تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: الرعاية العمرية للآثار النبوية

  1. Post الرعاية العمرية للآثار النبوية

    الرعاية العمرية للآثار النبوية

    أما حديث عمر في قطع شجرة الرضوان فلا تثبت بمثله الأحكام، فهو من رواية نافع عن عمر رضي الله عنه وهو لم يدرك عمر:
    أولاً-فهو ضعيف الإسناد لانقطاعه، وله أسانيد أخرى معضلة ولذا ضعفه الألباني في تحذير الساجد.

    ثانياً-هو مخالف لما ثبت في شأن الشجرة أنها فقدت في السنة التالية لبيعة الرضوان إما لاجتحاف السيل لها، أو لاشتباهها مع غيرها من الأشجار فلم يستطع أحد تعيينها.

    ثالثاً: ولمخالفته للثابت عن عمر من رعايته للآثار النبوية:
    أ- فهو الذي قال لرسول الله لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى فأنزل الله : { وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة : 125].

    ب- وهو الذي طلب العنزة (حربة صغيرة) التي أعطاها النبي للزبير ثم أعطاها الزبير للنبي فكانت عنده ثم عند أبي بكر بعده، ثم طلبها عمر فكانت عنده
    ج- وطلب القضيب الذي كان رسول الله يسوي به الصفوف وكان في قبلة المسجد فلما فقده طلبه فوجده عند بني عمرو بن عوف فرده إلى مكانه.
    د ـ واقتلع ميزاب العباس الذي كان شارعاً على المسجد فلما علم أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي وضعه أقسم أن يعاد على ظهره.
    هـ - وعاش عمر في المدينة خليفةً عشر سنين وهي زاخرة بآثار النبوة فما طمس شيئاً منها ولا أزاله.و- ثم كان آخر وأعظم تتبع لأثر النبي فعله عمر حين طلب أن يدفن في حجرة المصطفى وعند قبره، وما فرح بشيء قبل وفاته فرحه بإذن عائشة له بذلك، فدفن في بيت النبي، ولم يدفن في البقيع مع بقية المسلمين، وهو بهذا حقيق رضي الله عنه.

    رابعاً: ولمخالفة رواية قطع الشجرة ما روي عن آل عمر بن الخطاب من رعاية وتتبع للآثار النبوية وقد ثبت ذلك عن ابنه عبد الله وحفيده سالم وسبطه عمر بن عبد العزيز.
    وكل ذلك يضعف هذه الرواية ويعل سندها ومتنها.- على أن هناك تأويلاً لخبر عمر، وهو أنه أمر بقطع الشجرة لأنها ليست شجرة الرضوان التي عميت على الناس بعد سنة واحدة من البيعة ، إذاً فكيف عرفها هؤلاء، ولكنهم توهموها .
    ولذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( أمر عمر بقطع الشجرة التيتوهموا أن النبي صلى الله عليه وسلم بايع تحتها ).
    -وبعد فهذه آثار النبوة تحفظ وتصان ، وليست آثار الوثنية لتدمر وتزال.- رعاية الأماكن النبوية والحفاوة بها واستنطاقها لا يلزم منه القول بالتبرك، كما أن القول بعدم التبرك بها لا يلزم منه المحو والإزالة والطمس.

    -وسئل الإمام أحمد عن الرجل يأتي هذه المشاهد التي بالمدينة، وغيرها؟ فقال: أما على حديث ابن عمر رضي الله عنه: كان يتتبع مواضع سير النبي صلى الله عليه وسلم، حتى رئي أنه يصب في موضع ماء، فيسأل عن ذلك. فقال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصب هاهنا ماء، قال: أما على هذا فلا بأس، ورخص فيه.

    -الآثار النبوية لا تتحمل مسؤولية جهل الجاهلين، ولكن نتحملها نحن، فإذا كان ثمة جهل يمارس عندها فينبغي ألا يتخلى أهل العلم عن مسؤوليتهم في التعليم والدعوة ليضحوا ببقاء هذه الآثار التي لم يفرط بها جيل من أجيال المسلمين ولا عالم من علمائهم .

    - والمؤلم أن تزال هذه الآثار ليس لوجود منكرات ظاهرة لا تزول إلا بزوالها، ولكن لأسباب تجارية مادية بحتة.
    ولو سمعت رواية السبب الحقيقي لإزالة ثنية الوداع لشعرت أنك تتجرع السم وأنت تسمع الخبر.

    - ولو سألت عن مسجد بني زريق الذي كان قائماً في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وجعله أمداً لسباق الخيل التي لم تُضَمر، وبقي إلى يومنا هذا لقيل لك إنه أزيل لا لمنكر وقع فيه ولكن لأن برجاً تجارياً جثم عليه.

    - وآثار النبي صلى الله عليه وسلم تتعلق بها مشاعر مليار مسلم بعلمائهم وعامتهم، ولا يمكن أن نفتات على تراث تعاقب العلماء جيلاً إثر جيل على رعايته وحفظه منذ 1400 سنة، وتعلقت بها مشاعر المسلمين عامتهم وخاصتهم، وشخصت إليها أبصارهم في مشارق الأرض ومغاربها، ثم نزيلها ونطمس معالمها باجتهاد خاص لبعضنا.

    - إن هناك آثار لا يجوز هدمها باتفاق، مثل الكعبة ومقام إبراهيم و.. وهذا يدل على أن وجود الآثار النبوية لا يلزم منه الوصول للشرك.

    -إن الآثار نفسها يمكن أن تكون ذريعة للتوحيد ونشره وترسيخه في قلوب الزوار، إذا قررنا ذلك. والمفاهيم التي تقال في مثل هذه الآثار تبقى حية في قلوب الزائرين، لا تمحوها الأيام.

    - باب سد الذرائع للشرك جاء لمحاربة الغلو، فيجب هو الآخر أن يحافظ على اعتداله وألا يصل إلى غلو آخر (لا تغلو في دينكم). ويسعنا ما وسع أئمة الدين وسادة التوحيد خلال 1400 عام، ولا والله ما نحن بأعلم بالتوحيد وأخوف عليه منهم.

    - الهدم بالذات يجب أن نتريث فيه، لأنه لا يمكن تداركه فيما بعد. إن فيك لخصلتين يحبهما الله ورسوله الحلم والأناة.
    -بالله ماذا لو أبقينا هذه المعالم النبوية كما كانت باقية، وأقمنا عندها من أهل العلم والحلم من يتولى التعريف بسيرة النبي ودعوته من خلال مشاهد أحداثها، ماذا سيبقى في نفوس الملايين من أثر ودعوة وذكرى عظيمة معظمة لهذه البلاد وأهلها مع تعلم السنة والسيرة وتصحيح العقيدة والمسيرة.اللهم اهدنا فيمن هديت.اللهم اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.وسلام ربي ورحماته وبركاته عليكم أجمعون.
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    الدولة
    algerie
    المشاركات
    12

    افتراضي رد: الرعاية العمرية للآثار النبوية.

    رحم الله الفاروق ـ عمر بن الخطاب ـ ورضي عنه، وعن سائر صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    وجزاك الله خيرا على هذه الدراسة والتحقيق

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    10,732

    افتراضي

    جزاك الله خيرا
    لا إله إلا الله
    اللهم اغفر لي وارحمني ووالديّ وأهلي والمؤمنين والمؤمنات وآتنا الفردوس الأعلى

  4. افتراضي

    وجزاك أخي الحبيب رضا.
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •