* وهنا يظهر ما تقدَّم بيانه من كلام شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله، من منع الأئمَّة استعمال لفظ الحدوث وتكفير من قال به؛ لأجل اصطلاح الجهمية به على الخَلقيَّة.
* إذ من قال إنَّ الله حدثت له الصفة بعد أن كان معطَّـلًا منها، فمؤدَّى كلامه أنَّ هذه الصفة خُلِقت فيه؛ لأنَّ المخلوق هو الذي وُجِد بعد عدم.
* ومن هنا فمَن قال: إنَّ الله لم يتكلَّم (مطلقًا) ثم حَدَث له الكلام فإنَّه يزعم أنَّه خلق فيه شيءٌ، والعياذ بالله، وهو معنى كلام أبي ثور.
* ومن زعم هذا فإنَّ مؤدَّى كلامه أنَّ الله مخلوق؛ لأنَّ صفاته مخلوقة، ومن كانت صفاته مخلوقة (وُجِدَت بعد أن لم تكن) فذاته مخلوقة. وهو معنى كلام ابن بطَّة.