واجه بالآيات والأحاديث الواقع ... وحطم بهما الباطل.

ـ عندما يرى المرء منا شيئا ينكره أو معروفا يتركه الناس ... فمثلا يرى الرشوة في العمل وقضاء المصالح بها ، أو يرى الناس لا يقبلون على الصلاة في المسجد أو يرى التدخين قد عمّ أو ... عندما يرى كل ذلك ... سرعان ما يذهب إلى المسجد ويتلوا على الناس بعد الصلاة محاضرة عظيمة جدا بها الآيات والأحاديث بشأن ما سبق وفي النهاية يقول لهم: علينا وعلينا وعلينا ...
وهذا جيد ولا بد منه ... ولكن فعله هذا في الحقيقة هروب من الواقع وعدم القدرة على المواجهة بما معه من العلم تجاه ترك المعروف أو فعل المنكر ...
نعم بإمكانك إعطاء تارك المعروف أو فاعل المنكر رسالة بداخلها ما تريده ... ثم بعد فترة رسالة أخرى ثم بعد فترة كلمه ... وهكذا ...

أما أن نرى المنكر فاشيا في المجتمع والمعروف لا يقبل عليه المجتمع .. وندخل المساجد ونتكلم ونصيح ونفصل وندقق ... وفي النهاية نقول: علينا وعلينا فهذا فصل بين الآيات والأحاديث وبين الواقع ...
وما أنزل الله تعالى الآيات ، ولا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الأحاديث إلا للنزول بها وتطبيقها على الواقع ... فالخطأ يأتي منا في أسلوب عرضنا لها وليس الخطأ في الآيات والأحاديث ، على أننا نقوّم خطأنا بعد ذلك بأسوب آخر في العرض ... على أن العمل البشري غير معصوم من الخطأ...
فلنواجه بالآيات والأحاديث الواقع ... لنحطم بهما الباطل.