" إن من السنة أن يخرج الرجل مع ضيفه إلى باب الدار "
وهذا الحديث أخرجه ابن ماجه ، والشهاب في مسنده ، و ابن عدي في الكامل ، والرافعي في التدوين في أخبار قزوين ، وابن الأعرابي في معجمه ، وغيرهم من حديث أبي هريرة رضي الله
مرفوعا .
وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان ، وابن عدي في الكامل ، وابن حبان في المجروحين ، والرافعي في التدوين في أخبار قزوين ، وابن الجوزي في العلل المتناهية ، وغيرهم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا ولفظه : إن من السنة أن تشيع الضيف الى باب الدار .
والحديث أسانيده مثخنة بالجراح ، ولا يصح مرفوعا ، قال الإمام البيهقي رحمه الله في سننه الكبرى : فِي إِسْنَادِهِ ضَعْفٌ، وَرُوِي مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ضَعِيفٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا ،
وقد ضعفه غير واحد من أهل العلم .
قلت : لكن لا مانع أن يشيع الرجل ضيفه إلى الباب لأنه من محاسن الأخلاق والكرم ، بل قد يؤجر إذا أحسن نيته .
قال الإمام المناوي رحمه الله في التيسير بشرح الجامع الصغير :
( إن من السنة ) أي الطريقة الاسلامية المحمدية ( أن يخرج الرجل مع ضيفه ) مشيعا له ( إلى باب الدار ) زاد في رواية : ويأخذ بركابه أي أن كان يركب ، وذلك إيناسا له وإكراما ، لينصرف طيب النفس منشرح الصدر ، وفي رواية : إلى باب البلد أي أن كان من بلد آخر ، والأول كاف في أصل السنة ، والثاني للأكمل ، والكلام في الموفق ( هـ عن أبي هريرة ) بإسناد ضعيف اهـ .
وقيل الحكمة في ذلك : دفع ما يتوهم جيرانه من دخول الأجنبي بيته .
وهذا العمل يقال له تشييع الضيف ، قال في المصباح المنير : شيعت الضيف: خرجت معه عند رحيله إكراماً له وهو التوديع ،
فيندب للإنسان أن يشيع ضيفه ويخرج معه إلى باب الدار ، بل وإلى السيارة ، ويفتح له الباب ليركب ، أو يأخذ بزمام الراحلة إذا كان عنده راحلة ويودعه ، وهذا من تمام الضيافة والكرم ، وقد وردت بعض الآثار عن بعض السلف الصالح رحمهم الله تعالى في ذلك .
ومن باب التحديث بنعمة الله عليّ :
أنا دائما أخرج مع ضيفي إلى باب الدار ، وأحيانا إلى سيارته مع مساعدته إن احتاج إلى ذلك كطفل نائم مثلا ، ولا اذهب عنه حتى يمشي بسيارته ، وكذلك أفرح عندما أزور صديقا في بيته ، ويفعل معي مثلما فعلتُ ، ورأيي أعرضه ولا أفرضه ، وقولي معلم وليس بملزم .