الهداية نوعان:
النوع الأول: هداية التوفيق والإلهام والتسديد: وهذه مختصة بالله تعالى، لا يملكها أحد من المخلوقين، وقد خص بها سبحانه وتعالى عباده المؤمنين؛ بأن هداهم للإسلام، ووفقهم إلى طاعته.
وهذه الهداية هي المذكورة في قوله تعالى: (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء) القصص: 56.
وقوله تعالى: (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء) الأنعام: 126.
وقوله تعالى: (أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده) الأنعم: 90.
وقوله تعالى: (وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد) الحج: 24.
وقوله تعالى: (أولئك على هدى من ربهم) البقرة: 5.
وكما تقدم؛ فهذه الهداية مختصة بالله تعالى وحده؛ ولذلك فإن الله تعالى نفاها عن رسوله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء) القصص: 56.
وقال تعالى: (أفأنت تسمع الصم أو تهدي العمي ومن كان في ضلال مبين) الزخرف:40.
وقال تعالى: (إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل) النحل: 37.
وقال تعالى: (الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله) الأعراف: 43.
وأما النوع الثاني من الهداية: فهي هداية الدلالة، والدعوة، والإرشاد.
وهذه الهداية لله تعالى ولغيره من المرسلين والأنبياء والصالحين، ليرشدوا جميع البشر.
وهذه الهداية هي المذكورة في قوله تعالى: (وهديناه النجدين) البلد: 10؛ أي: بينا له طريق الخير وطريق الشر.
وقوله تعالى: (وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى) فصلت: 17.
وقوله تعالى: (هدى للمتقين) البقرة: 2.
وقوله تعالى: (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) الإسراء: 9؛ أي: أن القرآن يرشد إلى الطريق الأقوم الصحيح.
وقوله تعالى: (ولكل قوم هاد) الرعد: 7.
وقوله تعالى: (وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم) الشورى: 52.
وقوله تعالى: (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا) السجدة: 24.