تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: هل أيام الخلق الستة توافق مقياسنا وتقديرنا لليوم أم تخالفه؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    951

    افتراضي هل أيام الخلق الستة توافق مقياسنا وتقديرنا لليوم أم تخالفه؟

    في إحدى نقاشاته للرد على النصارى ذكر أن الله عز وجل خلق السماوات والارض في ستة أيام ولكن ( ليست أيامنا هذه ) ، فأيامنا هذه تعتمد في حسبتها على خلق السموات والارض ! فكيف تكون الحسبة إذ لم تكن موجود أصلا ؟! وقال أن اليوم في اللغة العربية معناه مدة من الزمن لكن لا تشترط كونها اليوم الذي نعرفه ، وهو يقرر بذلك عكس ماجاء في كتاب أهل الكتاب الذي حدد أن الله خلق السمرات والأرض في ستة أيام لكنه حددها - نسيت ماقال كأنه قال سميت الأيام مثل السبت والأحد ..الخ - فهل كلامه صحيح في الرد على النصارى ؟!

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    951

    افتراضي رد: هل ما يقوله الداعية ذاكر نايك صحيح ؟!

    للتذكير

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: هل ما يقوله الداعية ذاكر نايك صحيح ؟!

    هذا الكلام المذكور هو ما ذهب إليه بعض أهل العلم (ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية)، ومستند هذا القول هو ما ذكرته من أن الحساب الزمني باستعمال الليل والنهار لا يصح إعماله على ما جرى من حوادث قبل خلق الليل والنهار. وهذا في ظني مستند ضعيف في الانتصار لمذهب تبدو فيه مخالفة لظاهر النص. فلا إشكال - عقلا - في مخاطبة البشر بما يوافق مقاييسهم التي يعرفونها لتقدير الفترة الزمنية التي استغرقتها بعض الأحداث قبل خلق تلك المقاييس نفسها. أو بعبارة أوضح: هذه الحقيقة وحدها (أعني حقيقة أن السماوات والأرض لم تكونا قد خلقتا بعد في تلك الفترة التي يذكر الله تقديرها بأنها ستة أيام) لا يلزم منها أن تكون تلك الأيام معبرة عن فترة على خلاف ما ندركه نحن من قياسنا لليل والنهار، لأنه إذا كان مقصود الخطاب إعلام المخاطب بمقدرا تلك الفترة (أو كان ذلك الإعلام لازما حتى يتحقق مقصود الخطاب)، فلابد وأنه سيأتي بمقياس زمني يدركه ذلك المخاطب، لا بخلاف ذلك. وإلا فلماذا لم يقل (مثلا) ستة آلاف سنة، أو ستون ألف سنة، وقد جاء في السنة أن القلم قد جرى بكتابة ما هو كائن في السماوات والأرض جميعا قبل خلقهما بخمسين ألف سنة؟ ذلك أن الله تعالى حين قدر الزمان بيوم يخالف اليوم المعتاد في إدراكنا، بين ذلك سبحانه كما في قوله: ((يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ)) [السجدة : 5] فلماذا لم يقل مثل ذلك في تلك الأيام الستة؟
    الحاصل أني لا أرى مستندا للمنتصرين لهذا القول في زماننا هذا إلا نظريات الطبيعيين التي تنسب نشأة السماوات والأرض إلى انفجار عظيم، لابد وأنه قد استغرق أزمانا مديدة (تقدر ببلايين السنين) حتى يتركب من أثره ذلك الكون العظيم الذي نراه، على المنطق الارتقائي العشوائي الذي تدين به الملاحدة والماديون. وهذه النظرية لا ينبغي أن يعتقدها مسلم موحد، لفساد في أصولها الفلسفية أولا (إذ تجعل حدث الخلق حدثا "طبيعيا" يمكن الوصول إلى معرفة تفاصيله بإعمال قاعدة الاستمرارية الطبيعية) ولمخالفتها لما جاء به النص من خبر الخلق. والصواب الذي عليه إجماع السلف الأول أن الغيبيات المطلقة لا مجال فيها للقياس، ولا يوصل إلى معرفتها إلا بالنص وحده، ولا شك أن ما كان قبل السماوات والأرض وما هو كائن بعدهما (زمنيا) كله غيب مطلق (بما فيه أحداث خلق السماوات والأرض ولا شك)، فلا يجري عليها شيء من طرائقنا في معرفة قوانين وحوادث "الطبيعة" لأنها هي الأحداث التي جُعلت فيها الطبيعة وقواعدها وقوانينها على نحو ما نرى، بأسباب غيبية خارجة عنها متقدمة عليها بداهةً! ولكن لأن الفلسفة المادية المعاصرة لا ترى "غيبا" ولا خلقا ولا شيء من ذلك، استجاز أصحابها تمديد قواعد الطبيعة ومبادئها العامة إلى الأزل في جهة الماضي وإلى الأبد في جهة المستقبل، وتلقى كثير من المسلمين ما ترتب على تلك الفلسفة الإلحادية من نظريات ميتافزيقية من غير تأمل ولا تروي لا لشيء إلا لأنها تنسب إلى العلم الطبيعي، ويوصف من يعترض عليها بالجهل والتخلف، والله المستعان!
    أنصحك أخي الفاضل بترك هذا الرجل "زاكر نايك" وبألا تسمع منه أو تحيل إليه أحدا من أهل الكتاب أو غيرهم، لأن في منهجه وطريقته الدعوية وكثير من أقواله خللا عظيما، يوشك أن يدخل به في القائلين بوحدة الأديان، ولا حول ولا قوة إلا بالله!
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    30

    افتراضي رد: هل أيام الخلق الستة توافق مقياسنا وتقديرنا لليوم أم تخالفه؟

    لكن يا دكتورنا الفاضل....ألا ترى أن تناول مصطلح "يوم" وفق الإطلاق القرآني جاء على ضربين:

    أولاً: ما هو متعارفٌ عليه عند بني آدم....ومثله قوله تعالى: {قالوا لبثنا يوماً أو بعض يوم}

    ثانياً: ما هو أكثر من ذلك بكثير....ألفاً أو خمسين ألف سنة...قال تعالى: {وإن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدّون}...وقوله سبحانه: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنة}..

    ومع الاستجازة الشرعيّة والعقليّة أن تكون مدّة الخلق تتوافق مع مقاييسنا الزمنيّة نحن البشر...إلا أنّه لا مناص من القول بأن الاحتماليّة قائمة في خبر خلق السماوات والأرض لكلا الاعتبارين أو القسمين السابقين....فمن ألحق الآية بأيٍ منهما فله اعتباره...واحتما ه موجود....

    أما الذين جعلوا خلق السماوات والأرض مدداً زمنيّة متطاولة....مستنده م هو ما كان من النظريات الطبعيّة لا غير (والأمر ظاهرٌ في كونها لم ترتقِ إلى مرتبة الحقائق العلميّة) فهو منبيء عن خللٍ في الموقف من العلوم الطبيعيّة وقواعد الترجيح ومراتب الأدلّة بما فصّلتَه -مشكوراً- ببحثك الرائع حول هذا الموضوع

    وحمداً لله على سلامتك

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: هل أيام الخلق الستة توافق مقياسنا وتقديرنا لليوم أم تخالفه؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مجرّد إنسان مشاهدة المشاركة
    لكن يا دكتورنا الفاضل....ألا ترى أن تناول مصطلح "يوم" وفق الإطلاق القرآني جاء على ضربين:
    أولاً: ما هو متعارفٌ عليه عند بني آدم....ومثله قوله تعالى: {قالوا لبثنا يوماً أو بعض يوم}
    ثانياً: ما هو أكثر من ذلك بكثير....ألفاً أو خمسين ألف سنة...قال تعالى: {وإن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدّون}...وقوله سبحانه: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنة}..
    بلى، هذا التفريق الذي تفضلت به هو ما أراه، بارك الله فيك، وأرى أنه حجة على القائلين بإلحاق مفهوم اليوم المقصود في أيام الخلق الستة بالقسم الثاني لا الأول، لأنه لو كان داخلا في القسم الثاني فلماذا لم يبين سبحانه أن المقصود يوم مقداره على خلاف ما نعد بمقاييسنا، حتى يتحقق الغرض المقصود من ذكره؟ الظاهر المتبادر إلى الذهن - ما لم نقف على دليل معتبر ينقلنا إلى خلافه - أن المقصود هو اليوم المعهود بمقاييس الناس، والبينة على من ادعى خلاف ذلك، والله أعلم.
    أما الذين جعلوا خلق السماوات والأرض مدداً زمنيّة متطاولة....مستنده م هو ما كان من النظريات الطبعيّة لا غير (والأمر ظاهرٌ في كونها لم ترتقِ إلى مرتبة الحقائق العلميّة) فهو منبيء عن خللٍ في الموقف من العلوم الطبيعيّة وقواعد الترجيح ومراتب الأدلّة بما فصّلتَه -مشكوراً- ببحثك الرائع حول هذا الموضوع
    بل هي عندهم في مرتبة الحقيقة العلمية، ولا يخالف فيها الآن إلا قلة قليلة، مثلها كمثل نظرية النشوء والارتقاء، والأمر الذي يجب أن ينتبه إليه عامة المسلمين ممن لهم اشتغال بالطبيعيات أن هؤلاء إذا انعقد اتفقاهم الأكاديمي على نظرية ما، فلأنهم لا يجدون في نظرياتهم ما هو أولى منها بالقبول، على أساس أن موضوع النظرية نفسها لا إشكال في طرحه للتنظير الطبيعي من حيث المبدأ (وعند بعضهم أنه لا يوصل إلى تحصيل المعرفة الصحيحة فيه إلا من طريق الاستقراء الطبيعي)، وهذا الأساس هو أول ما نخالفهم فيه في مسألتنا هذه ونحوها: هذه المسألة كان ينبغي أن تظل في بابة ما وراء الطبيعة (أو ما قبل الطبيعة بعبارة أدق) فلا تدخل في قضايا العلم الطبيعي أصلا. ولكن الملحد المادي يريد أن يصطنع لنفسه تصورا معرفيا شاملا يغنيه عن بضاعة المنتسبين إلى الرسل والرسالات السماوية من أهل الأديان!
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    951

    افتراضي رد: هل أيام الخلق الستة توافق مقياسنا وتقديرنا لليوم أم تخالفه؟

    أخي أبو الفداء بارك الله فيك ... لا أرى سبباً وجيهاً في تعديل عنوان الموضوع ، فالقاريء عندما يقرأ لا يفهم عمن أتحدث ؟!
    =================
    أفهم وجهة نظرك بارك الله فيك ، بل ربما أؤيدها ، لكن اتهامك للمنتصرين بالقول المخالف هو فقط لميلهم للطبيعيين هو ( اتهام عريض ) ليس لك فيه دليل !! ، وبالأخص عندما تعلم أن لهم سلفاً في ذلك كابن تيمية رحمه الله ، وهي مسألة لا أرى فيها مبرراً لكل هذا التشنيع !
    =================
    قولك أن الداعية ذاكر نايك يوشك أن يقول بوحدة الأديان ، هو قول غريب وعجيب !!
    سبحان الله ! الرجل يدعو لترك النصرانية والهندوسية بكل ما أوتي من قوة وأنت تقول مثل هذا القول في حقه ؟! بل لا نعلم للرجل مخالفة في العقيدة !
    أما قضية ( الإعجاز العلمي ) التي يتبناها نتفق أو نختلف ، ففيها متسع ولله الحمد لا تستدعي كل هذا التشنيع منك أخي الفاضل .

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    951

    افتراضي رد: هل أيام الخلق الستة توافق مقياسنا وتقديرنا لليوم أم تخالفه؟

    هذا قول لشيخ الإسلام رحمه الله ، ويظهر لي فيه أنه يقول أنها
    ستة أيام التي نعرفها :
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ـ مجموع الفتاوى (7/95)
    " فكل أمة ليس لها كتاب ليس في لغتها أيام الأسبوع ، وإنما يوجد في لغتها اسم اليوم والشهر والسنة ، لأن ذلك عرف بالحس والعقل ، فوضعت له الأمم الأسماء ، لأن التعبير يتبع التصور ، وأما الأسبوع فلم يعرف إلا بالسمع ، لم يُعرف أن الله خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش إلا بأخبار الأنبياء الذين شرع لهم أن يجتمعوا في الأسبوع يوما يعبدون الله فيه ، ويحفظون به الأسبوع الأول الذي بدأ الله فيه خلق هذا العالم ؛ ففى لغة العرب والعبرانيين ومن تلقى عنهم : أيامُ الأسبوع ، بخلاف الترك ونحوهم فإنه ليس في لغتهم أيام الأسبوع لأنهم لم يعرفوا ذلك فلم يعبروا عنه " .

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: هل أيام الخلق الستة توافق مقياسنا وتقديرنا لليوم أم تخالفه؟

    أفهم وجهة نظرك بارك الله فيك ، بل ربما أؤيدها ، لكن اتهامك للمنتصرين بالقول المخالف هو فقط لميلهم للطبيعيين هو ( اتهام عريض ) ليس لك فيه دليل !! ، وبالأخص عندما تعلم أن لهم سلفاً في ذلك كابن تيمية رحمه الله ، وهي مسألة لا أرى فيها مبرراً لكل هذا التشنيع !
    يا أخي عفا الله عنك أين اتهمت أنا عموم القائلين بهذا القول بأنهم يميلون إلى الطبيعيين؟ أنا قلت بالحرف الواحد: لا أرى لهم الآن مستندا إلا كذا، والمستند هو الدليل أو شبهة الدليل، فمهما كان لهم من سلف في هذا القول فلا أرى لديهم دليلا، إلا أن يذهب الذاهب منهم إلى اعتماد نظريات الطبيعيين متصورا أنها تخدمه، وقد يكون ذلك من جهل أو من هوى، فأين تعميم الاتهام؟ ومعلوم أنه ليس كل من كان له سلف في قوله كان له مستند من الدليل الصحيح، فلا تحمل كلامي ما لا يحتمل.
    وأما ما نقلته عن شيخ الإسلام فليس فيه خلاف ما نسبته أنا إليه رحمه الله، بل إن له قولا صريحا في موضع آخر من مصنفاته لا يحضرني الآن ولا أجد متسعا من الوقت لاستخراجه.
    بل لا نعلم للرجل مخالفة في العقيدة !
    عدم علمك أنت ليس دليلا على العدم، وليس كل من اشتغل بدعوة النصارى واليهود والوثنيين كان على الجادة لمجرد أن اشتهر بذلك! الرجل له كلام شنيع سمعته بنفسي، وليس هذا موضوعنا على أي حال، ولهذا عدلت العنوان إلى ما ترى.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    30

    افتراضي رد: هل أيام الخلق الستة توافق مقياسنا وتقديرنا لليوم أم تخالفه؟

    الدكتور أبو الفداء.....

    أرجو مراجعة (برائدكم) "لو كان هذا جمعاً صحيحاً لكلمة بريد!!" للأهميّة

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    951

    افتراضي رد: هل أيام الخلق الستة توافق مقياسنا وتقديرنا لليوم أم تخالفه؟

    كلام الشيخ عبدالرحمن السحيم
    اخْتُلِف في مقدار الأيام الستة التي خَلَق الله فيها السماوات والأرض : هل هي مِن أيامنا ، أو مِن أيام الله ؟
    فإن كانت من أيام الله ، فاليوم بألف سَنَة ، كما قال تعالى : (وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) .
    قال ابن عباس رضي الله عنهما : ( وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ) قال : من الأيام التي خَلَق الله فيها السماوات والأرض .
    وفي الحديث : قال : يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم ، وهو خمسمائة عام . رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي في الكبرى ، وحسّنه الألباني والأرنؤوط .


    وفي حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : إني لأرجو أن لا تعجز أمتي عند ربها أن يؤخرهم نصف يوم . قيل لِسَعْد : وكم نصف ذلك اليوم ؟ قال : خمسمائة سنة . رواه الإمام أحمد وأبو داود . وصححه الألباني .


    قال البغوي في تفسيره : قوله تعالى : (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ) أراد به : في مقدار ستة أيام ؛ لأن اليوم مِن لَدُن طلوع الشمس إلى غروبها ، ولم يكن يومئذ يوم ولا شَمس ولا سَماء . قيل : ستة أيام كأيام الآخرة ، وكل يوم كألف سنة . وقيل : كأيام الدنيا . قال سعيد بن جبير : كان الله عز وجل قادِرًا على خَلْق السموات والأرض في لَمْحَة ولَحْظَة ، فَخَلقهن في ستة أيام تعليما لِخَلْقِه التثبت والتأني في الأمور . اهـ .


    وعلى كُلّ حال ، فإن خَلْق السماوات والأرض لم يكن على مراحل ، وإنما خَلَق الله الأرض في يومين ، ثم استوى إلى السماء وهي دُخان ، فخلقها ، ثم دَحَا الأرض وجَعَل فيها مصالح العباد في يومين .
    ودلّ على هذا :
    قوله تعالى : (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) .
    وقَوله تعالى : (أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا) .


    قال السمرقندي في قوله تعالى : (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ) :
    اللفظ لَفْظ الاسْتِفْهَام ، والْمُرَاد به الزَّجْر ، يَعني : أئنكُم لَتُكَذِّبُون بالْخَالِق الذي خَلَق الأرْض في يَومَين ، يَعْني في يَوم الأحَد ويَوم الاثْنين ؛ فَبَدَأ خَلْقَها في يَوم الأحْد ، وبَسَطَها في يَوم الاثْنين .
    ثم قال : (فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ) يَعْني : مِن أيام الآخِرة . ويُقَال : مِن أيام الدُّنيا . (سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ) يَعْني : لِمَن سَأل الرِّزْق ، ومَن لَم يَسْأل . اهـ .


    وقال الثعلبي : (فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ) يَعْني : أنَّ هَذا مَع الأوَّل أرْبَعة أيام ، كَمَا تَقول : تَزَوّجْتُ أمْس امْرَأة واليَوم اثْنَتَين ، وأحَدُهما التي تَزَوَّجْتها أمْس . ويُقال : أتَيت وَاسِط في خَمْسَة والبَصْرَة في عَشَرة ، فالْخَمْسَة مِن جُمْلَة العَشَرة ، فَرَدّ الله سبحانه الآخِر على الأوَّل ، وأجْمَلَه في الذِّكْر . اهـ .


    وقال ابن كثير عن آيات سُورة " فُصِّلت ": فَفِي هَذا دَلالَة عَلى أنه تَعالى ابْتَدَأ بِخَلْق الأرْض أوَّلاً ثم خَلَق السَّمَاوات سَبْعًا ، وهَذا شَأن البِنَاء أنْ يُبْدَأ بِعِمَارَة أسَافِلِه ثم أعَالِيه بَعْد ذَلك ، وقد صَرَّح الْمُفَسِّرُون بِذلك .
    وقال : وفي صحيح البخاري أنَّ ابنَ عَباس سُئل عَن هَذا بِعَيْنِه فأجَاب بِأنَّ الأرْض خُلِقَت قَبْل السَّمَاء ، وأنَّ الأرض إنما دُحِيتْ بَعْد خَلْق السَّمَاء ، وكَذلك أجَاب غَير واحِد مِن عُلَمَاء التَّفْسِير قَدِيما وحَدِيثًا ، وقد حَرَّرْنا ذلك في سُورة النازعات ، وحَاصِل ذلك أن الدَّحْي مُفَسَّرٌ بِقَولِه تَعالى : (وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا) ، فَفَسَّر الدَّحْي بإخْرَاج مَا كَان مُودَعاً فِيها بالقُوَّة إلى الفِعْل لَمَّا أُكْمِلَت صُورَة الْمَخْلُوقَات الأرْضِيَّة ، ثّم السَّمَاويَّة ، دَحَا بَعْد ذَلك الأرْض ، فأخْرَجَتْ مَا كَان مُودَعًا فِيها مِن الْمِيَاه ، فَنَبَتَتْ النَّبَاتَات عَلى اخْتِلاف أصْنَافِها وصِفَاتِها وألْوَانِها وأشْكَالِها ، وكَذلك جَرَتْ هَذه الأفْلاك فَدَارَتْ بِمَا فِيها مِن الكَواكِب الثَّوابِت والسَّيَّارَة . اهـ .

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    951

    افتراضي رد: هل أيام الخلق الستة توافق مقياسنا وتقديرنا لليوم أم تخالفه؟

    ملاحظات :
    *الله عز وجل يقول ( قل أإنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين ... الآية ) . وكأن فيه إشارة إلى أنها مثل أيامنا هذه التي نعرفها ، لهذا الله يستنكر على الكافرين كفرهم بعظيم قدرته !! .... والله أعلم ، ويجوز العكس ! .

    * قول الله عز وجل حكاية عن الملائكة عند خلقه لآدم عليه السلام
    ( وإذا قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون )
    استند بعض المفسرين أنهم قالوا ذلك لما رأوا من الجن في إفسادهم ! وهذا يعني أن الخلق لم يكن بتراتبية متوالية ، وكأنه مرّ عهد طويل على خلق السموات والأرض والجن حتى خلق آدم عليه السلام يوم الجمعة !!

    * حديث التربة في صحيح مسلم ، قال ابن كثير في تفسيره معلقاً عليه
    (فقد رواه مسلم ، والنسائي في كتابيهما ، عن حديث ابن جريج به . وهو من غرائب الصحيح ، وقد علله البخاري في التاريخ فقال : رواه بعضهم عن أبي هريرة [ رضي الله عنه ] عن كعب الأحبار ، وهو الأصح). والله أعلم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •