قال القرطبي في تفسيره (3/255) :" قوله تعالى: (كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً)
الفئة: الجماعة من الناس والقطعة منهم، من فأوت رأسه بالسيف وفأيته أي قطعته.
وفى قولهم رضى الله عنهم:" كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ" الآية، تحريض على القتال واستشعار للصبر واقتداء بمن صدق ربه.
قلت: هكذا يجب علينا نحن أن نفعل؟ لكن الأعمال القبيحة والنيات الفاسدة منعت من ذلك حتى ينكسر العدد الكبير منا قدام اليسير من العدو كما شاهدناه غير مرة، وذلك بما كسبت أيدينا!
أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:" هل ترزقون وتنصرون إلا بضعفائكم".
فالأعمال فاسدة والضعفاء مهملون والصبر قليل والاعتماد ضعيف والتقوى زائلة!.
قال الله تعالى" :اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ " وقال:" وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا " وقال:" إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ " وقال:" وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ " وقال:" إِذا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ".
فهذه أسباب النصر وشروطه وهى معدومة عندنا غير موجودة
فينا، فإنا لله وإنا إليه راجعون على ما أصابنا وحل بنا! بل لم يبق من الإسلام إلا ذكره، ولا من الدين إلا رسمه لظهور الفساد ولكثرة الطغيان وقلة الرشاد حتى استولى العدو شرقا وغربا برا وبحرا، وعمت الفتن وعظمت المحن ولا عاصم إلا من رحم "
فكيف بزماننا؟!