تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 12 من 12

الموضوع: للحديث الموضوع علامات يعرف بها

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي للحديث الموضوع علامات يعرف بها

    الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم .
    إن الأحاديث الموضوعة هي شر أنواع الأحاديث ، وقد انتشرت بين فئام من المجتمعات الاسلامية ، وربما لا يعرف كذب هذه الأحاديث إلا فئة معينة من هذا المجتمع ، من المتخصصين وطلبة العلم ، وقد ذكر العلماء علامات يستطيع من خلالها كثير من الناس ، ممن لديه ثقافة ومعرفة لا بأس بها ، معرفة الحديث الموضوع ، ومن هذه العلامات :

    ( 1 ) منها المجازفات التي لا يقول مثلها الرسول صلى الله عليه وسلم ، مثل : من قال لا إله إلا الله خلق الله من تلك الكلمة طائرًا له سبعون ألف لسان ، لكل لسان سبعون ألف لغة يستغفرون له . إلخ

    ( 2 ) ومنها تكذيب الحس له ، كحديث : الباذنجان شفاء من كل داء . وحديث : إن القمر دخل في جيب النبي صلى الله عليه وسلم وخرج من كمه . وحديث : رد الشمس إلى علي بن أبي طالب .

    ( 3 ) ومنها سخافة الكلام ، وكونه مما يسخر منه كحديث : لو كان الرز رجلاً لكان حليمًا ، ما أكله جائع إلا شبّعه .
    وحديث : قدس العدس على لسان سبعين نبيًّا ، آخرهم عيسى عليه السلام . أو يكون عن طريق مصادمته للعقل الصحيح كحديث : إنًّ الله خلق خيلاً فأجراهافعرقت فخلق نفسه منها .
    ( 4 ) ومنها مناقضته لما جاءت به السنة الصريحة ، فمن ذلك أحاديث : مَن اسمه محمد و أحمد ، وأن كل من يسمى بهذا الاسم لا تمس جسده النار ، أو أنه في الجنة ،كحديث : من ولد له مولود ، فسماه محمدا تبركا به ، كان هو ومولوده في الجنة " . وهو مكذوب باتفاق وقد رواه ابن بكير في " فضل من اسمه أحمد ومحمد ". إذ المعلوم من الدين أن النار لا يُجَار منها بالأسماء والألقاب ، وإنما النجدة منها بالإيمان والعمل الصالح المقبول .

    ( 5 ) ومنها قيام الشواهد الصحيحة على بطلانه ، كحديث عوج بن عنق من أن طوله 3360 ذراعًا ، وأنه كان يشوي الحوت في عين الشمس ، وأنه قال لنوح احملني على قصعتك ، يريد السفينة ، وأنه قلع صخرة عظيمة على قدر عسكر وأراد أن يسحقهم بها ، فقورها الله على عنقه .. إلخ . إذ هذا يدل على أنه عاصر نوحًا و موسى وأنه ليس من ذرية نوح ، مع أن الله يقول : ( وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ البَاقِينَ ) . الأية . وفي هذا الهذيان مناقضات أخرى تدرك بأقل مسكة ، وكحديث إن ( ق) جبل من زمرذة خضراء محيطة بالدنيا، كإحاطة الحائط بالبستان ، والسماء واضعة أكتافها عليه فزرقتها منه .
    وحديث : الأرض على صخرة ، والصخر على قرن ثور ... إلخ

    ( 6 ) ومنها مخالفته لصريح القرآن ، كحديث مقدار الدنيا ، وأنها سبعة آلاف سنة ، وأن الذاهب منها كذا ، فإن ذلك يدل على علم الساعة مع أن تعالى
    يقول : ( قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّه ) .
    ( 7 ) ومنها : اقترانه بما يبطله ، وما يكذبه التاريخ والوقائع الصحيحة ، كحديث وضع الجزية عن أهل خيبر ؛ لأنها لم تكن نزلت إذ ذاك ، وإنما نزلت بعد عام تبوك ، وهو مما لا يصح ، فقد وضعت في عهد عمر رضي الله عنه .

    ووضعها الرسول صلى الله عليه وسلم على نصارى نجران واليمن .

    ( 8 ) ومنها مناقضته للفضيلة ، كالأحاديث الدالة على الشره في الأكل ، كوصفهم أَكْلِه صلى الله عليه وسلم العنب بما لا مساغ لذكره ، أو الدالة على ترغيب في شهوة ، كحديث : النظر إلى الوجه الجميل عبادة .

    ( 9 ) ومنها مناقضته العقيدة كحديث : لو أحسن أحدكم ظنه بحجر لنفعه .
    ولا بد أن يكون هذا من وضع المشركين عُبَّاد الأوثان ، ولقد رسخ هذا الحديث المزور في أذهان بعض ـ أو كثير ـ من أهل هذا الزمان رسوخًا متينًا ، حتى كاد يكون معناه ملكة فيهم ، فهم يتسابقون إلى العمل بمعناه أكثر مما يتسابقون إلى الجماعة والصف الأول ، حتى لو أنك نهيتهم عن التمسك بعامود السيد في مسجد الحسين ، أو شجرة الحنفي ، أو باب زويلة ( بوابة المتولي ) أو أخشاب ضريح ، لأجابوك جميعًا بهذا الحديث ، كأن الشيطان ما ترك نسمة فيهم إلا ولقَّنَها الضلال البعيد .
    ( 10 ) ما ثبت من أحاديث فيها كلمات تخالف اللغة ، فقد عرف عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان فصيحاً بليغا ، وقد أوتي جوامع الكلم .

    ومن الأحاديث التي لا أصل لها : أحاديث الحمام ، واتخاذ الدجاج ، وذم الأولاد ، والتواريخ المستقبلة ، وفضائل السور ، ومدح العزوبة ، والنهي عن الطعام في السوق ، وفضائل الأزهار والحناء ، وحديث : إن الناس يدعون يوم القيامة بأمهاتهم . وغير ذلك مما يطول إيراده ، ولست أعجب من العامة وصنيعهم هذا ، ولكن العجب العجاب من بعض من يزعم العلم الذين يرون هذا المنكر رأي العين صباح مساء ، ويتأولون له ، كأنما أعمال هؤلاء السوقة وحي سماوي متشابه يجب تأويله في رأي العلماء المتأخرين ، اللهم ألهمنا السداد ، ووفقنا إلى سبيل الرشاد .

  2. افتراضي رد: للحديث الموضوع علامات يعرف بها

    بارك الله فيك أبا مالكٍ.
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: للحديث الموضوع علامات يعرف بها

    ومن العلامات أيضا : أن يكون كلاما تقبح إضافة مثله إلى نبي . ( ولعله يدخل في العلامة الثالثة : سخافة الكلام ) .
    مثل حديث : لا تسبوا الديك ، فإنه صديقي ، ولو يعلم بنو آدم ما في صورته لاشتروا ريشه ولحمه بالذهب .
    ومثل حديث : أربع لا تشيع من أربع : أنثى من ذكر ، وأرض من مطر ، وعين من نظر ، وأذن من خبر .
    ومثل حدبث : عليكم بالوجوه الملاح ، والحدق السود ، فإن الله يستحيي أن يعذب وجهاً مليحاً بالنار .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    ومن سخافات الكذابين أنهم يقولون : نحن نكذب له ، لا عليه !!

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    10,731

    افتراضي

    جزاك الله خيرا يا شيخ أبا مالك
    لا إله إلا الله
    اللهم اغفر لي وارحمني ووالديّ وأهلي والمؤمنين والمؤمنات وآتنا الفردوس الأعلى

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    وجزاك مثله أخانا الغالي.

  7. #7

    افتراضي

    مشكور ابتداء أستاذنا أبا مالك .... قد أشار ابن القيم إلى ما سبق ذكره في كتابه الماتع المنار المنيف، فليراجعه من رام مزيدا، وتطلب تأكيدا.

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Sep 2014
    المشاركات
    1,412

    افتراضي

    نفع الله بفوائدكم جميعا.

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    جزاكم الله خيرا .

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    الدولة
    مصر سوهاج حي الزهراء
    المشاركات
    2

    افتراضي

    يعرف الحديث المكذوب على النبي عليه الصلاة والسلام بأمرين:
    الأول: من حيث السند.وهو أن يكون في سنده راوٍ كذاب.
    الثاني: من حيث المتن.وهو أن ينص إمام من الأئمة النقاد أنه حديث كذب إما لركاكة لفظه أو لفساد معناه أونحو ذلك من الأمور الدالة على الوضع التي ذكرها الاخ العزيز .

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    كم من حديث مكذوب مختلق انتشر بسبب الجهل والتضليل، وهذه الأسباب التي تحمل الوضاعين على الوضع فهي كثيرة.. ومنها:
    1- إفساد دين الإسلام، ورأس هذا النوع هم الزنادقة والملحدون، ليلبسوا على المسلمين دينهم، قال حماد بن زيد: وضعت الزنادقة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أربعة عشر ألف حديث، لكن الله تعالى منَّ على أمة الإسلام بالنقاد والمحققين الذين نخلوا السنة، فأخرجوا منها ما كان من هذا الباب وأشباهه، وصنفوا في ذلك الكتب والمؤلفات.
    2- نصرة الرأي والمذهب، كأهل الأهواء والبدع، قال عبد الله بن زيد المقرئ: إن رجلاً من أهل البدع رجع عن بدعته، فجعل يقول: انظروا هذا الدين عمن تأخذونه، فإنا كنا إذا رأينا رأيًا جعلنا له حديثًا.
    3- التكسب والاقتيات برواية الموضوعات، وهذا منتشر في القصاص والمداحين، حيث يروون الأحاديث الكاذبة لنيل المال والحطام، وأمثلته كثيرة مبثوثة في كتب مصطلح الحديث.
    4- التقرب إلى الملوك والسلاطين، وذلك بأن يرووا لهم من المعاني ما يحبون، تسويغاً لأفعالهم وتأييداً لطريقهم، كما فعل غياث بن إبراهيم مع أمير المؤمنين المهدي، لما رآه يلعب بالحمام، فذكر له حديثاً بسنده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا سبق إلا في نصل أو خف أو حافر أو جناحٍ. فأضاف "أو جناح" وليس ذلك من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما فعل ذلك مجاملة للأمير وطلبًا للنوال.
    5- الوضع المشتهر عن الصوفية لترغيب الناس في طريقتهم وحثهم على الأعمال.
    وقد لخص الحافظ السيوطي رحمه الله ذلك في ألفيته فقال:
    والواضعون بعضهم ليفسدا ... دينًا وبعض نصر رأي قصدا
    كذا تكسبًا وبعض قد روى ... للأمراء ما يوافق الهوى
    وشرهم صوفية قد وضعوا ... محتسبين الأجر فيما يدعوا
    فقبلت منهم ركونًا لهم ... حتى أبانها الأولى همُ همُ
    كالواضعين في فضائل السور ... فمن رواها في كتابه فذر
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    وقد قال ابن القيم رحمه الله في "المنار المنيف" :
    " والأحاديث الموضوعة عليها ظلمة وركاكة ومجازفات باردة تنادي على وضعها واختلاقها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ".
    ثم ذكر رحمه الله جملة من الأمور الكلية التي يعرف بها كون الحديث موضوعا ، ومنها : " ركاكة ألفاظ الحديث وسماجتها ، بحيث يمجها السمع ويدفعها الطبع ، ويسمج معناها للفطن ".

    وهذا قد ذكرناه أعلاه.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •