بسم الله الرحمن الرحيم
امور هامة لمعلمي المادة الاصيلة :
أمور ينبغى الوقوف عليها عند تدريس المادة الأصيلة وقد وصلت اليها من خلال التدريس ألا وهي :

1) الالمام في مسائل الأقيسة من أصول وفروع وأحكام وعلل وما يتعلق بها من شروط وإلا يصعب على المعلم الوصول إلى الحق في المسائل الاجتهادية ويضطر إلى هذا في مسائل البيوعات مثل : 1) جريان الربا في غير الأصناف الستة المذكورة في الحديث . 2) مسائل الرهن والحوالة وغيرها بكثير. المهم أن هذا الموضوع مهم جدا لا ينبغي التغافل عنه والتكاسل فيه .
2) القدرة التامة في تميز المسائل الإجماعية من غيرها . وعلى الناقل مراعاة ما يلي : ا) التفريق بين الاتفاق والاجماع لأن كل إجماع اتفاق وليس بالعكس . فكم من مسائل حكي فيها إجماع ولكن وجد فيها مجرد الوفاق بين العلماء بعد البحث والتمحيص .
ب) البحث الدقيق عند نقول الإجماع لأن كم من مسائل ادعى فيها إجماع وليس بإجماع بل وجد فيها الخلاف بين العلماء . ويحرم الخلاف فيها عند ثبوته جازما وهناك وعيد شديد لمخالفيه يدل عليه قول الله ( ومن يتبع غير سبيل المومنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا )
3) الوقوف على مدى صحة الاستدلال بالمفاهيم لأن لها أثر كبير في الأحكام مظنته مسائل النكاح والطلاق فكم من مسالة استدل فيها بالمفاهيم ولكن المستدل يقع في الخطا لأنه لا يصح الاستدلال بها في مثل هذا المقام
مثل : ا) قدر الرضاع المحرم ثلاثة فأكثر مستدلا بمفهوم الحديث ( لاتحرم المصة والمصتان ) ب) الربيبة ليست في حجر الزوج يصح النكاح بها مستدلا بمفهوم هذه الاية ( وربائكم اللاتي في حجوركم ) وغيرها بكثير .
4) المعرفة التامة في التمييز بين العام والخاص وبين العام المخصوص والعام المحفوظ لأن غالب أحكام الشريعة من هذا القبيل وأكثرهما ورودا في القران والسنة هو العام المحفوظ. فلابد من التاني والبحث الجاد في اصدار الحكم في مسالة ما لان هناك فرق كبير بين العام الذي دخل فيه التخصيص والعام الذي لم يدخل فيه التخصيص.فكم من مسالة يستدل فيها بالنص العام ولكن وجد بعد البحث والتمحيص بانه من قبيل النص المخصوص. ولها الامثلة كثيرة في الكتب الاصولية من استزاد فليرجع اليها .
5) التعرف التام على دلالات الالفاظ هل هي من الشرعية والعرفية او اللغوية وايها يقدم عند التعارض ؟ مظنته مسائل العبادات وغيرها بقلة لان الاستدلال على اى مسالة من المسائل متوقف على العلم بدلالات الالفاظ فالمخطي في هذا يخطي في اصدار الحكم في المسائل وهذا يحصل بكثرة
مثل : ا) ( وما من دابة في الارض الا على الله رزقها ) اى دابة هل هي حيوان معروف او كل ما يدب على الارض .
ب) ( وصل عليهم ان صلاتك سكن لهم ) اى صلاة هل هي الصلاة المعروفة ام الدعاء او الاخر.
6) الفهم الدقيق حول مسائل الشروط هل هذا الشرط من قبيل الصحة اوكمال فاذا كان من قبيل الصحة فماذا يوثر في الحكم واما اذا كان من قبيل الكمال والتمام فماذا اثره في الحكم . مثل : العمل داخل في الايمان . في النفي مطلقا محذورشرعي وفي الاثبات مطلقا محذورشرعي . وهذا وان كان يتعلق في باب الايمانيات ولكن له اثر كبير في ابواب الفقه فلا ينبغي التغافل عنه والتكاسل فيه .
7) الوقوف على مدى صحة تفسيرالنصوص بالمصطلحات الحديثة .
لان هذا الموضوع من المهام فلاينبغي الدخول فيه مستدلا ومفسرا الا بعد الاتقان والاحكام في هذا الموضوع .ومن امثلته : ا) القصر فرض وواجب في السفر مستدلا بحديث " فرض الله الصلاة حين فرضها ركعتين ركعتين فاقر في السفر ثم زيد في الحضر " او كما قال الرسول . ب) قراءة سورة الفاتحة في صلاة الجنازة ليست بواجبة مستدلا بقصة الصحابي " رجل من الصحابة صلى صلاة الجنازة وقرا فيها سورة الفاتحة فقال عند سوال " قرات هذه لتعلموا انها سنة " وغيرها بكثير .
هذا ما اراه والله اعلم بالصواب .
قاله وكتبه ابو عبد الله ضياء المدني
المحاضر في المعهد الواقع في مدينة مومبائي