16-09-2013 | مركز التأصيل للدراسات والبحوث
ومن هذه الندوات ندوة عقدت بالتعاون مع مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية نوقشت فيها أوضاع اللغة العربية في الصين وأساليب تعلمها ومراحل انتشارها. واستمع الحاضرون لعدد من المستشرقين الصينيين الذين تحدثوا عن معظم القضايا التي تخص اللغة العربية داخل الصين وطرحوا أفكارهم لحل المشكلات التي تواجهها.


لا تزال تتردد أصداء سوق عكاظ بما يحمله الاسم من عبق الماضي في فضاءات الفكر والثقافة العربية, وقد احتلت الأنشطة الحالية لسوق عكاظ في ثوبه الجديد نفس المكانة التي كان يحتلها في الماضي فاهتم السوق في دورته السابعة التي تقام هذه الأيام بتقديم الفعاليات الفكرية والأدبية والثقافية والعلمية والتراثية لتمد جسورا متصلة بين الماضي والحاضر والمستقبل ليتحقق للزائر الإثراء والفائدة والمتعة.
ومن هذه الندوات ندوة عقدت بالتعاون مع مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية نوقشت فيها أوضاع اللغة العربية في الصين وأساليب تعلمها ومراحل انتشارها.
واستمع الحاضرون لعدد من المستشرقين الصينيين الذين تحدثوا عن معظم القضايا التي تخص اللغة العربية داخل الصين وطرحوا أفكارهم لحل المشكلات التي تواجهها.
وكان من ابرز ضيوف الندوة من العلماء الصينيين:-
- أ.د (صاعد) تشونغ جيكون أستاذ اللغة العربية وآدابها في كلية اللغات الأجنبية بجامعة بكين والرئيس الشرفي لجمعية بحوث الأدب العربي بالصين والفائز بجائزة خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة.
- أ.د. (سابق) تشانغ جيا مين من جامعة بكين نائب رئيس المركز العربي للمعلومات ببكين ونائب رئيس جمعية التدريس والبحوث للغة العربية في الصين سابقا.
- أ.د. (ليلى) تشي مينغمين من جامعة الدراسات الأجنبية ببكين ورئيسة قسم الدراسات العليا بكلية اللغة العربية.
وللمحاضرين عدد كبير من المؤلفات والترجمات في مجال اللغة العربية، وهم حاصلون على العديد من الجوائز العربية والدولية.
ومن ابرز مؤلفاتهم: معجم الصينية العربية, المنهج الأساسي لتعليم اللغة العربية، الحضارة العربية والتبادل الثقافي الصيني العربي، المقارنة بين الشعر الصيني وشعر الزهد الإسلامي، تاريخ الأدب العربي الحديث.
فتحدث الدكتور سابق تشانغ جيا مين عن المراحل الثلاث التي مر بها تعلم اللغة العربية:
- المرحلة الأولى: كنتيجة للتبادل التجاري المبكر بين الصين والإمبراطورية العربية الإسلامية التي ازدهرت في القرون الوسطى والتي لم تتطور فيها المقدرة على تعلم العربية إلا على فهم بعض النصوص الدينية وترجمتها إلى الصينية، ثم تطورت حتى وصلت إلى ترجمة معاني القرآن الكريم والتقاويم وبعض الأبحاث الفلكية.
- المرحلة الثانية: وبدأت مع نهاية الحرب العالمية الثانية في عام 1945م، حين عاد إلى الصين مجموعة من العلماء الصينيين الشبان الذين تخرجوا من الأزهر، ومن جامعة دار العلوم فاحتلوا مكانتهم في معهد اللغات الشرقية وأصبحت العربية مكانة كبيرة في جامعة بيكين فانتقل تعليم العربية من الجامع إلى الجامعة وشهدت تلك المرحلة صدور أول معجم للغة العربية في عام 1969، ومعجم العربية الصينية في عام 1986.
- المرحلة الثالثة: بدأت منذ التسعينات إلى هذه اللحظة فظهرت العربية كعنصر أساسي في الجامعات الصينية وهناك الآن ما يقارب 2000 شخص إضافي ينضمون كل عام لدراسة اللغة العربية في الصين.
وخصص الدكتور صاعد تشونغ جيكون حديثه ليكون عن الأدب العربي وحضوره في الصين فذكر عددا من الكتب التي ترجمت للصينية بداية من القرآن الكريم وانتهاء ببعض الأعمال الأدبية للكتاب العرب المعاصرين, ولفت الأنظار للمصاعب التي تواجههم في الترجمة.
وتحدثت د . (ليلى) تشي مينغمين حديثا خاصا عن معرفة الصينيين بالمعلقات السبع بشعرائها وبحورها وتاريخها والتي يعرفها المتخصصون في الآداب الشرقية ونوهت الباحثة إلى أنه قد تم إدراج نماذج من المعلقات في الكتب الدراسية الصينية.
وفتح الحديث للمداخلات من الحضور فتحدثت باحثة صينية وقدمت عرضا واقعيا للكيفية التي تعلمت بها اللغة العربية, ومن ثم أبرزت طبيعة الصعوبات التي واجهتها بصورة واقعية.
عن هذه الخطوة ومثيلاتها هو من الخطوات التي يجب مساندتها ودعمها باستمرار وهي خطوة صحيحة للخروج من التقوقع الثقافي المفروض على المسلمين, فالعربية هي الوعاء الذي احتمل نصوص القرآن والسنة وهي المعبر الأول الذي يعبر منه الناس لفهم الإسلام الصحيح الوسطي بعيدا عن الغلو من المذاهب الضالة أو الأفكار الخاطئة التي يعرضها كثير ممن يدعون أنهم يمثلون وحدهم جوهر الإسلام.