السلام عليكن أخواتي الفاضلات:
وفقكن الله لكل خير، وبعد:
فهذه فائدةٌ طريفةٌ ظريفةٌ حول أحاديث الأربعين النووية، ليست من عالمٍ محققٍ، ولا داعيةٍ متألقٍ، ولا طالب علم متمكنٍ، وإنما هي من رجلٍ عاميٍّ محبٍ للعلم وأهله..
ذكر ذلك أحد العلماء الأفاضل الذين يدرسون في بعض الجامعات الإسلامية، عندما دخل على طلاب السنة الأولى في بداية الفصل الدراسي، وبعد حوارٍ وديِّ معهم تبين أن أكثرهم لا يحفظون الأربعين النووية؛ فنصحهم وحثهم على حفظها حثاً شديداً، ثم أضاف بابتسامةٍ لطيفةٍ قائلاً: دعوني أقصُّ عليكم قصةً طريفةً وقعت لي تبين لكم أهمية هذه الأحاديث!
ثم قال: في أحد الأيام وعندما كنتُ في المسجد الذي بجوار بيتي؛ اجتمع إليَّ جماعة المسجد، وفيهم من كبار السن وغيرهم، وطلبوا أن أعقد لهم درساً يفقهون به شيئاً من أمر ربهم؛ فبعد تفكيرٍ وتقديرٍ، واستخارةٍ واستشارةٍ؛ عقدتُ العزم على تدريس أحاديث الأربعين النووية لهم، واشترطتُ عليهم شرطينِ هما: المواظبة والحضور، وحفظ الأحاديث، واتفقتُ معهم على مدارسةِ حديثٍ واحدٍ كل يومٍ، على أن أوزعهُ عليهم قبل ذلك، ويقوموا بحفظه وتسميعه، ثم نتدارسه.
وبدأنا بذلك بحمد الله تعالى، وبعد يومين رآنا أحد العمَّال من إحدى الجنسيات العربية مجتمعين؛ فأقبل علينا، وطلب الانضمام إلينا، فعرفناه بالشروط فوافق، وواظب، وأظهر الحرص.
واستمرت الدروس على ذلك المنوال حتى اقتربنا على النهاية ولم يتبق غيرُ يومين على الختام؛ قال الشيخ: فجاءني ذلك العامل الحريص، وقال لي: يا شيخ! قد اكتشفت شيئاً عجيباً!!
فسألتهُ: وما هو؟
قال: اكتشفتُ أنني أصبحتُ عالماً!!
قال الشيخ: فابتسمتُ وقلتُ له: وكيف ذاك؟
قال: من الأحاديث التي حفظتنا إياها؛ فإنني ما عرضت لي في الأيام السابقة أي مشكلةٍ أو مسألةٍ شرعيةٍ إلا وجدتُ جوابها في هذه الأحاديث!!
وهنا انقطع ما وصلني من حديث الشيخ، وقد انتهى المقصود وذلك أن الشيخ بيَّنَ لطلابه أهمية أحاديث الأربعين النووية.
الاثنين 22/شعبان/ 1434هـ
1/تموز (يوليو)/ 2013م