قال القرطبي في تفسيره : وقد اختلف في جواز رؤية الله تعالى ، فأكثر المبتدعة على إنكارها في الدنيا والآخرة ، وأهل السنة والسلف على جوازها فيهما ووقوعها في الآخرة .
مالفرق بين الجواز والوقوع في العبارة السابقة؟
قال القرطبي في تفسيره : وقد اختلف في جواز رؤية الله تعالى ، فأكثر المبتدعة على إنكارها في الدنيا والآخرة ، وأهل السنة والسلف على جوازها فيهما ووقوعها في الآخرة .
مالفرق بين الجواز والوقوع في العبارة السابقة؟
مماقال الشيخ ابن عثيمين في دروسه "واجب، وجائز، ومستحيل، فالواجب: ما لا يتصور عدمه، والمستحيل عكسه: ما لا يتصور وجوده، والجائز: ما يتصور وجوده وعدمه، فمثلاً: لو قال لك قائل: ما تقول في وجود الله عز وجل؟فالجواب: واجب؛ لأنه لا يتصور عدمه. ما تقول في فناء الله؟ قلنا: مستحيل؛ لأنه لا يتصور وجوده. ولو قال لك قائل: ما تقول في وجود الإنسان؟ فالجواب: جائز؛ لأنه يتصور وجوده وعدمه، إذاً الجائز: ما أمكن وجوده أو عدمه.
مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (1/ 225)
أما في المنام فقد ورد حديث في السنن صححه كثير من الحفاظ أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه في المنام، وقد شرح ابن رجب هذا الحديث في رسالة مختصرة فأحيل السائل عليها.
(106) سئل فضيلة الشيخ: عما جاء في شرح لمعة الاعتقاد من قول فضيلته: " رؤية الله في الدنيا مستحيلة". وقد ذكر الشنقيطي - رحمه الله - أن رؤية الله عز وجل بالأبصار جائزة عقلا في الدنيا والآخرة، وأما شرعا فهي جائزة وواقعة في الآخرة، وأما في الدنيا فممنوعة شرعا. وما نقله النووي عن بعض أهل العلم من أن رؤية الله تعالى في الدنيا جائزة، فنرجو من فضيلتكم توضيح ذلك؟
فأجاب بقوله: ما ذكرته في شرح لمعة الاعتقاد لا ينافي ما ذكره الشيخ الشنقيطي وغيره من أن رؤية الله تعالى في الدنيا ممكنة، فإن قولي: "إنه مستحيل" أي بحسب خبر الله عز وجل بأنه لن يراه، إذ لا يمكن أن يتخلف مدلول خبره تعالى، وقد جاءت بمثل ذلك السنة، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتحدث عن الدجال: «واعلموا أنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا» . أخرجه مسلم.
ثم اعلم أن المستحيل في حق الله تعالى نوعان:
أحدهما: مستحيل لكونه لا يليق بجلاله كالجهل والعجز ونحوهما، فهذا لا يمكن لمن عرف الله تعالى وقدره حق قدره أن يخطر بباله جوازه أو ينطق لسانه بسؤاله.
الثاني: مستحيل بالنسبة لغيره لكمال صفات الله تعالى، كرؤية الإنسان ربه في الدنيا، فإن هذا مستحيل لكون البشر لا يطيق أن يرى الله تعالى في الدنيا لنقص حياة البشر حينئذ. ولذلك تكون الرؤية ممكنة يوم القيامة؛ لأن حياة البشر حينذاك أكمل.
وعلى كل حال فقد دلت النصوص وإجماع السلف على أن الله تعالى لم يره أحد في الدنيا يقظة، وإن كان قد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما ما ظاهره أن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم رأى الله تعالى، فالله أعلم.
أثابكم الله وجزاكم خيرا
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد : فأهل السنة والجماعة يؤمنون برؤية الله تعالى يوم القيامة كما دلت عليه الآيات الكريمات والأحاديث الثابتات ، أما في الدنيا فقد نفى أهل السنة والجماعة ذلك عملاً بمقتضى قول النبي : إن أحدكم لن يرى ربه حتى يموت والحدبث صحيح ، أما رؤيته تعالى في المنام فلأهل السنة والجماعة أقوال في ذلك فهي ممكنة ولكن لا يجوز تأويلها على أنها حقيقة الله سبحانه ويمكن أن تفسر بعمل الإنسان وقد بسط الإمام ابن تيمية ذلك فليراجع مجموع فتاواه في هذه المسألة .