تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: هل يصح أن نقول أبراهيم عليه السلام نبينا ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي هل يصح أن نقول أبراهيم عليه السلام نبينا ؟

    هل يصح أن نقول إبراهيم عليه السلام نبينا ؟

  2. افتراضي رد: هل يصح أن نقول أبراهيم عليه السلام نبينا ؟

    أخي الفاضل ؛ أن كنت تقصد المعني الخاص ، فلا يصح ، وإن كنت تقصد المعنى العام ، أي : أي أنه من جملة الأنبياء الذين نؤمن بهم ، وكانوا رسل الله في إرساء التوحيد في الأرض ، فصحيح . وهذا يحدده السياق ، وهذا الفارق ، هو الذي يسبق إلى الذهن .
    ومن الأدلة التي تحضرني الآن ، سؤال الملكين للإنسان في قبره :"من نبيك؟" ....!
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: هل يصح أن نقول أبراهيم عليه السلام نبينا ؟

    جزاكم الله خيراً.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يصح أن نقول أبراهيم عليه السلام نبينا ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس مشاهدة المشاركة
    هل يصح أن نقول إبراهيم عليه السلام نبينا ؟
    بارك الله فيك اخى الفاضل احمد ابو انس
    الايمان بالرسل هو الركن الرابع من اركان الايمان لا يصح الايمان الا اذا آمن بجميع الانبياء والرسل
    كفر من أقر بنبوة بعض الأنبياء دون بعض

    من المسلَّم به أن الرسل كلهم متفقون في أصل الدين،
    فلزم من ذلك أن من أقر بنبوة البعض دون الآخر فإنه كافر بالجميع، وذلك لاتفاقهم جميعاً في أصل رسالتهم، قال تعالى: شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ [الشورى: 13].
    نص كلام شيخ الإسلام في المسألة:
    قال – رحمه الله -: (المسلمون متفقون على كفر من أقر بنبوة بعض الأنبياء دون بعض) .
    ذكر من نقل الإجماع من أهل العلم أو نص على المسألة مما سبق شيخ الإسلام:
    الرسل والأنبياء كلهم دينهم واحد بعثوا بعبادة الله وحده وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ [النحل: 36] فمن كفر بواحد منهم فقد كفر بالآخرين ولهذا كان الإيمان بهم جميعاً ركناً من أركان الإيمان الستة.
    قال الإمام ابن بطة العكبري – رحمه الله -: (الإيمان والتصديق بجميع ما جاءت به الرسل من عند الله وبجميع ما قال الله عز وجل فهو حق لازم فلو أن رجلاً آمن بجميع ما جاءت به الرسل إلا شيئاً واحداً كان برد ذلك الشيء كافراً عند جميع العلماء) . وهذا الكفر في رد شيء واحد جاء به الرسول، فكيف فيمن كفر بالرسول وكل ما جاء به.. فكفره أظهر أولى.

    ذكر مستند الإجماع على كفر من أقر بنبوة بعض الأنبياء دون بعض:

    قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا [النساء: 150-151]،
    قال ابن كثير – رحمه الله -: (من كفر بنبي من الأنبياء فقد كفر بسائر الأنبياء، فإن الإيمان واجب بكل نبي بعثه الله إلى أهل الأرض، فمن رد نبوته للحسد أو العصبية أو التشهي تبين أن إيمانه بمن آمن به من الأنبياء ليس إيماناً شرعياً، إنما هو عن غرض وهوى وعصبية، ولهذا قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ فوسمهم بأنهم كفار بالله ورسله أي: وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللّهِ وَرُسُلِهِ في الإيمان وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً أي: طريقاً ومسلكاً، ثم أخبر تعالى عنهم، فقال: أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا أي: كفرهم محقق لا محالة بمن ادعوا الإيمان به، لأنه ليس شرعياً، إذ لو كانوا مؤمنين به لكونه رسول الله لآمنوا بنظيره، وبمن هو أوضح دليلاً وأقوى برهاناً منه، أو نظروا حق النظر في نبوته) . فبين الله عز وجل أن الذين يؤمنون ببعض الرسل ويكفرون ببعض أنهم هم الكافرون حقاً.
    ثم ذكر وصف المؤمنين وَالَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُواْ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ أُوْلَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا [النساء: 152] فالمؤمنون يؤمنون برسل الله ولا يفرقون بين أحد منهم وأنهم جميعاً يدعون إلى عبادة الله وحده لا شريك له، والكفر بما يعبد من دونه، وأنهم بلغوا رسالات الله بصدق وأمانة، وأن خاتمهم محمد بن عبد الله، نسخت شريعته جميع الشرائع السابقة، فنؤمن بجميع الأنبياء والرسل إجمالاً وندين بدين وشرعة محمد بن عبد الله إجمالاً وتفصيلاً، لا يقبل الله بعد بعثته ديناً سوى دينه.

    وقال تعالى: آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُون َ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ [البقرة:285]، فمن كذب وكفر بنبي واحد فقد كذب وكفر بسائر الأنبياء، قال تعالى عن قوم نوح: كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ [الشعراء: 105]، وقال تعالى: وَقَوْمَ نُوحٍ لَّمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ [الفرقان: 37] وهم إنما كذبوا وكفروا بنوح عليه السلام، لكن لما كان تكذيب نبي واحد والكفر به بمثابة من كذب وكفر بسائر الأنبياء، قال تعالى عنهم: كَذَّبُوا الرُّسُلَ [الفرقان: 37] وكَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ [الشعراء: 123].
    وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنا أولى الناس بعيسى بن مريم في الدنيا والآخرة، والأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد)) . فيخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الأنبياء دينهم واحد، متفقون في أصل دينهم ورسالتهم وهو التوحيد.. فمن كفر بواحد منهم كفر بالجميع.[الموسوعة العقدية]
    الخلاصة
    انه لا يصح إيمان العبد إلا بالإيمان بأنبياء الله ورسله

    الإيمان بالأنبياء والرسل أصل عظيم من أصول الإيمان لا يصح إيمان المرء إلا به قال
    الله جل وعلا

    آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُون َ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ [البقرة:285]

    هذا من حيث أصل الإيمان وإلا فإن الله فضل الأنبياء بعضهم على بعض أما من حيث أصل الإيمان فنحن نؤمن بجميع الأنبياء والمرسلين لا نفرق بين أحد منهم فمن كذّب واحداً منهم فقد كذبهم جميعاً

    ومن كفر بواحد منهم فقد كفر بهم جميعاً قال الله تبارك وتعالى :

    ﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ ﴾[الشعراء:105] ﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ ﴾ مع أنهم ما كذبوا إلا نوحا عليه السلام و لم يرسل إليهم إلا نوحا .. لأن من كذب نبياً فقد كذب جميع إخوانه من الأنبياء

    وقال جل وعلا ﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ ﴾[الشعراء:160]

    وقال جل وعلا ﴿ كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ ﴾[الشعراء:123]

    وقال جلّ وعلا ﴿ كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ ﴾[الشعراء:141]

    وقال الله تبارك وتعالى في آية واضحة حاسمة من آيات سورة النساء ﴿
    إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً * أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً ﴾[النساء:150-151]
    فمن آمن بنبي وكذب نبياً آخر ومن آمن بنبي وكفر بنبي آخر فقد كذب وكفر بجميع إخوانه من النبيين والمرسلين.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يصح أن نقول أبراهيم عليه السلام نبينا ؟

    قال الشيخ: عبد العزيز بن ناصر الرشيد فى التنبيهات السنية

    قولُه: ( ورسلِه ): أي التَّصديقُ بأنّهم صادقون فيما أخْبَروا بهِ وأنَّهم بلَّغُوا الرّسالةَ وأَدَّوُا الأمانةَ وأنَّهم بيّنوا ما لا يَسَعُ أحداً ممَّن أُرسِلُوا إليهم جَهلُه ولا يَحِلُّ خِلافُه وأنَّه يجبُ احترامُهم وأَنْ لا يفرّقَ بينهم،
    فيجبُ الإيمانُ بمنْ سمَّى اللهُ في كتابِه من رسلِه وأَنَّ للهِ رسُلاً غيرَهم وأنبياءً لا يعلمُ عددَهم إلا اللهُ،
    فعلينا الإيمانُ بهم جُمْلَةً لأنّه لم يأتِ نصٌّ صحيحٌ في عددِهم،
    وقد قال تعالى: (وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ ) الآية، وقد سبقَ الكلامُ في هذا الموضوعِ.

    فيجبُ الإيمانُ بجميعِ الأنبياءِ والمرسَلين، وتصديقُهم بكلِّ ما أَخْبَرُوا به من الغيبِ، وطاعتُهم في كلِّ ما أَمرُوا به ونَهُوا عنه،
    قال تعالى: (قولواْ آمَنّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ).

    قال ابنُ رجبٍ رحمَهُ اللهُ تعالى:
    والإيمانُ بالرُّسُلِ يلزمُ منه الإيمانُ بجميعِ ما أَخْبَرُوا به من الملائكةِ والأنبياءِ والكتبِ والبعثِ والقَدَرِ وغيِرِ ذلك من صفاتِ اللهِ وصفاتِ اليومِ الآخرِ؛ كالصِّراطِ والميزانِ والجنّةِ والنّارِ ونحوِ ذلك.

    وأفضلُ الخلقِ على الإطلاقِ نبيُّنا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والأفضلُ بعدَه أُولوا الْعَزْمِ من الرّسلِ ثمَّ بَقِيَّةُ الرّسلِ ثمَّ الأنبياءُ، ولا يَبْلُغُ الوَلِيُّ مهما بَلَغَ من الجِدِّ والاجتهادِ في طاعةِ اللهِ درجةَ الأنبياءِ عليهم السّلامُ. وقد شَنَّعَ الشّيخُ تقيُّ الدّينِ رحمهُ اللهُ على من يزعُمُ ذلك وَرَدَّ عليه أَسوأَ رَدٍّ، وقال: إنّ ذلك مُخالفٌ لدينِ الإسلامِ واليهودِ والنّصارى.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يصح أن نقول أبراهيم عليه السلام نبينا ؟

    قال الشيخ صالح ال الشيخ فى شرح الطحاوية

    الإيمان بالنبيّين يعني الإيمان بالأنبياء والمرسلين؛
    لأنّه إذا أُطلق النّبي في الإيمان فيُراد به الإيمان بالأنبياء والمرسلين، وذلك من جهتين:
    الجهة الأولى:
    أنَّ قول كثير من أهل العلم أنَّ كل رسول نبي، فإذا قلنا نؤمن بالأنبياء فمعنى ذلك نؤمن بالرسل لأنَّ كل رسول نبي.
    2- الجهة الثانية:
    أنَّ القرآن الكريم جاء فيه ذِكْرُ المُرْسَلِينَ بِذِكْرِ الأنبياء؛ يعني سُمِّيَ المرسلون أنبياء، سورة الأنبياء من وَرَدَ فيها جُلُّهم مرسلون: أولهم محمد صلى الله عليه وسلم، ثم إبراهيم الخليل ثم لوط، ثم نوح، ثم داوود، وسليمان، وأيوب إلى آخره.
    ولهذا قوله (وَنُؤْمِنُ بِالْمَلَائِكَة ِ وَالنَّبِيِّينَ ) يعني بالرسل والأنبياء جميعاً.
    والتعبير بالرُّسُلِ أولى؛ لأنه هو الذي جاء في الأدلة في الكتاب والسنة {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُون َ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ}[البقرة:285]، قال: أخبرني عن الإيمان. قال «أنْ تُؤْمِنَ بِالله وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلهِ» وفَرْض الإيمان أن يُؤْمَنْ بالأنبياء والرسل جميعاً لأنّ الله - عز وجل - أمرنا بذلك.
    ........معنى الإيمان بالأنبياء والمرسلين أننا نؤمن بأنَّ الله - عز وجل - بَعَثَ وأَرْسَلَ مُرْسَلين وأيَّدَهُم وكانوا أصلح أهل زمانهم وأيدهم بالآيات والبراهين الدّالة على صدقهم، وأنهم أتقى الخلق، أتقى الناس لربهم، وأعرف وأعلم الناس بربهم - عز وجل -.
    فنؤمن بكل نبي عَلِمْنَاه أو لم نعلمه؛ لأنَّ الأنبياء منهم من قُصَّ علينا والمرسلين ومنهم من لم يُقَصَّ علينا، قال - عز وجل - {مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ}[غافر:78].
    فإذاً الإيمان بالأنبياء والمرسلين على درجتين:
    1- إيمان إجمالي: وهو الإيمان بكل رسول أرسله الله - عز وجل - وكل نبي، علمنا أو لم نعلم.
    2- إيمان تفصيلي: بأنَّ كلَّ من عَلِمْنَا رِسَالَتَهُ ونُبُوَّتَهُ بالدليل والقرآن فهذا يجب علينا أن نؤمن به وأن نتولاه وأن نحبه؛ لأنَّ (الأنبياء إخوة لِعَلَّاتْ دينهم واحد)، فكلُّهم أكمل الخلق توحيداً وإيماناً بالله - عز وجل - وطاعة له وخوفا منه - عز وجل -.
    ثُمَّ ثَمَّ إيمان خاص بهذه الأمّة، أُمَّةْ الإجابة أُمَّةْ الدعوة، أنه يجب على الجميع الإيمان بمحمد بن عبد الله الهاشمي القرشي الذي أرسله الله - عز وجل - للنّاس أجمعين؛ بل للجن والإنس أجمعين، فيجب الإيمان به صلى الله عليه وسلم؛ لأنه خاتم الأنبياء والمرسلين وأنَّهُ بُعِثَ بالإسلام، وأنَّ الإسلام نَسَخَ ما عداه من الأديان، وأنَّ كلّ دعوى للدين غير ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فهي باطلة وردّ، {وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ}[الأحزاب:40]، فبه خُتِمَتْ النبوة وأعطاه الله - عز وجل - الإسلام وأنزل عليه القرآن حجة له ولأمته إلى قيام الساعة.
    [شرح الطحاوية]

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يصح أن نقول أبراهيم عليه السلام نبينا ؟

    عقيدة المسلم توجب الإيمان بجميع الأنبياء ،
    وكذلك توجب إجلالهم وتقديرهم وتوقيرهم وتعظيمهم التعظيم اللائق بهم ،
    لأنهم خير البشر ، وصفوة الله من خلقه ، وهم نور الهداية الذي أضاء الأرض من ظلمتها ، وآنسَ القلوبَ مِن وحشتها ، ولا سبيل إلى السعادة والفلاح إلا بهم وبسببهم .
    لذلك أجمع جميع العلماء على حرمة سب الأنبياء والاستهزاء بهم ، وعلى أن من وقع في هذا الأمر العظيم فقد ارتد عن دين الإسلام ، كما أن من وقع في سب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقد ارتد عن الإسلام ، فالمسلم لا يفرق بين أنبياء الله ورسله ، كما قال سبحانه وتعالى :
    ( قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) آل عمران/84.
    وقد أمرنا عز وجل بتوقير نبينا عليه الصلاة والسلام ، فكذلك الحكم لسائر الأنبياء ، يقول الله عز وجل : ( إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا . لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ) الفتح/8-9.
    وننقل هنا أقوال العلماء في تكفير من تنقص أحد الأنبياء :
    قال ابن نجيم الحنفي رحمه الله :
    " ويكفر بعيبه نبياً بشيء " انتهى من " البحر الرائق " (5/130)
    وقال القاضي عياض رحمه الله :
    " من استخف به – يعني بنبينا صلى الله عليه وسلم - أو بأحد من الأنبياء ، أو أزرى عليهم ، أو آذاهم ، أو قتل نبيا ، أو حاربه : فهو كافر بإجماع " انتهى من " الشفا بتعريف حقوق المصطفى " (2/284)
    وقال الدردير المالكي :
    " من سب نبياً مجمعاً على نبوته ، أو عرَّض بسب نبي فقد كفر " انتهى من " حاشية الدسوقي على الشرح الكبير " (4/309)
    وقال الشربيني رحمه الله :
    " من كذب رسولاً أو نبياً أو سبه أو استخف به أو باسمه ... فقد كفر " انتهى من " مغني المحتاج " (5/429)
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    " مِن خصائص الأنبياء أنَّ مَن سبَّ نبيًّا مِن الأنبياء قتل باتفاق الأئمة وكان مرتداً ، كما أنَّ مَن كفر به وبما جاء به كان مرتداً ، فإن الإيمان لا يتم إلا بالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله " انتهى من " الصفدية " (1/262)
    فمن وقع في هذا الإثم العظيم فعليه أن يسارع إلى التوبة الصادقة ، والعودة إلى الإسلام بالنطق بالشهادتين وتعظيم جميع الأنبياء ، ثم باليقين التام أننا أولى بالرسل والأنبياء من جميع الأمم التي تنتسب إليهم ،
    وأننا يجب علينا أن ندافع عن جميع الأنبياء إن تعرض لهم أحد بالسب والأذى ،
    فالدفاع عن نبينا صلى الله عليه وسلم يكون بتوقير جميع الأنبياء ، وإظهار فضلهم على الناس كافة ، وبيان ارتباط رسالاتهم ببعضها ، وأنهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :
    ( إِنَّ مَثَلِى وَمَثَلَ الأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِى
    كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بَيْتًا فَأَحْسَنَهُ وَأَجْمَلَهُ ، إِلاَّ مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِنْ زَاوِيَةٍ ،
    فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ بِهِ وَيَعْجَبُونَ لَهُ ،
    وَيَقُولُونَ هَلاَّ وُضِعَتْ هَذِهِ اللَّبِنَةُ
    قَالَ فَأَنَا اللَّبِنَةُ ، وَأَنَا خَاتِمُ النَّبِيِّينَ )
    رواه البخاري (3535) ومسلم (2287)

    والله أعلم . المصدر: الإسلام سؤال وجواب بتصرف يسير

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: هل يصح أن نقول أبراهيم عليه السلام نبينا ؟

    فتح الله عليكم وبارك فيكم .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •