ترجمة موجزة لشيخنا محدث العراقيين المسند الشريف صبحي بن السيد جاسم البدري الحسيني السامرائي من كتاب نعمة المنان في أسانيد شيخنا أبي عبد الرحمن لشيخنا أبي الطيب محمد بن غازي بن داود القرشي البغدادي
اسمه ونسبه:
هو أبو عبد الرحمن السيد صبحي بن السيد جاسم (ولادته في سامرّاء
عام 1898م) ابن حُمّيِّد بن حمد بن صالح بن مصطفى بن حسن بن عثمان
ابن دولة بن محمد بن بدري بن عرموش بن علي بن عيد بن بدري بن بدر الدين ابن خليل بن حسين بن عبد الله بن إبراهيم الأواه بن الشريف يحيى عز الدين
ابن شريف بن بشير ابن ماجد بن عطية بن يعلى بن دويد بن ماجد بن عبد الرحمن ابن قاسم بن الشريف إدريس بن جعفر الزكي بن علي الهادي بن محمد الجواد
ابن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي
زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب وفاطمة بنت
رسول الله صلى الله عليه وآله وأزواجه وذرياته وسلم تسليماً كثيراً.
وأمه: بنت عبد الكريم (ولادتها ببغداد عام 1910م) ابن حافظ بن محمد
ابن حسن بن عسّاف بن حسين بن بدر المثنى بن بدري.
فهو شريف النسب، هاشمي الأب والأم.
ولادته:
ولد ببغداد في محلة العاجلين قرب محلة العمّار جانب الرصافة ببغداد عام 1936م.
نشأته:
بدأ دراسته في الكتاتيب، حيث كانت من عادة البغادِدة إرسال أبناءهم إليها لتحفيظهم القرآن الكريم، ثم أتم الدراسة الابتدائية والمتوسطة، وكان يرتاد المساجد، فمن مسجد العمار إلى مسجد السيد سلطان علي ، وبه تعرف على الشيخ المنلا كاظم الشيخلي -وهو تلميذ عبد القادر الخطيب- ودرس عليه مبادئ التجويد، وكان الشيخ كاظم حنفي المذهب، وكان يدرسه الفقه الحنفي، ثم يسّر الله له صاحب سُنّة وعلم وهداية ألا وهو الشيخ عبد الكريم أبو الصاعقة، وكما قال الإمام الثوري: "إن من سعادة الحدث والأعجمي أن يوفقه الله لصاحب سنة"، ومن شيخ إلى شيخ ومن مسجد إلى مسجد، كما قيل "كفراشة تجمع رحيق النبوّة
سمته وأخلاقه:
هو في الكرم والجود المقدم فهو كريم النفس يجود بعلمه وبمكتبته وبماله لطلاب حديث المصطفى
أما جوده بعلمه فلا نراه يكل أو يمل من الدروس التي تشغل أسبوعه في بيوت الله.
وإني لمست أن طلابه اكثر ملازمة به من أبنائه حرصا منه على أداء
ما اكتسب وحمل
وأما جوده بمكتبته فليس أحد في العراق بل في غيرها من الأمصار ممن يشتغل في الحديث النبوي رواية أو دراية إلا ولشيخنا له في رقبته منة وفضل بعد فضل الله ذلك أن مكتبته هي الوحيدة في العراق جمعت نفائس المصورات من المخطوطات من مكتبات العالم فمن الظاهرية إلى مكتبات تركيا إلى دار الكتب المصرية إلى المغرب إلى برلين إلى جستربتي إلى برنستون، ناهيك عن مخطوطات الأوقاف ببغداد ومخطوطات الرافضة بالنجف وغيرها من المكتبات وغالب المخطوطات مفهرسة من الشيخ وله تعليقات وتنبيهات تدل على صبره وحرصه في تحصيله العلم.
كما إن مكتبته جمعت درر المطبوعات في الحديث و الفقه والأصول والنحو و العقائد والتفسير والتاريخ والأدب وله مصورات من انفس كتب الأنساب.
بل تستطيع القول أن داره مكتبة عامة يقصدها كل دارس وباحث.
وكيف لا يجود بماله وجده أجود الناس وكان أجود بالخير من الريح المرسلة وشيخنا حفيده نسبا وإسنادا.
وكان يسعى لأهل الخير وينفق على طلبة العلم من ماله ويتصدق على اكثر من بيت سرا و علانية.
وهو في التواضع مع أهل العلم المقدم فقد كان الداخل في درس الجمعة يسال ونحن حول شيخنا من منكم الشيخ صبحي ولا يعرفه من بين الجالسين.
وهو من هو في محبة السنة ونشرها والذود عنها قدر استطاعته حفظه الله.
هو المحب لسنة أبي القاسم واعلم ان اكثر وعظ شيخنا حفظه الله في وجوب اتباع السنة و التمسك بها والذود عنها ونبذ ما سواها.
ساهم الشيخ حفظه الله في نشر كثير من المخطوطات الحديثية كما ساهم في تحقيق وتصنيف أكثر من خمس وأربعين كتاباً من مهمات علوم الحديث، وله أيدٍ على المحققين أكثرهم، فكثيراً ما نفتح كتاباً ونجد الشكر ينصرف لشيخنا بعد حمد الله.
وفي الذود عن السنة: فلعل الصفة البارزة للشيخ كونه شديد الغضب لله ، ما أن يسمع كلمة طاعنٍ حتى يصير كأنه منذر حرب، وكنا نتجنب أن نذكر الرافضة في الدرس لأنهم ما ذكروا إلا وضاع الدرس بالرد على الرافضة من الشيخ بفورة من غضب.
قال عنه الشيخ ابن باز رحمه الله (هو من بقايا أهل الحديث في العراق)وقال شيخنا عدنان الأمين: "هو أشبه بالإمام مالك خلقةً وأشبه بشيخنا أبي الصاعقة خُلُقاً".
وما إن يسمع شبهة كوثرية إلا وردها بردٍّ علمي رصين، فأعداء الشيخ باختصار هم متعصبة من أهل أهواء
فالله أسأل أن يجازي شيخنا خير الجزاء وأن يرزقه السداد في العلم والعمل، وأن يلهمه العمل الصالح والمداومة عليه، وأن يحشره وإيانا في زمرة أهل الأثر وأن يعفو عنه ويتغمده برحمته .