هذا هو الجزء الرابع من الفوائد إلتي أفادنيها فضلية الشيخ الفاضل المربي / عبدالرحمن بن مرزوق العوفي - حفظه الله - :

: تكملة أحكام الدعوة إلى الله . من حكم وثمرات الدعوة إلى الله تعالى : -
1- إقامة حجة الله على خلقه، كما قال الله تعالى: { رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ } .
2- خروج الآمر من عهدة التكليف بالأمر بالمعروف، كما قال الله تعالى : {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ} فدل على أنه لو لم يخرج من العهدة، لكان ملوماً ، وقوله تعالى في صالحي القوم الذين اعتدى بعضهم في السبت، {قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ}
3-رجاء نفع المأمور وإخراج الناس من الظلمات إلى النور ، كما قال الله تعالى في خاتمة الآية السابقة { وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}، ولقوله تعالى: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} وهذا من أهم أهداف الدعوة إلى الله تعالى إن لم يكن أهمها0
- من صفات الداعية إلى الله تعالى
1- تقوى الله في السر والعلن
2- العلم بما يدعو إليه أو ينهى عنه
3- العمل بمقتضى دعوته أي يكون قدوة صالحة
4- الحرص على نشر الدعوة قدر الإمكان
5- الصبر الجميل على الأذى في سبيل الدعوة إلى الله
6- البدء بالأهم وذلك بأن يبدأ بالعقيدة الصحيحة ثم الصلاة وهكذا
7- التحلي بالأخلاق الحسنة من صدق وكرم وبشاشة ورفق ونحو ذلك
مسائل مهمة متنوعة في هذا الباب
1- لا يجوز للمسلم أن ينتظر حتى يصل إلى درجة عالية في العلم لكي يدعو إلى الله تعالى فقد يموت قبل ذلك وهو لم يبلغ شيئا من دين الله فيصبح ممن كتم العلم ، وفي المقابل لا يدعو بالجهل بل يتوسط فيجمع بين العلم والدعوة إليه بحيث كلما تعلم علما نافعا عمل بمقتضاه ودعا الناس إليه وهذا مما يدعو الداعية إلى التزود من العلم الشرعي شيئا فشيئا .
2- إن المكلف مأمور بإصلاح نفسه وإصلاح غيره فبعض المقصرين ممن لديه بعض المخالفات الشرعية يرى أنه لا يدعو غيره حتى يدع هذه المخالفات كلها وهذا من مداخل الشيطان لأنه يجب عليه أن يدعو غيره ولو خالف مقتضى هذه الدعوة بل قد تكون هذه الدعوة سببا في هدايته واستقامته شيئا فشيئا عن طريق نفسه اللوامة ، ولأن تفريطه في أحد الأمرين لا يبرر له التفريط في الآخر
3- إن الدعوة إلى الله تكون بطريق اللين وطريق الحزم ، فأما طريق اللين فهي الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وإيضاح الأدلة في أحسن أسلوب وألطفه ، وهذه هي الأصل التي يتعين أن يبدأ بها الداعية إلى الله فإن نجحت هذه الطريق فبها ونعمت، وهو المطلوب وإن لم تنجح تعينت طريق الحزم والقوة لكي يعبد الله وحده وتقام حدوده كما قال الله تعالى : { وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ } وقوله تعالى : {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ} ففيه الإشارة إلى إعمال السيف بعد إقامة الحجة، فإن لم تنفع الكتب تعينت الكتائب، والله تعالى قد يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن 0
- أخوكم في الله / أبو طارق :
عبد الرحمن بن مرزوق العوفي 0