بسم الله الرحمن الرحيم
الاكتساب اللغوي ومستقبل تعليم العربية
للأستاذ الدكتور عبده الراجحي
[مستل من ندوة اللغة العربية والثقافة العلمية، 18 - 19 شعبان 1416 هــ، 9 - 10 يناير 1996 م ، بقاعة مكتبة القاهرة الكبرى]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله . لا يزال تعليم العربية في مصر، والعالم العربي بعيدا كل البعد عن «العلم» في الوقت الذي أصبح فيه تعليم اللغات «علما» حقيقيا، له أصوله وأدواته، ولا نبالغ حين نقرر أن مستقبل العربية في خطر حقيقي؛ إذا استمر وضعها التعليمي على ما هو عليه، ومن ثم فإن العلاقة بين العربية والثقافة العلمية ستكون موضع شك كبير . تمثل قضية «اكتساب» اللغة قضية مركزية في تعليم اللغة، وقد شرع البحث العلمي يضاعف الجهد في السنوات الأخيرة في محاولة لفهم هذه المسألة، ومنذ ذلك الحين انفتحت آفاق للبحث لم يكن لنا بها عهد، وليس الأمر هينا بطبيعة الحال؛ لأنه يتعلق «بعمليات» ليس من اليسير محاصرتها والسيطرة عليها، على أن السعي البشري لا يتوقف في محاولة لكشف القرائن التي تكمن وراء هذه العمليات. إن المادة المتاحة لنا عن الاكتساب إنما هي من ثمرات البحوث الغربية، ولم يسهم الدرس العربي بجهد حقيقي يمكن أن يتصف بصفة «العلم»، ومن ثم فإن كل المعايير التي يستخدمها بعض الباحثين في كتاباتهم لا تنبع في الحقيقة من بحوث عربية. إن قضية «الاكتساب اللغوي» بما تنطوي عليه من اعتبارات عصبية، ونفسية، وحركية، ومعرفية، ووجدانية،ولغوية تفرض إعادة صياغة الفكر العربي نحو «التكامل» العلمي، وآمل أن يكون هذا المنتدى مناسبة لوضع الناس أمام الحقائق الموضوعية عن العربية ومستقبل تعليمها.