيح؟
مقتضى الشرطية هو امتناع التصحيح قبل التحري الموصل إلى الاطمئنان لانتفاء العلة والشذوذ.
مثل اشتراط تحري القبلة من أجل صحة الصلاة.
قد يخطئ متحري القبلة ولكن يشترط أن يستفرغ الوسع في ذلك.
قال عبد الرحمن بن مهدي: لأن أعرف علة حديث هو عندي أحب إلى من أن أسمع عشرين حديثا ليس عندي.اهـ
وهكذا كان أئمة الحديث يستفرغون الوسع في التفتيش عن العلل ولكنهم لا يتفقون دائما؛ فقد يقف بعضهم عليها دون الآخر، وقد يقفون عليها لكن يختلفون في اعتبارها والاعتداد بها، وقد يتفقون عليها لكن يختلفون في سببها.
لكن قد وقع انحراف عن هذا المنهج، فصنف بعضهم في الصحيح ولم يذكر هذا الشرط فيما يورده في كتابه، فأخرج أحاديث كثيرة وصححها بظاهر الإسناد، كابن حبان في التقاسيم والأنواع، وذكر غيره ممن صنف في الصحيح أيضًا أنه لا سبيل إلى إخراج ما لا علة له، فأخرج في كتابه العجائب، كالحاكم في المستدرك.