تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: مقتطفات ومستلات من كتب علمائنا الثقات (سلسلة مقالات)

  1. #1

    Post مقتطفات ومستلات من كتب علمائنا الثقات (سلسلة مقالات)

    المقالة الأولى:
    - في رياض كتاب ( تحقيق التراث العربي - منهجه وتطوره )
    لـد.عبد المجيد دياب -رحمه الله -
    ==============================
    * وقفات مع منهج التحقيق عند علمائنا الأقدمين *
    (عرض وتمثيل)

    - مقدمة لا بُدَّ منها:
    -----------
    إنَّ مما ينبغي الوقوفُ عنده حين نريدُ أنْ نتحدثَ عن منهج تحقيق النصوص = ما وقع في وهم كثيرين من روّاد التحقيق - للأسف - أنَّ المستشرقين هم واضعوا قواعدِ هذا الفنِّ الجليل!
    ومما لا شكَّ فيه أنَّ هذا الكلام عارٍ عن الصحة، فإن تحقيق النصوص وفق قواعد علمية وضوابط منهجية ليس من مبتدعات عصرنا، فقد أولى علماء المسلمين الأوائل مسألة ضبط النصوص وتوثيقها عناية فائقة، وليس أدلَّ على ذلك من العناية التي أولوها للحديث الشريف حتى وضعوا في ذلك علما مستقلًا هو علم (أصول الحديث)، وقد حذا حذوهم واقتفى أثرهم علماء اللغة والشعر العربي.
    والحقيقة التي لا مفرَّ منها أنه ليس بإمكان أكابر علماء المستشرقين أن يكتبوا أفضل من القواعد والضوابط التي قعَّدها وأصَّلَها علماء الحديث عمومًا والقاضي عياض- رحمه الله - خصوصًا في مجال ضبط النصوص وتوثيقها في كتابه (الإلماع) تحت عنوان (تَحَرّي الروايةِ والمجيء باللفظ).
    وهذه القواعد السديدة التي وضعها واعتمدها المحدثون للتوَثُّق من صحة الحديث النبوي وضبط نصوصه، طبقها - أيضًا - أسلافنا من علماء العربية والشعر لتنقيتهما من الزيف والنحول، مع ما ظهر من تأثرهم الواضح بالمحدثين في الاهتمام بالسند وثقة الناقلين، فكانوا يمَحِّصون ما يصلهم من أشعار لتمييز صحيحها من منحولها، وطبَّقوا هذا المنهج تطبيقًا واسعًا حتى وضع ابن سلّام فيه كتابَه (طبقات فحول الشعراء).
    وإنَّ هذه القواعد التي وضعها الأئمة منذ قرون عديدة لضبط المروِيّات والتَّوَثُّق من صحتها تتفق في جوهرها ومضمونها مع القواعد التي وضعها علماء التحقيق المعاصرون.
    وعملًا بمقولة [بالمثال يتضح المقال] فسوف نعرض عددًا من النماذج التي تؤكد ما ذكرنا من اهتمام علمائنا الأقدمين بتوثيق المنقول وضبط نصه، مع مقارنتها بقواعد التحقيق المعاصر.
    ----------------------------
    والله الموفِّق والمستعان.
    سلام عليكم، وإلى لقاء.

    * اختصره وهذبه: إبراهيم قتة - عفا الله عنه -

  2. افتراضي رد: مقتطفات ومستلات من كتب علمائنا الثقات (سلسلة مقالات)

    بارك الله فيك أخي الكريم.
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  3. #3

    افتراضي رد: مقتطفات ومستلات من كتب علمائنا الثقات (سلسلة مقالات)

    وإياك أخي الكريم!

  4. #4

    افتراضي رد: مقتطفات ومستلات من كتب علمائنا الثقات (سلسلة مقالات)

    مقتطفات ومستلات من كتب علمائنا الثقات ( سلسلة مقالات )

    في رياض كتاب ( تحقيق التراث العربي - منهجه وتطوره ).
    ============================== =
    * وقفات مع منهج التحقيق عند علمائنا الأقدمين *

    (عرض وتمثيل)

    المقالة الثانية:

    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول و على آله وصحبه ومن تبع هداه، أما بعد:

    فإنِّي مُوَفٍّ في هذه المقالة والمقالات التالية -إنَّ شاء الله - بما وعدتُ به في مقالتي الأولى من ذكر النماذج التي تدلِّلُ على صحة ما تبنيته من أنَّ كثيرًا من قواعد علم تحقيق النصوص ليست من مبتدعات عصرنا، بل تَنَبَّهَ إليها سَلَفُنا - رحمهم الله - كما سَنُثْبِتُ ذلك.

    ومنهجي في ذلك أنْ أَذْكُرَ قواعدَ المنهجِ قاعدةً قاعدةً، ثم أُتْبِعُ كُلَّ قاعدة بنموذج أو أكثر؛ يُثْبِت التفاتَ العلماءِ لهذه القاعدةِ تنظيرًا وتطبيقًا.

    * القاعدة الأولى:

    ((التَّثَبُّتُ من صِحَّة نِسبة النص إلى مؤلفه أو قائله))
    =============================
    إنَّ إثباتَ اهتمامِ علمائِنا الأقدمين بهذه القاعدة من أيسر ما يكون، وإليكَ بعضُ دلائلِه:

    1- إنَّ كتبَ الأدب منذ القرن الأول مليئةٌ بما يُبَرْهِنُ على أنَّ القدماءَ كانوا يُمَيِّزون الصحيحَ من المنحولِ من الشِّعْر، فيَقْبَلون صحيحه ويردون منحوله؛ يقول ابن سلّام – رحمه الله- ( في الشعر المسموع مُفْتَعَلٌ مَصْنوعٌ لا خَيْرَ فيه، ولا حُجَّةَ في عَرَبِيَّتِه ).

    2- يذكر النَّديمُ أنَّه قرأ في كتابٍ بخط ابن الجَهْم أنَّ كتابَ
    ( المَدْخَل) في علم النجوم هو لسَنَدِ بن عليّ، وقد انتحله أبو مَعْشَر عندما وَهَبَه له مؤلفه، يقول النَّديم ( الفهرست: 1/384 ) :
    ( فانتحله أبو معشر؛ لأنَّ أبا معشر تعلم النجوم على كِبَر، ولم يبلغ عقل أبي مَعْشَر صنعة هذا الكتاب .... هذا كله لسَنَد بن علي )، فنرى ابن الجَهْم قد أعمل علمه، وعقله، وبصره بأساليب الكتاب في إثبات عدم صحة الكتاب لأبي معشر.

    3- نَبَّهَ ابنُ الصَّلاح في ((مُقَدِّمَته)) إلى أنه يجب ألّا نَنْقُلَ نصًّا عن كتاب دون أن نتحقق من صِحَّة نسبة الكتاب إلى صاحبه،
    فيقول: (( يُطالِع أحدهم كتابًا منسوبًا إلى مُصَنِّف معين، وينقل عنه من غير أن يَثِقَ بصحة النسخة قائلًا: قال فلان كذا، والصواب ما قدمناه من وجوب الدِّقَّةِ في رواية ما يؤخذ بالوِجادَةِ )).

    بهذا أكون قد أوضحت - بما لا يدع مجالًا للشك- أنَّ علماءنا الأقدمين قد تنبهوا لهذه القاعدة تأصيلًا وتطبيقًا.

    سلام عليكم، وإلى لقاء مع القاعدة الثانية.

    اختصره وهذَّبه: إبراهيم قتة - عفا الله عنه -

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •