فبالأمس دعا الرئيس الإيراني الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني إلى التخلي عن أمر لو كان صرح به من أسبوع سابق لطُبقت عليه قوانين الخيانة العظمى للجمهورية الإيرانية، ولما سلم من حرس إيران الثوري والعمائم القابضة على السلطة في إيران، التي تقتات وتستمد شعبيتها من شعارات العداء لأمريكا وإسرائيل.
لم يكن مستغراباً أن يتماهى السياسيون الإيرانيون مع حالة التوافق الأمريكي/الإيراني الذي نطالع إرهاصاتها هذه الأيام، سيما بعد الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الرئيس الأمريكي بارك أوباما، ونظيره الإيراني حسن روحاني، حيث تدافع الساسة الإيرانيون، لترجمة هذه الحالة من خلال مواقفهم وتصريحاته.
فبالأمس دعا الرئيس الإيراني الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني إلى التخلي عن أمر لو كان صرح به من أسبوع سابق لطُبقت عليه قوانين الخيانة العظمى للجمهورية الإيرانية، ولما سلم من حرس إيران الثوري والعمائم القابضة على السلطة في إيران، التي تقتات وتستمد شعبيتها من شعارات العداء لأمريكا وإسرائيل.
حيث دعا رفسنجاني إلى التخلي عن شعار (الموت لأميركا)، موضحا أن مؤسس نظام الجمهورية الإسلامية في إيران كان يعارض إطلاق هذا الهتاف الذي يهتف به أنصار النظام في المناسبات المختلفة.
مؤكداً في تصريح نشره موقعه الرسمي على الإنترنت أن روح الله الخميني كان يعارض إطلاق شعارات الموت لأميركا مثلما كان يعارض إطلاق شعار الموت ضد بعض الأشخاص خلال الأجواء الثورية التي رافقت سقوط حكم الشاه.
وبيَّن رفسنجاني- الذي يتولى حالياً رئاسة مجمع تشخيص مصلحة النظام- أن القائمين على النظام كانوا أيضا يعارضون "إطلاق شعار الموت في الاجتماعات وخلال المناسبات الدينية، مثل تلك الهتافات التي أطلقت ضد الرئيس الأسبق بني صدر، ورئيس الوزراء الأسبق مهدي بازركان، وكذلك شعار الموت لأميركا".
وفي الجزء الخامس من "سيرته" قال رفسنجاني: "إنه في 1984م عندما كان رئيسا لمجلس الشورى أتى نائب إليه ليقترح إلغاء شعاري "الموت لأميركا" و"الموت للاتحاد السوفيتي".
وذكر رفسنجاني: "قلت له أن قرارا مبدئياً اتخذ، والإمام الخميني وافق عليه، لكننا ننتظر الوقت المناسب".
بهذه البساطة يريد رفسنجاني إقناع أتباعه والإيرانيين بصفة عامة بالتخلي عن الكذبة التي رددها النظام الشيعي منذ ثورة الخميني إلى الآن، وهو أمر ليس بالمستغرب على قادة لا يرون إلا مصلحتهم ويوظفون الدين بحسب أهوائهم..
ومما قاله رفسنجاني لإتمام دوره الإقناعي تذكير الإيرانيين بأن "الإسلام ظهر في مجتمع جاهلي وتحول إلى محرك للتنمية والعلم والمعرفة، وأحيى فيما بعد أوروبا وباقي المناطق، لكننا أصبحنا على عكس ذلك"، في إشارة منه إلى وجوب التخلي عن الكره غير المبرر لأوروبا وأمريكا والغرب عموما!!
لكن الذي غفل عنه رفسنجاني أو تغافل عنه تذكير أتباعه باتباع نفس سياسية الحب مع العرب والمسلمين، الذين يسبونهم ليل نهار، فليس الأمر مقتصراً على المناسبات الدينية عندهم، بل تحول سب العرب والمسلمين (من أهل السنة)- ومنهم الصحابة- إلى طقس يومي لكل شيعي متدين.
وليته ذكر الإيرانيين بحرمة دم المسلم، وطلب منهم الكف عن قتل أهل السنة واضطهادهم، وسحب أتباعهم من سوريا، تماشياً مع حالة الحب الرفسنجانية، التي يريد رفسنجاني إرساء دعائمها في المجتمع الإيراني، فالمسلمون من أهل السنة أحق بهذه الدعوة من أمريكا والغرب.
جدير بالذكر الإشارة إلى أن رفسنجاني قد عُيِّن في أواخر الحرب العراقية/الإيرانية (1980– 1988م) قائداً للقوات المسلحة، وهو الذي قام بالاتصالات غير مباشرة مع الأميركيين من أجل الحصول على أسلحة، وهو ما سمي وقتها بفضيحة "إيران جيت".
|
الإيرانيون يتخلون عن شعار "الموت لأمريكا" !!
رد مع اقتباس
