تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: حقيقة : نسبية الحقيقة ..!

  1. Post حقيقة : نسبية الحقيقة ..!

    عبد الله بن سعيد الشهري
    كل عبارة تعود على نفسها بالإبطال فهي باطلة. ويدخل في عموم هذه القاعدة مذهب النسبية



    يقول الأخ السائل : كيف نرد على دعاة القول بنسبية الحقيقة ، ومرادهم التوصل بذلك إلى دعوى إبطال أن الإسلام حق !؟

    بداية يستحسن أن نقدم بقاعدة عامة، وهي: كل عبارة تعود على نفسها بالإبطال فهي باطلة. ويدخل في عموم هذه القاعدة مذهب النسبية، فإنه مذهب يقرر تقريرات تعود على ذات المذهب بالإبطال. كيف هذا؟

    الجواب أن مذهب النسبية عندما ينص على أن الحق متعدد وأن كل حق( يراه كل قوم) : مشروعٌ لا يمتاز بعضهم عن بعض بمزيد مشروعية ومصداقية في الحق الذي يرونه، أقول مذهب النسبية عندما بنص على هذا فهو يصدر أو يطلق حكماً وجودياً عاماً (ontological assertion/judgment) وهو بتصرفه هذا يفتقر إلى ما يمنح مقالته المشروعية أو يمنحها حق التعميم، وبذلك يقع في مفارقتين:

    (1) إبطال مذهبه لأن إصدار أحكام أو تقريرات وجودية عامة يخالف أصل فكرة النسبية ويناكفها، فالنسبية في أصل وضعها تتمنّع على نزعة الإيمان بوجود أحكام مطلقة أو ما في حكمها.

    (2) إثبات حاجة المذهب النسبي لما يبرر مشروعيته، لا سيما وأن المذهب النسبي أساساً نشأ بناء على استقراء من قبل روّداه ورموزه، فإنهم لم يقولوا بالنسبية إلا بعد أن أعياهم البحث عن الحق، وهذا مما يدلل على أن المذهب النسبي في أصله نتيجة عجز جماعة من البشر عن الوصول للحق أو الاستدلال عليه، وعجز قوم ليس بحجة على قوم آخرين، فضلاً عن أن يكون حجة لازمة على البشرية.



    بناء على ما سبق نقول: مذهب النسبية يحمل في ذاته دليل بطلانه، ناهيك عن قلة فائدته إن لم نقل عدمها في الخطاب الفلسفي والعلمي والديني على حد سواء، ولذلك يقول براندان ولسون: "النسبية كلمة يصح أن يقال فيها أنها أقل الكلمات فائدة في الفلسفة". وبالتالي لاحجة لأحد في توظيف النسبية في إبطال أي دين من الأديان فضلاً عن الإسلام، ولا يكون الإبطال إلا بالدليل والحجة والبرهان أو أي سلطان صالح من معقول أو منقول أو حس أو غير ذلك من القرائن والشواهد التي لا تكاد تتناهى.

    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    المشاركات
    360

    افتراضي رد: حقيقة : نسبية الحقيقة ..!

    قال تعالى:
    {فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ }يونس32

    الآية تدحض مزاعمهم في نسبية الحقيقة بصورة حجاجية منيفة لا يعارضها إلا مكابر:
    اشتملت الآية على أمرين:
    -التنبيه على وجود حقيقة واحدة أجمع عليها العقلاء إلا من كابر منهم.
    -تكذيب مذهب " نسبية المعرفة" نهائيا ودحضه ..فإما أن يتناقض مدعي النسبية و إما أن يتخلى عن باطله...
    بيان ذلك :
    صاحب مذهب النسبية يدعي أنه لا حقيقة مطلقة أبدا وكل حقيقة هي بالضرورة تاريخية، يعني تنشأ لظروف ثم تختفي لظروف أخرى ،ولا يمكن للحقيقة أن تخرج عن التاريخ فتكون حقيقة في كل زمان ومكان...هذا المذهب شبيه ببيت العنكبوت فحصاة صغيرة تخربه ..يكفي أن نبرهن له عن وجود حقيقة واحدة مطلقة ليصبح مذهبه متهافتا..
    فيقال لبعض الإسلاميين الذين يقولون بنسبية المعرفة:هل الله حق أم باطل؟أم هو حق من وجه وباطل من وجه؟أم هوحق في عصر وباطل في عصر آخر؟
    الجواب على السؤال حاسم جدا:
    فلا فرصة للتلاعب بالأفكار أو العبث بالكلمات.
    هو الكفر أو الإسلام ولا جواب غير ذلك أبدا...
    فإن أقر أن الله حق، وأن عبادته حق في السماء والأرض، وفي الماضي والمستقبل فقد أقر بوجود حقيقة مطلقة وانهار مذهبه لأنه لا يمكن أن يجمع في مذهبه بين الثبات والتغير ..
    فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ...
    القرآن ينفي "المنطقة الرمادية"ويؤسس ثنائية حادة:إما حق وإما باطل...أما شيء حق وباطل في آن واحد، أو لا حق ولا باطل فهذا لا يوجد..
    أقول لا يوجد احترازا من الظهور...فقد يظهرللمرء الشيء حقا وباطلا في آن واحد، وهذا ما يسمى بالاشتباه وليس معدودا من نسبية المعرفة في شيء...ولسان حال المرء يقول:
    نعم اختلط علي الحق والباطل ولكن بالتأكيد هنا حق أو باطل عرفه من عرفه وجهله من جهله...
    خلاصة المسألة:
    -الحقائق مطلقة مثل وجود الله واستحقاقه للعبادة ووجود نفس من يقول بالنسبية .-من المضحك جدا أن يدعي النسبي أنه هو نفسه نسبي لأنه عندما قال"أنا"فقد جعل كل ما عداه لا-أنا فكيف تجوز النسبية هنا!-
    -وجود الحقائق لا يعني معرفتها فقد يخفيها اتباع الهوى أو كسل الذهن أو تقليد الآباء أو دقة الحقيقة في ذاتها...واختلاف الناس فيها خطأ حقا، ولا ينبغي اتخاذ هذا الخطأ مذهبا يأتي على الأخضر واليابس فنزعم أن تعدد أخطاء الناس دليل على تعدد الحقيقة نفسها...
    ولنتذكر دائما الجغرافية المعرفية القرآنية:إما أن تكون في إقليم الحق أو في أقاليم الباطل.
    فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ ..
    هذه أيضا حقيقة مطلقة!

    قضي الأمر إلى الأبد.!!

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •