تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: فتنة الزنادقة .. متى تُوأد؟

  1. Post فتنة الزنادقة .. متى تُوأد؟

    فتنة الزنادقة .. متى تُوأد؟
    الحمد لله، وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
    فقبل سنوات انشقت الأرض عن نبتة ضالة خبيثة كانت تغمز قناة الدين على استحياء، ومع الغفلة عنها -أو التغافل- نَمَت شيئا فشيئا تحت غطاء "الحرية"، و"الآخر"! و"محاربة الإقصاء والرأي الواحد". ومنذ ذاك الحين لا يمر يوم إلا وهو يحمل معه صلابة في عودها المعوج، وارتفاعا في أغصانها النكدة؛ فأعمدة صحفية، وبرامج فضائية، ومواقع شبكية، وصوالين ثقافية، ومقالات ولقاءات وروايات وتغريدات – تمالأت على طعن الإسلام -عقيدة وشريعة وأخلاقا- بتركيز شديد ومكر كُبَّار، متدرجة من التلميح إلى التصريح، ومن الطرح الخجول إلى الوقاحة.
    وها هي اليوم قرون الزندقة قد أطَلَّت عارية، وأسفرت عن وجهها القبيح، وتوالى الحقد والكيد بخطوات متسارعة، حتى صرنا عاجزين عن ملاحقة ما يُغرف من قيئهم على الملأ؛ فأحدهم يسب الله جهرا -تعالى عما يقوله وإخوانه علوا كبيرا-، وثانٍ يقدح في النبي عليه الصلاة والسلام، وثالث يعلن ردته بصفاقة وجه: أنه لا يؤمن إلا بدين الإنسانية! ورابع ينكر أن يكون الإسلام ناسخا لغيره من الأديان، وخامس يزعم أن لا فرق بينه وبينها، وسادس يدعو إلى إعطاء الملاحدة مساحة من الحرية ليقولوا ما يشاءون، وسابع يقول إن "لا إله إلا الله" كلمة لا معنى لها! وثامن ينكر حد الردة، وتاسع يشكك في حقائق مما يكون في الآخرة، وعاشر وعشرون وثلاثون! .. ولا والله ما تهامسوا بها بينهم؛ بل نعقوا علنا؛ فمن يصدق هذا؟!
    لقد طفح الكيل بأهل الإيمان، وبلغ غيظهم منتهاه، ولو استمر السكوت عن هؤلاء الزنادقة فلنبشر بمزيد من الجرأة والإمعان في الضلال، ثم لننتظر بعدُ قارعة من السماء.
    إن الواجب على كل قادر الوقوفُ في وجه مدّ الزندقة هذا؛ فأصحاب القلم والكلمة بجهادهم بهما، وأهل الجاه ببذل جاههم، وأولو السلطة والولاية بالتنكيل بهم، وإقامة حكم الله فيهم دون رأفة، والله جل وعلا يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.
    وهذا واجب حتمي، لا خيار فيه ولا تفضُّل.
    أوليس هذا الخَطب حريا بأن تُشكل لحربه الهيئات، وتعقد لمواجهته المنتديات والمؤتمرات، ويتنادى لإطفاء ناره الحاضر والباد؟
    أم سيكتب التاريخ أن هذه الحقبة التي نعيشها قد شهدت -في شأن أعز ما نملك- خذلا مؤسفا، وتراخيا قبيحا؟
    إنه في زمن تطاول أعناق الزنادقة لا بديل عن الحزم، ولا محل للتغافل، ولو أخذ سيف الحق من رقاب أولئك -من أول يوم- مأخذه؛ ما سارت سورتهم، ولا ثارت ثورتهم.
    ولما اقتيد الحلاج للقتل على الزندقة سنة (309هـ) جزع وأظهر التوبة؛ فلم يُقبل منه، قال أبو العباس ابن تيمية: (ولو عاش افتتن به كثير من الجهال) (مجموع الفتاوى 35/111).
    ووضع الندى في موضع السيف بالعُلا ..... مُضرٌّ، كوضع السيف في موضع الندى
    ولا شك أن القول بوجوب قتل الزنديق -ولو أظهر التوبة بلسانه- من القوة بمكان، ومن الفقه السديد، لا سيما في زمن الابتلاء بتكاثرهم -لا كثرهم الله- والله تعالى يقول: (مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا). قال أبو العباس ابن تيمية: (ولو قُبلت توبة الزنادقة لم يكن سبيلٌ إلى تقتيلهم، والقرآن قد توعدهم بالتقتيل) (مجموع الفتاوى 7/215).
    ولا ينبغي الغفلة عن آخرين من دونهم، هم ردء لهم -شعروا أو لم يشعروا- همُّهم التبرير والتثبيط؛ فلا يهبُّ المؤمنون حميةً لدينهم إلا ارتفعت أبواقهم تتباكى على الموضوعية، وتنوح على تكميم الأفواه!
    وقد نص أهل العلم -في شأن الزنادقة- على أنه (يجب عقوبة كل من انتسب إليهم، أو ذبَّ عنهم، أو أثنى عليهم، أو عظّم كتبهم، أو عُرف بمساعدتهم ومعاونتهم، أو كره الكلام فيهم، أو أخذ يعتذر لهم ... بل تجب عقوبة كل من عرف حالهم ولم يعاون على القيام عليهم). (مجموع فتاوى ابن تيمية 2/132).
    فاللهم انصر أولياءك، واخذل أعداءك، واشفِ منهم صدور المؤمنين.
    وصلى الله وسلم على سيد ولد آدم وآله وصحبه.
    وكتبه: د. صالح بن عبد العزيز بن عثمان سندي
    24/2/1434هـ
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    المشاركات
    360

    افتراضي رد: فتنة الزنادقة .. متى تُوأد؟

    قال الإمام الذهبي في ترجمة الحلاج المقتول على الزندقة: "والمنافقون فقد كانوا يوحدون ويصومون ويصلون علانية، والنفاق في قلوبهم، والحلاج فما كان حماراً حتى يظهر الزندقة، بل كان يبوح بذلك لمن استوثق من رباطه، ويمكن أن يكون تزندق في وقت، ومرق وادعى الإلهية، وعمل السحر والمخاريق الباطلة مدة، ثم لما نزل به البلاء ورأى الموت الأحمر أسلم ورجع إلى الحق، والله أعلم ". فتأمل قوله: " والحلاج فما كان حماراً حتى يظهر الزندقة، بل كان يبوح بذلك لمن استوثق من رباطه" فبلائنا ومعركتنا مع هذه الطائفة التي حذر منها القرآن: (وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلو إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون) فمجالسهم الخاصة هي المتنفس التي ينفثون فيها سمهم، ويفرغون فيها شحنات حقدهم وضغنهم، كما يجتمع بعض الزنادقة في مجلس الأعمى بشار، فيتضاحكون ويتناشدون الأشعار، ثم يقول بكل تهكم واستهتار: أبياتك هذه يا فلان أحسن من سورة كذا وكذا! فلا ضير بعد ذلك أن يقتله الخليفة المهدي - رحمه الله - بسبب الزندقه.
    فهؤلاء عندهم مثقفون ومبدعون ومتنورون، والخليفة المهدي عندهم كمجتمعنا قاتل للإبداع، كابح لعجلة التقدم والإصلاح، هم هكذا يسمون الحقائق بغير اسمها، ويدندنون حول الأذية والاستهزاء بالديانة وأهلها، حتى بكى الصالحون من جرأتهم، وكف المؤرخون عن تسطير لفظتهم، فقد قال ابن حبان كما ذكره الذهبي في السير- عن صالح بن محمد الترمذي: " كان جهمياً يبيع الخمر، وكان ابن راهويه يبكي من تجرئه على الله".
    فأولئك الزنادقة،لا يصلح آخرهم إلا بما لقي سابقهم، كما ضحى خالد بن عبد الله القسري بالجعد بن درهم وقال: أيها الناس ضحوا تقبل الله منكم ضحاياكم، فإني مضح بالجعد بن درهم، إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً ولم يكلم موسى تكليماً، ثم نزل وذبحه فشكر له المسلمون سعيه ودعوا له بالقبول.
    كما عد المؤرخون تتبع الزنادقة واستئصالهم، من مناقب الملوك والخلفاء، كما مدح ابن الأثير الخليفة الهادي بأنه: " كان كوالده في استئصال الزنادقة وتتبعهم، فقتل عدة ".
    فحري بالعلماء وأهل الرأي والنفوذ أن يتصدوا لهؤلاء المتسترين الذين يبثون السموم بأجوائنا، ويشجعون التجرؤ على ديننا وثوابتنا، بفضحهم والسعي لمحاكمتهم على حسب ما جاء به شرعنا، فإنهم شر على البلاد والعباد، وفي الدنيا والمعاد، ولا ننسى تلك المعادلة: (وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون)، والنتيجة: (فكان عاقبتهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين) فالواجب هو الانشغال بجهاد الرؤوس قبل الأذناب، وكشف حقيقة ضلالتهم وفضحهم على رؤوس الأشهاد، وعدم التملق والتزلف لهم بحال، وإظهار العزة والقوة على كل حال، فإن الذلة والصغار ربقة في أعناقهم، وميسم على جباههم، فشمروا بارك الله في جهادكم، فإن ليومنا ما بعده، (والعاقبة للمتقين).

  3. افتراضي رد: فتنة الزنادقة .. متى تُوأد؟

    جزاك الله خيراً أختي الفاضلة .
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •