جزء الاول :من كتاب ( وقفوهم إنهم مسؤولون )
تأليف : رائد آل خزنة
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُه ُ وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَرْسَلَهُ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشَدَ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّهُ لا يَضُرُّ إِلاّ نَفْسَهُ وَلا يَضُرُّ اللَّهَ شَيْئًا .
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } آل عمران: 102
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُم الَّذِي خَلَقَكُم مَنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } النساء: 1{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }الأحزاب: 70-71)
أَمَّا بَعدُ: فَإنَّ خَيرَ الكَلامِ كَلامُ اللّاهِ، وَخَيرَ الهَديِ هَديُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحدَثَةٍ بِدعَةٌ، وَكُلَّ بِدعَةٍ ضَلالَةٌ، وَكُلَّ ضَلالَةٍ فِي النَّارِ0
اقدم هذا العمل المتواضع لله أولا سائلا سبحانه الإخلاص في السر والعلن قَالَ اللهُ تَعَالَى : { وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ } [ البينة 5 ]
أهدي هذا العمل إلى أعز الناس, وأغلى الناس إلى نبع الحنان, إلى جنة الجنان , إلى أمي الحبيبة المشتاق إليها ,والى حنانها والى نفسها وأرجو من الله أن يتقبل عملي لها وأرجو من الله أن تكون في نعيم مقيم في جنة الفردوس ,ولا أقول يا أمي وداعا ,بل إلى اللقاء في جنة الفردوس الأعلى ,ولتعلمي يا أمي, إن العين لتدمع وإن القلب لمحزون لفراقك يا أعز الناس, حتى ألقاك عند النشور تضميني بين أحضانك, وآخذ بيدك عابراً الصراطَ يارب العالمين و يارب ياعزيز, أرجو أن تجعل كل عمل فيه ابتغاء وجهك لأمي وأبي ,وهذا العمل يارب أهديه عن روح والدتي فأرجو يارب أن تتقبله بيمينك وتبارك فيه, ياسميع الدعاء)
وأقدم هذا العمل لشباب المسلمين, حملة راية التوحيد, حملة لااله الاالله, سائلا المولى عز وجل, أن ينتفع كل من قرأ هذا الكتاب من كان مقصرا , أن يجتهد في دينه ويزيل التقصير, ومن كان عاصيا تاب من عصيانه, ومن كان تاركا لدينه أن يرجع إليه, والذي نفسي بيده إني لأكتب هذه الكلمات من قلب مجروح ومحزون على حال شباب التوحيد ,من إعراض عن دين الله ,الذي هو دينهم, وتركهم العمل للآخرة ظانين الخلود على هذه الأرض الفانية, وهم قد نَسَوا الموت, والوقوف بين يدي الله الواحد القهار, مما دفعهم إلى الغرور لزينة الدنيا, فانتهكوا محارم الله, وتركوا أوامره, واتبعوا الغرب في كل شيء,أحبتي بالله ,والله ما كتبت هذا الكتاب إلا ابتغاء الأجر والنفع بعد الموت, وحرصا على تطبيق قول النبيِّ صلى اللّه عليه وسلم قال : " لا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ حتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحبُّ لِنَفْسِهِ " صحيح البخاري : كتاب الإيمان ( رقم 13 ) صحيح مسلم ( 1 / 67 رقم 71 ) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه وفي رواية لابن حبان، ولفظه: "لا يبلغ العبدُ حقيقة الإيمان حتى يُحبَّ للناس ما يحبُّ لِنفسِه") إسناده صحيح على شرط البخاري فكما أحب لنفسي السعادة في الدنيا بالإيمان والقرب من الرحمان ولآخرة أن أكون في أعلى الدرجات أحبه لغيري, عند إذٍ نكون قد نصرنا دين الله نعم ياشباب التوحيد ,إن لم ننصر ديننا نحن من ينصره ,قال تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7)(سورة محمد) والنصر ياشباب التوحيد, يكون بتعظيم حرمات الله بلزوم طاعته ,والبعد عن مخالفته ونصر النبي- صلى الله عليه وسلم -,هو بِإتباعه والاقتداء به ظاهراً وباطناً, ولزوم أمره والبعد عن نهيه عندها نصرنا الله على عدونا إبليس. هيّا يا احبتي, نأخذ بأيد بعضنا بعضا كالبنيان المرصوص ,ونسير بجد إلى نصرة الله والمضي إلى الدار الآخرة, ونستفيق من نومنا قبل موتنا ,وهيا نسير بهذا الكتاب من البداية ... إلى النهاية إن شاء الله تعالى .