الأخ الحبيب الغالي الفاضل / سحاب محمد - نفع الله بك - .
الحَديث الأول ذكرهُ القرطبي في التفسير الجامع مِن رواية علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - : (( وحدثنا محمد بن يحيى المروزي أنبأنا محمد وهو ابن سعدان حدثنا الحسين بن محمد عن حفص عن كثير بن زاذان عن عاصم بن ضمرة عن علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من قرأ القرآن وتلاه وحفظه أدخله الله الجنة وشفعه في عشرة من أهل بيته كل قد وجبت له النار )) أهـ .
قُلت : وفيه كثير بن زاذان قال ابن معين : (( لا أعرفه )) ، وقال الإمامان الرازيان : (( هذا شيخ مجهول لا نعلم احد احدث عنه )) ، قال الحافظ الذهبي في الكاشف : (( لا يثبت حديثه )) ، وقد أعل الحَافظ الذهبي حَديثاً في السير (13/306) : (( قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (قَالَ لِي جِبْرِيْلُ: لَوْ رَأَيْتَنِي يَا مُحَمَّدُ وَأَنَا أَغُطُّهُ بِإِحْدَى يَدَيَّ، وَأَدُسُّ مِنَ الحَالِ فِي فِيْهِ، مَخَافَةَ أَنْ تُدْرِكَهُ رَحْمَةُ رَبِّهِ فَيَغْفِرُ لَهُ) .حَدِيْثٌ غَرِيْبٌ، وَكَثِيْر فِيْهِ جَهَالَةٌ )) فالحَديث لا يصح لجهالة كثير بن زاذان ، ولهُ عند أبي زرعة وأبي حاتم حديث في فضل القرآن ، قال الترمذي : (( حديث غريب لا نعرفهُ إلا من هذا الوجه )) .
وأما الحَديث الثاني فقد أخرجهُ أبو يعلى في المفاريد ، وفي مسنده (1486) ، والبغوي في شرح السنة ، والآجري في أخلاق حملة القرآن (22) ، والحاكم في مستدركه (2018) وقال : (( صحيح الإسناد ولم يخرجاه!!! )) ، والبيهقي في شعبه (1800) ، كُلهم من رواية سهل بن معاذ الجهني عَن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ ، وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ أَلْبَسَ وَالِدَيْهِ تَاجًا يَوْمَ الْقِيَامَةَ ، ضَوْءُهُ أَحْسَنُ مِنْ ضَوْءِ الشَّمْسِ فِي بُيُوتِ أَهْلِ الدُّنْيَا لَوْ كَانَتْ فِيهِ ، فَمَا ظَنُّكُمْ بِالَّذِي عَمِلَ بِهِمَا ؟ " .
قُلت : وسهل بن معاذ : (( ضعيف الحديث )) ، ضعفهُ ابن معين والذهبي ، وقال ابن حبان : (( لا يعتبر حديثه ما كان من رواية زبان بن فائد عنه، ومرة قال: منكر الحديث جدا فلست أدري أوقع التخليط في حديثه منه أو من زبان بن فايد فإن كان من أحدهما فالأخبار التي رواها أحدهما ساقطة )) ، وقال ابن حجر لا بأس به إلا من رواية زبان عنه ، ووثقه الجيلي وهو على الأرجح ضعيف الحديث وقد رواهُ عَنه زبان بن فائد وهو ضعيف الحَديث بل إن حَديثه عِند من قال لا بأس به من رواية زبان ضعيف الحَديث ، وهذا الذي يترجح فلا يصح الخَبر لضعف زبان بن فائد ، وسهل بن معاذ الجُهني .والله أعلم .