تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الصيام حكمه معناه الحكمة منه

  1. #1

    افتراضي الصيام حكمه معناه الحكمة منه

    الصيام حكمه
    معناه
    الحكمة منه



    حكم الصيام:

    وحكم الصيام ركن من أركان الإسلام إجماعاً،دل عليه الكتاب والسنة والإجماع أما الكتاب فقوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة:183].
    وأما السنة فقوله -عليه الصلاة والسلام- كما في حديث عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-:"بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان". أما الإجماع:فقد أجمع المسلمون على وجوب صيام رمضان على المقيم الصحيح القادر.

    وركناه هما:

    أ) النية.

    ب) الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غياب قرص الشمس تعبدا لله تعالى.

    معناه:
    من المعلوم المستفيض عند العباد أن الصوم هو الإمساك عن الأكل والشرب والجماع ويغيب عنهم معناً أعظم من ذلك وأبعد هو الغاية الحقيقية من هذه العبادة العظيمة قال الحافظ ابن حجر _رحمه الله_:نقل بن العربي عن بعض الزهاد أن الصوم على أربعة أنواع:

    1- صيام العوام:وهو الصوم عن الأكل والشرب والجماع.

    2- وصيام خواص العوام:وهو هذا مع اجتناب المحرمات من قول أو فعل.

    3- وصيام الخواص:وهو الصوم عن غير ذكر الله وعبادته.

    4- وصيام خواص الخواص:وهو الصوم عن غير الله فلا فطر لهم إلى يوم القيامة، وهذا مقام عالٍ"( 1).


    وقال ابن الجوزي _رحمه الله تعالى_ وَالصَّوْم ثَلَاثَة:

    * صَوْم الرّوح وَهُوَ قصر الأمل.

    * وَصَوْم الْعقل وَهُوَ مُخَالفَة الْهوى.

    * وَصَوْم الْجَوَارِح وَهُوَ الْإِمْسَاك عَن الطَّعَام وَالشرَاب وَالْجِمَاع.
    يَا أخي من صَامَ عَن الطَّعَام وَالشرَاب فصومه عَادَة.
    وَمن صَامَ عَن الرِّبَا وَالْحرَام وَأفْطر على الْحَلَال من الطَّعَام فصومه عدَّة وَعبادَة.
    وَمن صَامَ عَن الذُّنُوب والعصيان وَأفْطر على طَاعَة الرَّحْمَن فَهُوَ صَائِم رَضِي.
    وَمن صَامَ عَن القبائح وَأفْطر على التَّوْبَة لعلام الغيوب فَهُوَ صَائِم تَقِيّ.
    وَمن صَامَ عَن الْغَيْبَة والبهتان وَأفْطر على تِلَاوَة الْقُرْآن فَهُوَ صَائِم رشيد.
    وَمن صَامَ عَن الْمُنكر والإغيار وَأفْطر على الفكرة وَالِاعْتِبَار فَهُوَ صَائِم سعيد.
    وَمن صَامَ عَن الرِّيَاء والانتقاص وَأفْطر على التَّوَاضُع وَالْإِخْلَاص فَهُوَ صَائِم سَالم.
    وَمن صَامَ على خلاف النَّفس والهوى وَأفْطر على الشُّكْر وَالرِّضَا فَهُوَ صَائِم غَانِم. وَمن صَامَ عَن قَبِيح أَفعاله وَأفْطر على تَقْصِير آماله فَهُوَ صَائِم مشَاهد.
    وَمن صَامَ عَن طول أمله وَأفْطر على تقريب أَجله فَهُوَ صَائِم زاهد(2 ).

    الحكمة منه:
    ينبغي للمسلم أن يعلم قبل كل شيء:أن صيام شهر رمضان عبادة فرضها الله تعالى. ومعنى كونها عبادة:أن يقوم المسلم بأدائها استجابة لأمر الله تعالى،وقياماً بحق العبودية له، بقطع النظر عن أي نتيجة يمكن أن تنتج عن عبادة الصوم. فإذا فعل المسلم ذلك، فلا مانع أن يتطلع بعدئذ إلى الحكم والأسرار الإلهية الكامنة في تلك العبادة، من صيام وغيره، ومما لا شك فيه أن أحكام الله تعالى كلها قائمة على حكم وأسرار وفوائد للعباد، ولكن لا يشترط أن يكون العباد على علم بها. ومما لا شك فيه أيضاً أن للصوم حكماً وفوائد كثيرة قد يطلع العباد على بعضها. ويبقى الكثير منها خافياً عليهم. قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}. يخبر تعالى بما منَّ به على عباده، بأنه فرض عليهم الصيام، كما فرضه على الأمم السابقة، لأنه من الشرائع والأوامر التي هي مصلحة للخلق في كل زمان. وفيه تنشيط لهذه الأمة، بأنه ينبغي لكم أن تنافسوا غيركم في تكميل الأعمال، والمسارعة إلى صالح الخصال، وأنه ليس من الأمور الثقيلة، التي اختصيتم بها. ثم ذكر تعالى حكمته في مشروعية الصيام فقال:{لَعَلَّكُم ْ تَتَّقُونَ}. فإن الصيام من أكبر أسباب التقوى، لأن فيه امتثال أمر الله واجتناب نهيه. فمما اشتمل عليه من التقوى:

    • أن الصائم يترك ما حرم الله عليه من الأكل والشرب والجماع ونحوها، التي تميل إليها نفسه، متقربا بذلك إلى الله، راجيا بتركها، ثوابه، فهذا من التقوى.

    • ومنها:أن الصائم يدرب نفسه على مراقبة الله تعالى، فيترك ما تهوى نفسه، مع قدرته عليه، لعلمه باطلاع الله عليه.

    • ومنها:أن الصيام يضيق مجاري الشيطان، فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم، فبالصيام، يضعف نفوذه، وتقل منه المعاصي.

    • ومنها:أن الصائم في الغالب، تكثر طاعته، والطاعات من خصال التقوى.

    • ومنها:أن الغني إذا ذاق ألم الجوع، أوجب له ذلك، مواساة الفقراء المعدمين، وهذا من خصال التقوى.

    • تطهير النفس وتهذيبها وتزكيتها من الأخلاق السيئة،والصفات الذميمة كالأشر والبطر والبخل، وتعويدها الأخلاق الكريمة كالصبر، والحلم، والجود، والكرم، ومجاهدة النفس فيما يرضي الله ويقرب لديه.

    • إن الصيام من شأنه أن يوقظ قلب المؤمن لمراقبة الله عز وجل، ذلك لأن الصائم ما إن يستدبر جزءاً من نهاره حتى يحس بالجوع والعطش، وتهفو نفسه إلى الطعام والشراب،لكن شعوره بأنه صائم يحول دون تحقيقه لرغبات نفسه، تحقيقاً لأمر الله عز وجل،ومن خلال هذا التدافع يستيقظ القلب،وينمو فيه شعور المراقبة لله تعالى، ويظل على ذكر لربوبيته وعظيم سلطانه، كما يظل متنبهاً إلى أنه عبد خاضع لحكم الله تعالى، ومنقاد لإرادته.

    • إن شهر رمضان شهر قدسي بين أشهر السنة كلها، يريد الله_عز وجل_ من عباده أن يملؤوه بالطاعات والقربات،ويحققو ا فيه أسمى معاني عبوديتهم لله سبحانه وتعالى، وهيهات أن يتحقق ذلك أمام موائد الطعام، وفي مجالس الشراب، وبعد امتلاء المعدة، وتصاعد أبخرة الطعام إلى الفكر والدماغ، فكان في شريعة صيام هذا الشهر أيسر سبيل للقيام بحقه، وأداء واجب العبودية فيه.

    • إن استمرار حالة الشبع في حياة المسلم من شأنه أن يغمر مشاعره بأسباب القسوة، وينمي في نفسه عوامل الطغيان، وكلاهما مما يتنافي مع شأن المسلم، فكان في شريعة الصيام ما يهذب نفس المسلم، ويرهف مشاعره.

    • إن من أهم المبادئ التي ينهض عليها المجتمع الإسلامي تراحم المسلمين وتعاطفهم، وهيهات أن يرحم الغني الفقير رحمة صادقة من غير أن يتخلله شعور بآلام الفقر وشدته،ومرارة الجوع وضراوته. وشهر الصيام خير ما يكسب الغني شعور الفقير، ويجعله يعيش معه في آلامه وحرمانه، ومن ثم كان الصوم خير ما يثير في نفس الأغنياء دوافع العطف والرحمة والمواساة(2 ).


    أعدها
    ابوعبد الله البصري
    عفى الله عنه
    1434هـ








    __________________
    ( 1) فتح الباري (4/131-133).
    ( 2) بستان الواعظين ورياض السامعين: (ص 316، 317) . لابن الجوزي رحمه الله تعالى.
    ( 3) انظر تفسير العلامة السعدي: (ص ),وشرح الزاد للخضير: (ج1_ص15), والفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي _رحمه الله تعالى_: (ج2_ص72).

    للباطل صولة عند غفلة أهل الحق

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    128

    افتراضي رد: الصيام حكمه معناه الحكمة منه

    جزاك الله خيرا ، وزادك علما ، وحرصا ، وفهما .
    بسم الله الرحمن الرحيم
    وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ

  3. #3

    افتراضي رد: الصيام حكمه معناه الحكمة منه

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صهيب الجواري مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرا ، وزادك علما ، وحرصا ، وفهما .
    وجزاك مثله وبارك الله فيك على حسن دعائك.
    بوركت.

    للباطل صولة عند غفلة أهل الحق

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •