تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: مدارسة ( يا أيها الناس ضُرب مثل فاستمعوا له ) الذباب والبعوضة بلغة الأرقام والتشريح

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    الدولة
    لو أن أهل عمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك
    المشاركات
    42

    افتراضي مدارسة ( يا أيها الناس ضُرب مثل فاستمعوا له ) الذباب والبعوضة بلغة الأرقام والتشريح

    بسم الله الرحمن الرحيم . قال ربي تبارك وتعالى : ( يا أيها الناس ضُرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب ) لما تبحث في تفسير هذه الآية في الكتب .. تجد الكلام بوجه بسيط مفرط الظاهرية .. يدور حول عبادة الأصنام وتحدي الله لهم .. ويُقارن ذلك بآيات أخرى عن الكفر والإلحاد والتوحيد .. لم يعلم وقتها أحد أسرارا علمها الناس يوم .. فتغير التفسير .. وتغيرت مهابة النظر لهذه الآية ! .. تبحث كثيرا ولكن لا تجد ما يشفي غليلك . ( يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ) في كتب الإستراتيجية العسكرية تسمى هذه الصيغة بالإستنفار العام .. او التعبئة العامة .. الجميع ينتبه .. الجميع يصغي .. الأمر عظيم يستدعي الإستماع للإنصياع .. مثل هذا النداء يأتي اليوم على صورة أبواق الإنذار التي تسبق القصف أو العمليات العسكرية الموسعة .. أو تأتي في الكوارث العظيمة .. وربنا كثيرا ما يضرب الأمثال ولكنه لم يسبق أن بدأ بالأمر بالإستماع قبل إعلان الخبر وإنما يأتي الأمر بالإستماع بعد الخبر من باب التنبيه أو التذكير أو الإخبار .. ولكن هنا جاء من باب الإسكات لجلب الإنصات .. فما هو هذا النفير العظيم الذي لأجله نُؤمر بالإنصات ؟ بدأ بالتوحيد - وذلك أمر معهود - .. ومر بالتعجيز .. وذلك أيضا مطروق .. ولكن .. لماذا الذباب ؟ .. توجد الجبال والبحار والسموات والنجوم والشمس والأرض وكل شئ عظيم الجِرم .. فلماذا الذباب ؟ .. ذبابة ! .. فقط ؟! الخطاب يدور حول السلب والإسترجاع ..وقوانين السرقة و رد الحقوق لاهلها .. ذلك أن كل سارق يمكن استرجاع مسروقه حتى لو كان المسروق في البطن .. يمكن شق البطن واستخراج المسروق وإعادته لأصحابه .. والكلمات التي في الآية غاية في الدقة ( سلب ) و ( إنقاذ ) و ( ضعف ) و ( طالب ) و ( مطلوب ) .. وسأتناولها كلمة كلمة إن شاء الله .. لأن لكل كلمة من هذه دلالة علمية حسابية في الوقت الحاضر وليس معناها على التفسير الظاهر القديم .. هذه المرة هو أقل سذاجة .. والله أعلم بالمزيد مما لم يعلمه البشر عن هذا المخلوق الرهيب .. لنعرف .. لماذا نادى ربنا البشر بلغة الإستنفار العام ؟ هناك أمر جللي !!!

    السلب


    إذا سُرق ذهب فإن الناس يسترجعوه حتى لو كان مذابا .. فإنه سيبقى ذهبا مع ذلك .. وإذا سُرق موز فإنهم لو شقوا بطن آكله لاستخرجوا فيتامينات ومعادن وأملاح وألياف .. تخرج بصورة مبسطة .. ولكنها في النهاية تخرج وتبقى مثلما هي الفيتامينات التي كانت في الفاكهة قبل أن تُؤكل حتى لو كانت مجزئة .. يمكن استنقاذ مكوناتها مجزئة إن لم يمكن استنقاذها مجتمعة في كتلة واحدة . ولكن الذبابة .. أية معدة له يمكن شقها واستخراج الطعام منها ؟ .. الذبابة لا معدة لها ! .. العمليات التحويلية للطاقة تحصل في ( المعدة ) في كل الكائنات الحية بلا استثناء - حتى الوقت الحاضر للبحث العلمي - .. فما بلعه أي كائن يمكن شف جوفه واستخراج المأكول منه .. إلا أن الذباب لا جوف لها يُشق .. ولا عرق لها يمكن تشريحه .. الذباب ليست له عروق ولا أوردة لنقل الطاقة إلى بقية الجسم .. كل الكائنات لها أوردة وشرايين بسيطة التركيب تنقل الطعام للبدن .. إلا الذباب .. إنما توزيع الغذاء في جسمها بالإنتشار بما يُعرف اليوم بالخاصية الشعرية .. وتبسيطه هو أن تعلق خيطا طويلا يابسا تجعل جزءا من طرفه الأسفل بالماء ثم تأتي بعد وقت وتجد الماء قد انتشر بالخيط ودب فيه حتى وصل لأعلى الخيط تصاعديا بعكس الجاذبية الأرضية .. وكان الإنتقال عن طريق الشعيرات الدقيقة للخيط .. هكذا يتوزع الغذاء في جسم الذباب وليس عن طريق المسالك الدموية المنتظمة .. لا يمكن شق بطنها .. ولا يمكن قطع طريق الوريد واسترجاع الطاقة المسروقة من دم الذباب .. كل هذا كوم .. وكون الذباب أصلا لا يهضم في جوفه .. كوم آخر ! .

    ليست للذباب غدد ولا أنزيمات هضمية في جوفه

    لا يكون الهضم إلا بأنزيمات يفرزها الجهاز الهضمي أكثرها في المعدة .. ويتم تحويل وتجزئة المركبات العضوية المعقدة لأخرى بسيطة .. تتحول النشويات والكربوهيدرات إلى سكر ثنائي .. وتتحول الألياف لمركبات كربوهيدراتية وسكرية وسليولوز .. ويتحول البروتين اللحمي إلى أحماض أمينية .. وتتحول الفيتامينات إلى سكر أحادي وسكر ثنائي - مع تفاصيل كيميائية أخرى ليس هذا محل بسطها - .. كل ذلك لا يكون إلا بتعريض هذه المركبات العضوية لأنزيمات هضمية متنوعة - والأنزيم يعني أداة تخمير - .. فيتغير كل شئ داخل المعدة بتوقيت متفاوت ما بين ساعة - للسكريات البسيطة - إلى ثمان ساعات - للبروتينات المعقدة التركيب مثل لحوم البقر وكبعض الكائنات البحرية كالأخطبوط والحبار وكذلك أوراق الملفوف الطازجة - .. كل ذلك يتم هضمه بأنزيمات الهضم التي تفرزها غدد مختلفة في عدة أماكن بالجسم يتم ضخها من جدران المعدة من عدة زوايا على محتوياتها الغذائية مع الخلط والتقليب التلقائي الذي لا يتوقف إلا مع موت الإنسان .. - للفائدة .. أربعة أجزاء من جسم الإنسان تعمل بإدارة مستقلة لا علاقة لها بالدماغ ولا يتم توجيهها بالإدارة العقلية للكائن الحي .. تعمل منفصلة تماما عن أية إرادة أو امتناع نابع عن قصد الكائن الحي .. أولا .. المعدة .. تظل تقلصاتها الطبيعية مستمرة من أول الخلق حتى فيضان الروح .. على شكل تمدد وانكماش وهدفه كخلاطة تقلب الطعام باستمرار .. وحتى في حالات الجوع المفرط فإن المعدة لا تتوقف بسبب الخلو .. بل تسمع للبطن قرقرة وضجيجا وذلك بسبب الفراغ الهوائي الطبيعي بالمعدة .. وذلك مصداق روي عن سول الله صلى الله عليه وسلم : " بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه .. فإن كان لا محالة فثلث لطعامه .. وثلث لشرابه .. وثلث لنَفَسِه " ( رواه ابن ماجه وابن حبان بإسناد فيه كلام ) .. والجزء الثاني الذي يعمل مستقلا عن الإرادة هو المخ .. فإن الفصوص الدماغية وتبادل الإشارات العصبية بينها لا تتعلق بالإرادة ولا تتوقف أبدا من لحظة خلقها إلى لحظة فيضان الروح .. وجميع الإشارات العصبية التي يتبادلها الفصان الدماغيان ويكون مرورها بوساطة الجسم الجاسئ - شريط الصغير طوله 5 سنتمتر - يفصل بين الفصين الدماغيين والذي يتكون من 13 مليار نسيح نانومتري .. وكذلك ما يحصل في دراسة التقارير الحيوية وتنفيذها في ( المهاد ) في جوف التكوين الدماغي .. كل تلك عمليات خارقة النشاط ولا تتوقف مع توقف جميع نشاطات جسم الإنسان لا في نومه ولا في يقظته ولا في جنونه ولا في فترة الموت السريري .. فالنشاط العضوي للمخ مستقل تماما عن جسم الإنسان ولا ينصاع لأية جهة تتحكم به .. والنظام الغذائي للمخ انتقائي جدا ولا يتغذى إلا على السكر الأحادي البسيط التركيبة .. ولا يقبل غيره .. بل حتى السكر الثنائي - عند فشل البنكرياس - يعلق في الأوردة الشُعيرية في المخ فينحشر فيتوقف توصيل الغذاء للمخ فتحصل جميع أعراض سكر الدم من العرق والدوخة والإنتفاض والضعف الشديد بالجسم .. ذلك لأن الوظائف التلقائية لنشاط الدماغ - التي أخبرتك عنها قبل بضعة سطور - والتي تعمل على استقرار سائر البدن .. فلما يصاب النظام الغذائي للمخ بالإضطراب يظهر أثر تعطلها على سائر البدن .. سبب ذلك أن المخ مستقل تماما عن سائر البدن حيويا وغذائيا .. ولذلك مع ارتفاع نشاط القراءة والتركيز العقلي يجوع الإنسان بسرعة .. ذلك أن الدراسات المعاصرة تفيد أن المخ يستهلك ثلاثة أضعاف ما يستهلك الإنسان في السباحة - وهي الأكثر جهدا بين الرياضات - .. ومدمني القراءة يدركون تأثير النشاط العقلي المفرط على سرعة خواء البطن .. ذلك أن العقل يستهلك كل الطاقة الغذائية في الجسم عند النشاطات العقلية العالية كالقراءة النهمة لأوقات طويلة .. الجزء الثالث المستقل تماما في الحركة عن إرادة الكائن الحي هي الخصية - الله أعلم بسر عدم التوقف هذا لأن الكلام كثير وكل يتكهن ويفترض ولكن السر الحقيقي عند الله - .. الخصية لا تتوقف أبدا من يوم نفخ الروح إلى فيضان الروح وتظل في نشاط دؤوب باستقرار نوما ويقظة وتحصل فيها عمليات تصنيعية غاية في التعقيد .. يُخلق الله فيها السائل المنوي - في غُدَد البَربَخ - وهذا مصنع هائل مع صغر حجمه تحصل فيه تحويل جميع القيمة الغذائية البسيطة التي تم تحصيلها بتجزئة مواد المعدة العضوية التي أكلها الكائن الحي .. ثم تُسحب هذه المركبات البسيطة من القاعدة المتوسطة لأقوى نقطة في الجسم الحي والجزء الاساسي الرابط لكل أركان البدن الحي .. العمود الفقري .. فيتم تكثيفها من جديد إلى أحماض أمينية وبروتينات وأملاح ومعادن مركزة التركيبة تخرج في صورة السائل المنوي .. وإلى الان لم يُستكشف سر التحرك الدؤوب الغير متوقف لحركة الأنثيين مع تحقق امتلاء البروستات لما يحتاج إليه من ماء الخلقة .. ومع ذلك لا تتوقف الأنثيان عن التمدد الإنكماش بصورة مستقلة تماما عن الإرادة البشرية .. الله أعلم .. والجزء الرابع الذي لا علاقة لحركته بإرادة الكائن الحي هو سيد البدن .. القلب .. ولا يتوقف إلا مع فيضان الروح - في الغالب لأنه أحيانا يتوقف القلب مؤقتا وربما يطول جدا - مع بقاء الإشارات العصبية في المخ بكامل النشاط والصحة - ولكنه يكون قابلا للنشاط من جديد ويقال لذلك ( الموت السريري ) .. وتلك حالات شديدة الندرة و لا يُعبأ بها - .. وسبب استقلال القلب هو حاجة جميع الجسم للغذاء الذي لا يمكن إلا أن ينتقل عن طريق الدم في المسالك الدورية - الأوردة والشرايين - ولا يحرك الدم إلا عن طريق ضخ القلب له بتقلصات عضلات البطينين القلبيين .. فهذا الجزء هو أعظم جزء .. وهو أخطر جزء .. أقل خطأ فيه يفضي للهلاك المحتم .. ولا يزالا كل داء بسيطا ما سلم القلب .. ولا يزال كل شئ بسيطا يمكن علاجه وإصلاحه إلا القلب .. إن اعتل يتدمر معه كل البدن ولا يعود نافعا لشئ .. ولأجل ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله .. وإذا فسدت فسد الجسد كله .. ألا وهي القلب " ( رواه البخاري ومسلم ) .. يظن الناس أن هذا الحديث على ظاهره فيما يتعلق بالرغبات والأهواء .. بل كلام رسول الله حرفي شديد الدقة شامل للقصد الحسي والقصد المعنوي .. ومن اللطائف الجميلة أن القلب لا علاقة له في النظام الغذائي العام للجسم نهائيا .. وهو غير مربوط بالمعدة ولا يتأثر بخلو المعدة وامتلاءها .. المخ يتأثر بخلو المعد .. وعند الجوع الشديد يأتي المرء إعياء وإغماء ثم موت للدماغ - تعطلا يمكن أن يترتب عليه تلف جزء من خلايا الدماغ - .. إلا أنه في كل ذلك يكون القلب يعمل لوحده منفصلا عن كل شئ .. ذلك أن نظامه الغذائي يعتمد على الهواء الذي يتنفسه الكائن الحي ! .. ويتم نقله للقلب من الرئة مباشرة عن طريق وريد يقال له ( الشريان التاجي ) ويكون أعلى القلب وينقل له الأكسجين الغذاء الوحيد للقلب .. والذي لا يتأثر بشئ مثلما يتأثر بنقصه .. ولأجل ذلك الذي عنده ربو أو مشاكل في الشعب الهوائية يُؤمر باستناق الأكسجين .. لأن الهدف الرئيس لذلك ليس هو الصدر والرئة بل القلب الذي يجب إسعافه بمصدر طاقته .. وفي بعض الحالات كارتفاع ضغط الدم أو التقلصات العضوية في الشريان التاجي لأي عرض نفسي فإن تقلصه يمنع وصول الأكسجين للقلب فيحصل معه ما يسمى ب ( الذبحة الصدرية ) .. وهو شعور كمثل الإبرة تطعن في القلب .. وربما تتفاقم في الحالات الشديدة الخطورة حتى تكون كطعن السكين أو الرمح .. وهذه حالات تنذر بالموت الوشيك لانها تتحول للسكتة القلبية لتوقف القلب مع توقف تزويد الطاقة الكبيرة المفضية لخفقان القلب .. وأطباء القلب يدركون هذا أكثر من أي إنسان .. ولا يتغذى القلب إلا على هذا ولا يصل إليه مصدر طاقة إلا مجرد الأكسجين .. وكلما كان نقيا زاد انبساط الإنسان وانشراح صدره .. وسبب ذلك أنه إن ارتاح القلب تصدر منه الإشارات لجزئية بالمخ يقال لها ( المهاد الأعلى ) فيُترجم ذلك إلى سعادة وانبساط .. حتى يعرف الإنسان ما يريد .. ويطلب الذي يريده .. ويلتمس مواطن الإنشراح والراحة البدنية كالبحر - لأنه الأنقى أكسجينا على الإطلاق ما أُمن ارتفاع الرطوبة - والأماكن المرتفعة كالجبال والتلال .. كل تلك إشارات عصبية ترشد الكائن الحي إلى ما يصلح قلبه بإذن الله وحده لا بإذن المخلوق ولا تدبيره وقصده .. ولا بصنع يده .. فهو معذور عند السوء مأجور عند الخير .. ولا عليه من سبيل ولا عتب فيما لم يتعمد قلبه آذى مخلوقا وهو يريد الإحسان .


    للحديث بقية إن شاء الله رجاء عدم إضافة ردود حتى يكون متصل الفكرة .. تكرما منكم .




    اللهم الجنة

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    الدولة
    لو أن أهل عمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك
    المشاركات
    42

    افتراضي رد: مدارسة ( يا أيها الناس ضُرب مثل فاستمعوا له ) الذباب والبعوضة بلغة الأرقام والتشر

    الرجوع من الإستطراد

    أقول : إن الذباب لا توجد بجوفه أنزيمات هاضمة .. إنما يدخل الغذاء جوفه بالشفط من الخرطوم إلا أن جوفه بلا معدة ولا أمعاء وإنما يوزع الغذاء بجسمه بالخاصية الشعرية ينتشر انتشارا .. ولأن حركة الذباب هائلة النشاط من حيث سرعة الإستجابة و سرعة الحركة والتي لا تتوقف ولا تكسل فإنه يحتاج لغذاء كثير .. ثم حدثتك آنفا عن كمية الطاقة التي يحتاجها المخ للعمليات الفكرية المركزة .. فانظر للذباب وكل هذا التركيز الذي فيه وسرعة الإستجابة وسرعة التخطيط والتنظيم .. فوق كل ذلك أنه يرف بجناحه أكثر من 400 رفة بالثانية ! .. أفلا يحتاج إلى كميات هائلة من الطعام تتناسب مع نشاطه العقلي والحركي ؟ ثم يقال لي : فما الرجيع الذي يتخلف عن الذباب كلما حط على بقعة إن لم يكن يهضم ؟ .. الجواب أن ذلك الرجيع لا بد منه لأنه لا يوجد مركب عضوي وغذائي إلا ويجب أن يكون فيه شئ لا يستفاد منه لا محالة .. حتى لو كان مهضوما .. وللتوضيح فقط .. لا يوجد شئ أعظم نقاوة من سكر الفاكهة الذي تحويه الزهور .. فإذا تغذى عليها النحل وهي شديدة النقاوة لا بد أن يتخلف عنه رجيع حتى لو كان سكرا أحاديا لدرجة أنه حتى الدم يستفيد منه من غير الحاجة لتحويله بواسطة أنزيم الأنسولين .. فهذا سكر الفركتوز الأحادي الفائق النقاوة يجلبه النحل من الزهور ثم مع ذلك يحتاج لأن يتغوط شيئا منه بعد الهضم .. فما بالك بالقذر وكل ما قبُح مما يحط عليه الذباب ؟ .. تجتمع المكونات الغذائية في آخر جسم الذبابة ثم ينزلها رجيعا كثيرا لفرط نهمه الراجع لارتفاع نشاطه الذي لا يكاد ينقطع .. وقبل الكلام على الهضم والرجيع .. وقلنا إنه لا معدة له ولا جوف غذائي .. فمن أين يهضم غذاءه ؟ .. ذلك أن الذباب لا يدخل بجوفه شئ إلا وهو مهضوم تام التحول لا يحتاج لأية عملية معقدة أخرى لتحويل مركبه بل يقع على الأسطح ويعرف بذكاء منقطع النظير بان الشئ الذي امامه قابل للتغذي عليه .. فبواسطة خرطومه يفرز عليه إنزيما - غير معروف ولا مقدور على دراسته ولا هو مصنف ضمن المركبات الكيميائية المعهودة - يقوم هذا الأنزيم على تحليل الطعام بسرعة متناهية ويكنسه فورا لجوفه فيتوزع من وقته لباقي الجسم من غير الحاجة لمعدة ولا لأمعاء إلا الجزء الهضمي الصغير الذي لا يهضم بل يتخلص من الغذاء المتخلف بعد الإستفادة منه .. كان عندي وأنا صغير مجهر مركب أتسلى عليه وأعبث بكل شئ تقع يدي عليه .. ما من شئ إلا وسلطت عليه مجهري ذاك .. حتى نفسي ! .. تعمدت مرة شرب الشاي حارا جدا حتى فقط يسلخ سقف فمي لأنزع منه شريحة وأشاهد البنية التركيبية للخلية البشرية ! ( ابتسامة ) رأيت البراميسيوم والأميبا وأنواع البكتيريات .. عملت تشريح للنحل والجراد والذباب والدبور - شرطتها بالموس - الشئ الوحيد الذي لم أجد فيه تجويفا باطنيا ظاهرا هو الذباب .. ولم أفهم وقتها السبب .. بعد ذلك تبين لي بأن ربي لم يخلق تجويفا هضميا لهذا المخلوق ! .. يهضم الطعام خارج بدنه في وقت ثانية أو أجزاءها ثم يبلعه وقد حوله لشئ آخر تماما لا يمكن إرجاعه لتركيبته السابقة أبدا .. وهذا سر قول ربنا : ( وإن يسلبهم الذباب شيئا ) .. خارق السرعة في الإستجابة والقرار والتنفيذ .. أي أنه فائق الذكاء ! .. سرعة الإستجابة عنده تتلخص في أن إدراكه للخطر القادم .. ثم دراسته لنوع الخطر .. ثم تخطيطه لعملية المناورة .. ثم تنفيذه لهذه العملية .. هذه الأربعة المصائب المجتمعة كلها تحصل في 10% من الثانية الواحدة .. ولأجل ذلك فإنه إن حط على طعام وأكله فإن سرعته يصح عليها سلب لكونه سريع الأخذ سريع الفرار .. ثم بعد ذلك لا يمكن استرجاعه منه لو بلغ الإنسان ما بلغ لأن التركيبة الكيميائية للمادة تختفي .. والذهب المسروق حينها لن يبقى ذهبا بل يكون نحاسا لا نفع فيه .. والفضة التي يسرقها تنقلب لحديد لا رجاء منه .. وذلك عائد للفرق بين معنى ( سلب ) وبين معنى ( سرقة ) .. أما السارق فإن الطلب والإسترجاع منه يسير .. بينما السالب لا يمكن استرجاع المسلوب منه ولا محاسبته .. ولا يسلب إلا كل جبار لا يستطاع .. كذلك الذباب لا يستطاع إلا بقتله مع ذهاب ما سلبه لأنه تحول لشئ آخر لا تمكن إعادته لما كان المسلوب عليه .. لأجل ذلك ربنا لم يقل أخذ .. أو سرق .. أو حصل .. أو أكل .. بل سماه سلبا ً .. كائن إن أخذ شيئا يستحال استرداده منه .. وسبب الإستحالة أنه يتصرف فيه وينتهي منه قبل إدخاله لجوفه .. فإن دخل جوفه فقد ضاع لأنه لا يمكن شرط أو قطع وريده واستخراجه من الدم - لو بالمجهر الإلكتروني - لأنه لا وريد له أصلا ! .. ولو استُطيع فإنه ليس كما كان قبل أن يبلعه الذباب .. عندما تجد طفلا بيده عملة معدنية .. تطلبه حثيثا فيبتلعه .. ولكن بأية عملية يمكن استخراج العملة من بطنه على حالها كما هي .. ولكن الذباب لا يعرف هذا المبدأ .. عنده الذي يدخل لا يخرج .. فهو سلب بكل معنى الكلمة !



    للحديث بقية إن شاء الله .
    اللهم الجنة

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    الدولة
    لو أن أهل عمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك
    المشاركات
    42

    افتراضي رد: مدارسة ( يا أيها الناس ضُرب مثل فاستمعوا له ) الذباب والبعوضة بلغة الأرقام والتشر

    لإتمام الفائدة


    بالنسبة لمن يعاني من الذبحة الصدرية بسبب نقص وصول الأكسجين للقلب لكون الشريان التاجي متقلصا أو مُلتفّا على نفسه فلا يعبر من خلاله الأكسجبين ليغذي القلب فيحصل للقلب اختناق ثم وفاة الإنسان .. يوجد عقار طبي سهل يقضي في العادة على الذبحة الصدرية .. وهي حبوب ( تينول ) أو ( تينورمين ) .. يأخذ منها 25 ملغرام فقط .. كل يوم حبة وستختفي أعراض الذبحة إن شاء الله .. هذه الحبة توصف لمن يعاني من ضغط الدم المرتفع .. وهي الآمن والأفضل وتكاد تناسب جميع الناس .. والجرعة المثالية لمن يعاني من الذبحة الصدرية وقصور الشريان التاجي هو بلع حبة في اليوم من حبة ( تينورمين ) ولا يتجاوز زنة 25 مليجرام فقط ولا يزيد .. إن لم تذهب ذبحته فعليه ان يقابل استشاري قلب أو باطنية .. ولا ينزل عن مستوى أخصائي .. ولا أنصحه بالإعتماد على أطباء العموم في قسم الطوارئ فربما كان راس مالهم إما صرف فيفادول أو بانادول .. مجرد نصيحة مني .. كل طبيب سيصف لك 25 مليجرام من تينورمين للقضاء على الذبحة الصدرية .. فإن لم تذهب الذبحة فيجب أن تعاجل بالرجوع لطبيب حاذق و لا تقنع بأقل من أخصائي قلب أو باطنية لتقابله حتى يدرس حالتك ويجري لك الفحوص التي تحتاجها ومع التشخيص الصحيح يكون وصف الدواء الصحيح .. ولا أنصح من يمر بذبحة صدرية مبدئية أن يتهاون ويتغافل عن حالته فإنها يمكن أن تتفاقم إلى ما يفضي للهلاك .. وهو عبارة عن شعور بإبرة أو مسمار مركوز في قلبه مباشرة يكون معه وخز في القلب بين حين وآخر .. ولا يأتي هذا إلا عند المشاكل الإجتماعية والعاطفية .. والتهاون في هذا خطير .. وإن تفاقم للطعن الشديد في القلب مباشرة كمثل السكين حتى يميل على جنبه من الوجع فهو إنذار بسكتة قلبية وشيكة .. والله يوفق الجميع .


    للحديث بقية إن شاء الله
    اللهم الجنة

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    الدولة
    لو أن أهل عمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك
    المشاركات
    42

    افتراضي رد: مدارسة ( يا أيها الناس ضُرب مثل فاستمعوا له ) الذباب والبعوضة بلغة الأرقام والتشر

    الإستنقاذ

    إن الإستنقاذ لا يكون إلا في أمر ميؤوس منه لا رجاء من تحصيله إلا بمشقة بالغة .. ولما انتقى ربنا هذه الكلمة فهي في موضعها الصحيح تماما .. قديما لم يكن كيمياء ولا جدول العناصر الدورية التي وضعها ( ديمتري مندلييف ) سنة 1869 .. ثم لازال يتطور ويُزاد إلى هذه اللحظة .. كان العلم يستوعب الطريقة السطحية - التي يقال لها ساذجة - حسب ظاهر الكلمات .. أما اليوم فيظن الناس أنهم علموا وفقهوا .. وهم أعلم من أمس لكنهم أجهل من غد .. والله قال : ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) .. وقال في الإنسان ( إنه كان ظلوما جهولا ) .. أتحدث حسب هذا العلم القليل الذي علمه البشر اليوم .. المعلوم أن العناصر الكيميائة لجميع الذرات إنما تحتوي على ثلاثة أجزاء .. نواة وفيها بروتونات نيوترونات البروتون شحنته موجبة والنيوترون خامل بلا شحنة .. وكل ذلك في نواة الذرة .. بينما للذرة أكثر من مدار تحتوي على إلكترونات مشحونة بشحنة سالبة وكون الإلكترونات سالبة والبروتونات موجبة والنيوترونات خاملة فذلك حتى تدور كلها من غير تعارض في الشحنة وحتى لا يحصل تماس كهربائي بين هذه الأجزاء داخل الذرة .. وللفائدة فقط .. التفجير الذري العظيم يكون بكل بساطة بشحن الإلكترونات السالبة بشحنات موجبة .. فيحصل التعارض الذي ينتج منه تنافر يسبب تباعدا بينها وبين البروتونات ومن شدة التنافر جميع الأجزاء من الذرة تتفرق خارج النواة والمدارات الخارجية للنواة .. بما يعني انبثاق الطاقة من الحيز المنتظم إلى الفوضى التي تحدث طاقة هائلة تتفرق بكل اتجاه .. و ذلك هو انطلاق الطاقة الهائلة المخبوءة في تلك الذُريرة الصغيرة .. أي الإنشطار النووي .. سمي انشطارا لان الذرة كلها تنشطر وتتفرق أجزاءها .. كل ذلك متوقف على الشحن فقط .. وذلك يكون في المفاعل النووي وكل ما في المفاعل النووي هو قضبان نحاس وجرافيت يضخون فيها طاقة كهربائية عالية مشحونة بشحنة موجبة تقوم بتسريع الدوران النووي داخل قلب المفاعل النووي تعمل اضطرابا في شحنة الإلكترونات السالبة في ذرة البلوتونيوم واليورانيوم الخامل ذو الكتلة الخاملة فيحصل تلقائيا طرد إلكترون واحد فقط لتنخفض قيمته من 235 إلى 234 فينقلب من عنصر ذري خامل إلى عنصر ذري مشعّ ذو كتلة حرجة قابل لطرد الطاقة الهائلة في أية إثارة .. ويكون شديد الإضطراب قابلا للتفكك لمجرد أن تضيع ذرة واحدة من ضمن 235 ذرة من مداره ! فييفيدك هذا لأية درجة المخلوقات ضعيفة قاصرة لا تقوى على شئ ولا تثبت في شئ .. ضعف في ضعف .. قصور في قصور .. ينعدم التماسك لمجرد هذا النقص اليسير ويحصل التحرر النووي عند أي التماس كهربي شعاعي داخل ذرات البلوتونيوم واليورنانيوم بين الإلكترونات والبروتونات .. وعند التماسّ تتحرر الطاقة المخبوءة من اليورانيوم .. ويكون الإنفجار النووي .. هكذا بكل بساطة ! .. إن الذباب يقوم بتغير بنية التركيبة الذرية للمادة .. يعالجها بحيث تنقلب لعنصر ذري آخر تماما .. يظن الناس أن الفلزات غير الهالوجينات - الأملاح - غير الغازات غير الغازات النبيلة .. هكذا بالعموم .. ولكن الفلزات كمجموعة ذرية تحتوي على معادن .. والهالوجينات التي تحتوي على الاملاح .. والغازات .. كل تلك تصنيفات تندرج تحتها أفراد .. وكل فرد يختلف من غيره بحسب التركيبة النووية لمدار الذرة وعدد الإلكترونات .. الأمر معقد جدا .. والذي يحصل أن الذباب يفرز أنزيماته الرهيبة - والتي لا يعرف بشر ما هي ؟ - فيقوم بتغيير البنية الذرية للمادة التي يهضمها .. هضمه ليس فقط تحويل السكر لكربوهيدرات أو تحويل البروتين لاحماض أمينية .. بل يتعدى ذلك إلى قلب خواص الذرة نفسها حتى تنقلب لعنصر غير مصنف كيميائيا لم يعرفه بشر .. فما هي المصائب التي يفرزها الذباب - تحت مسمى إنزيم هضم ؟! الله أعلم .. لا يمكن تصنيفه ولا تمكن معرفة تركيبته الكيميائية ! .. ما الذي يقوم بتغيير الطعام إليه قبل الهضم ؟ حاولوا دراستها فور طرد الذباب فظهر الكشف الكيميائية على أن العناصر المعروفة التي كانت ثَم قبل الهضم الخارجي اختلفت بعد الهضم فصارت غير مصنفة في جدول التصنيف العضوي للاغذية والمواد الكيميائية المعروفة .. وتكلم كارل ساجان في كتاب ( الكون ) وغيره عن هذه الأمور بإسهاب جميل جدا .. سبب تعذر استرجاع ما أخذه الذباب .. والذي ربنا يصفه بالإستنقاذ ثم ينفيه .. ذلك أن الذباب يفرز إنزيما مجهولا .. ويقوم بعملية مجهولة .. ويقلب ما يهضمه لعنصر مجهول .. كل شئ مجهول في مجهول فمن أين يأتي الإنقاذ ؟ وكيف لا يكون عجبا ؟ .. في البداية سماه الله سلبا .. ثم بعد السلب سمى محاولة الإسترجاع استنقاذا .. وذلك يدل على شدة الصعوبة وأنه أمر شديد العسر .. ثم نفى المقدرة على الإستنقاذ .. ومفاد ذلك أن ما يحوله الذباب يمكن أن استرجاعه وإعادته مثلما كان .. ولكن ذلك ليس مع البشر الذين ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) .. لأنه في حق الإنسان استنقاذ إلا أنهم لا يقدرون على استنقاذه لأنهم لا يملكون القدرة العلمية على مجاراة الذباب في تفوقه الخارق ذلك عائد لمعنى قوله تبارك وتعالى : ( يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان ) .. قياسا على هذه الآية فإن إرجاع ما سلبه الذباب ممكن .. ولذلك ربنا سماه استنقاذا وذلك ينفي الإستحالة .. ولكن ليس على البشر .. فقد نفاه الله عن البشر وجزم بعدم استطاعتهم .. ومعناه أنه حتى في المستقبل القريب والبعيد وما بعد البعيد وما بعد بعده .. البشر لا يستطيعون ولن يستطيعوا .. ولذلك تحداهم بخطاب الإستنفار العام وإسكات الجميع لتلقي الخطاب الرباني .. ثم يتحقق لك معنى قول ربي : ( هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه ) ... فسبحان الله أحسن الخالقين !


    للحديث بقية إن شاء الله



    اللهم الجنة

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    الدولة
    لو أن أهل عمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك
    المشاركات
    42

    افتراضي رد: مدارسة ( يا أيها الناس ضُرب مثل فاستمعوا له ) الذباب والبعوضة بلغة الأرقام والتشر

    ضعف الطالب والمطلوب

    هذا الضعف مرده ليس للذباب من حيث التحمل لأنه يقدر على ما لا يخطر على البال .. بل مرده للإنسان من حيث العلم ومن حيث القدرة .. لأن الذباب بهذا الحجم وبهذه الهشاشة على ظاهر المعنى فهو حقا ضعيف من حيث الحجم .. وإنما هو الإنسان الذي لا يقدر أن يمنع ولا يحمي نفسه منه .. ولا يقدر أن يسترجع .. ولا يقدر أن يستنقذ .. ولا حتى يقدر أن يطارد ويلاحق .. ضعف كامل .

    فما قصة المطاردة والملاحقة أيضا ؟

    الذي لا يعرفه الكثيرون أن الذباب يطير لارتفاعات لا يمكن لحشرة أخرى أن تبلغها أبدا .. يطير الذباب أعلى من المجال الجوي للطائرات بل ويبلغ لارتفاعات لا يمكن أن تبلغها إلا الطائرات العسكرية الشديدة التطور والإمكانيات .. ولأجل ذلك ربنا قال في الإنسان ( ضعف الطالب ) .. لأنه لن يقدر أن يلاحق الذباب أبدا لو بذل ما بذل .. في الإختبارات الأخيرة لشركة ناسا في كتاب العملاق هابل - وغيرها من المجلات العلمية والبرامج - فإنهم أطلقوا بالونات متطورة يتم توجيهها وعليها أجهزة فلتر مروحية لجمع عينات من الهواء الخارجي فطارت إلى ارتفاع 70 الف متر .. فكان صيدهم ذبابتان .. وفي كل مرة لا يجدون في عيناتهم إلا ذبابا .. ماذا يفعل الذباب هناك ؟ .. الذي خلقه هو أعلم به !! .. أحيانا ذباب حقول وأحيانا ذباب منزلي .. ولكنه ذباب في ذباب .. والجدير بالذكر أن مجال الطيران هو ما بعد طبقة التروبوسفير - وهي الطبقة المشوبة بالسحاب والغبار والكثافة - وتنتهي (التروبوسفير) من بعد ارتفاع 18 كيلومتر .. وأفضل الكائنات الحية في الطيران تصل إلى 12 كيلومتر طيران كحد أعلى - وهي بعض الطيور المائية المهاجرة - .. ثم تأتي طبقة (الستراتوسفير) وهي الطبقة الصالحة للطيران والملاحة لخلوها تماما من اية شوائب .. وهي شديدة البرودة تبدأ من صفر درجة مئوية حتى تنخفض إلى 70 درجة تحت الصفر في نهاية الطبقة .. ولكن الملفت أن الذباب يتحمل كل هذه البرودة .. ولما تفتح الثلاجة ثم رأيت ذبابة خرجت منه فلأجل ذلك لا تستغرب .. الذبابة تقدر أن تعيش ليس في الثلاجة وحسب .. بل تقدر أن تعيش في الفريزر ولن يقتلها البرد .. وعلى كثرة ما تفتح الفريزر يوميا فهل سبق أن رأيت ذباباة ماتت في الفريزر ؟ لن تجد لأنه يتحمل من البرودة ما لا يمكنك تخيله .. أحيانا تتفرج على البرامج الوثائقة في المناطق القطبية تجد أن الحيوانات والكواسر تهش عنها الذباب في أمثال سيبيريا - حرارتها 40 تحت الصفر - .. ولكن الملفت أكثر أن في ارتفاعات هائلة مثل 40 أو 60 كيلومتر فإن الضغط الجوي شديد الإنخفاض وعلى ذلك الأجسام الحيوية التي تكيفت على الضغط الجوي السطح أرضي ينبغي أن تنفجر في الهواء .. ولكن ذلك لا يحصل مع الذباب .. فأي تكييف هذا الذي في جسمها ؟ وما الذي يحصل فيها حيويا من حيث التمدد والإنكماش والقدرة على معادلة الضغط ؟ ألم أقل لك آنفا إن الذباب ليس له جوف ؟ فمادام لا جوف له .. وهو صمام مفتوح من أوله لآخره فلا شئ ينفخه حتى ينفجر بسبب انعدام الضغط الخارجي وانتفاء المعادلة .. الذباب عبارة عن أنبوب من أوله لآخره يمر من خلاله الهواء فينتفخ وينكمش حسب الضغط ارتفاعا وهبوطا ولا ينفجر .. المعلوم أن مجال الطيران القديم هو 30 كيلومتر .. ثم ارتفع منذ 15 سنة حتى بلغ 45 كيلومتر لأنه كلما ارتفع كان أشد أمانا وتم تجهيز الطائرات لتتحمل إلى 50 كيلومتر .. بينما لو تذكر فإنه أيام قصف بغداد سنة 1992 كانت بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات لا تصل لمقاتلات الحلفاء بالجو لأن البطاريات كانت مصنوعة في روسيا في ستينيات القرن الماضي لأجل طائرات تحلق بارتفاع 20 كيلومتر .. و كانت تصل الصواريخ المضادة إلى حد 27 كيلومتر ثم تسقط جزافا .. بينما طائرات التورنادو كانت تحلق في 45 الف متر .. واليوم الطائرات المقاتلة تحلق أعلى من 70 كيلومتر .. ولكن كان هذا المخلوق الصغير منذ أول الدهر يطير إلى هذا الإرتفاع بخفية وهدوء وسرية تامة ولم يدري به بشر .. ولم يدرك قارؤو هذه الآية ما هو المعنى الحقيقي لضعف الطالب في طلب السلب من الذباب .. ولم يعرف هؤلاء هذه الإرتفاعات الهائلة إلا الان منذ عشر سنين .. فلو سلب الذباب شيئا من أحدهم .. وطائر إلى مسافة 70 كيلومتر ارتفاعا فأي ملك أو امبراطور هذا الذي كان أو سيكون يقدر أن يأتي به ليطلب منه مسلوبه ؟ وحتى لو قدر على الوصول لارتفاعه .. فأين يبحث عنها في هذا الفضاء الرهيب حتى يستخرج منه سلبه ؟ بل حتى لو وصل له فكيف يقدر أن يهدأ في سرعته وثباته مع ثبات الذباب حتى يمسكه ويخنقه ويقول : هات ما سلبتني ؟ ما كان أحد يتصور أن الذباب يقدر أن يصل لارتفاع 70 كيلومتر .. وربما يقدر على أكثر من هذا ولكن هذا الإرتفاع الذي تبجح الإنسان أنه وصله فوجد الذباب ثَمّ .. الله أعلم .. وهذا هو قول ربي ( ضعف الطالب والمطلوب )


    هذا ربي .. هذا الذي نادى .. وأسكت .. ثم تحدى .. ثم كان أهلا للتحدي جل جلاله


    هذا هو ربي .. فليأتوا بأرباهم !!


    والحمدلله رب العالمين


    اللهم الجنة

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    الدولة
    لو أن أهل عمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك
    المشاركات
    42

    افتراضي رد: مدارسة ( يا أيها الناس ضُرب مثل فاستمعوا له ) الذباب والبعوضة بلغة الأرقام والتشر

    ربما تسائل بعضهم .. ما لنا وللارقام والذرة والذبابة والفضاء والكيمياء ؟ لا هذا بقرآن ولا هو بسنة ولا ينفع في الدين .. والجواب على هذا الإفتراض أن فهم القرآن والسنة لا يحلو إلا إن فُهم ما يتعلق بالحياة والدنيا التي نزل فيها القرآن .. القرآن لم ينزل في الملائكة بل فينا نحن البشر بما يتلاءم مع حياتنا وفهومنا واهتماماتنا .. ثم إني لأحسب الكلام الآنف علما .. والعلم شئ جميل .. ما أثنى أحد على الجهل ولكن ما من مخلوق إلا وأثنى على العلم .. ثم إنك لو تأملت قول ربي تبارك وتعالى عندما قال : ( الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان الشمس والقمر بحسبان ) بعد أخبرنا بأنه علم القرآن .. ثنى عليه بتعليم الإنسان البيان .. والبيان غير القرآن .. لأن القرآن لا يُفهم إلا ببيان اللغة العربية .. ثم بعد ذلك خرج عن علم القرآن .. وخرج عن علم لغة فهم القرآن .. ودخل بنا تبارك وتعالى إلى الشمس والقمر والفلك والفيزياء والمعجزات والعظائم .. ثم أجمل ذلك التنويع كله بقوله تعالى : ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )

    العلم شئ جميل .. العلم أمر تتلذذ له كل خلية في بدنك وتشعر بنشوته .. وذلك عندما تفهم .. عندما تدرك أنك تنظر للأمور بغير ما ينظر غيرك .. تشعر أنك غير الناس .. فكن غير الناس !

    عندما تريد أن تكون ذا خشية وخشوع بين يدي الله عند التأمل بكلامه فحاول أن تكون من هؤلاء ( إنما يخشى الله من عباده العلماء )
    اللهم الجنة

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •