الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
فهذا حوار افتراضي بين موحد وملحد حول ما قدمته الشريعة الإسلامية للبشرية وسيكون منطلق الحوار من الأمور المتفق عليها بين الموحد والملحد
لذا ستجد أن الموحد لم يذكر أهم ما أنعم به الله عز وجل على الناس وهو التوحيد وهو أعظم ما قيدمه المسلمون للناس إذ به يعيش الإنسان حياةً سويةً إذ أن التمرد على الفطرة هو أظهر أشكال الإختلال
والواقع أن الملحد في البداية ينبغي أن نقنعه بالإيمان بالله ولكني آثرت أن يكون الحوار معه إذ اننا إذا أقنعنا الملحد لن يصعب علينا إقناع غيره
والمتكلم على لسان الملحد هو أنا طبعاً وانا لم أكن ملحداً يوماً لذا ألا أتوقع أنني سأوفي المقام حقه ولكن سأسدد وأقارب
وإليك الحوار
قال الملحد : تزعمون أيها المسلمون أن شريعتكم صالحة لكل زمان ومكان وأنها فيها الخير كله فماذا قدمت هذه الشريعة للبشرية ؟
فأجاب الموحد : إيماننا بأنها الأصلح والأخير نابعٌ عن إيماننا بأنها الشريعة الإلهية التي أنزلها الله عز وجل علينا وهو العليم الحكيم
ونعتقد أن كل جزئية من جزئيات الشريعة فيها خير ونفعٌ للبشرية ولكني لن احاورك إلا بالمتفق عليه بيني وبيك
الملحد : هكذا ستريحني وليتك تلتزم بهذا
الموحد : لنبدأ إذن أتقر معي أن حفظ الأنفس البريئة من اعظم ما يقدم للبشرية
الملحد : بل اقول أنه الأعظم على الإطلاق
الموحد : جيد هذه ميزة من ميزات شريعتنا إذ فيها حفظٌ للأنفس البريئة ولذلك مظاهر عديدة
الأول تشريع القصاص
الملحد : كيف هذا والقصاص إفناء ؟
الموحد : القتل أنفى للقتل وأبلغ من هذا قوله تعالى (( ولكم في القصاص حياةٌ يا أولي الألباب )) فإن حروباً طاحنةً كانت تقوم بين العرب بسبب قتل هذا لذاك فيأتي ولي هذا ويحاول الإقتصاص فيقتل حتى يتطور الأمر إلى حرب طاحنة كما حدث في حرب البسوس المشهورة في تاريخ العرب
بل حرم الله عز وجل قتل غير القاتل قال تعالى (( وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً ))
ثم إننا نتكلم عن إفناء النفس البريئة لا الآثمة المستحقة
والمظهر الثاني تحريم قتل المسلم بغير حقٍ والأدلة على ذلك أظهر من أن تذكر وإذا نظرت في تاريخ العرب قديماً وتاريخ البدو قبل قرون قليلة لوجدت السلب والنهب والقتل بين القبائل منتشر أما الأوائل فلكفرهم وأما الأواخر فلانسلاخهم عن الدين
والشريعة الإسلامية عندما هؤلاء وأولئك انتهى كل ذلك
بل إن بعض الشرائع والعادات تحتم القتل على من لا يستحقه شرعاً كمثل قتل الزاية البكر عند البدو من قبل أخيها أو والدها والحق أن قتلها إثمٌ عظيم وافناءٌ لنفسٍ بغير حق
وليس هذا حكراً على العرب بل كلما دخل الإسلام ارضاً فعل فيها ما فعل بالعرب بين التأليف بين قلوب أهلها إذا كانوا متعادين وإزالة التشريعات المتشددة
وأذكر هنا أن ياقوتاً الحموي ذكر في معجم البلدان أن البلغار كانوا يقتلون الزاني واللوطي وقد تركوا هذا بعد خضوعهم للشريعة الإسلامية
الملحد : ولكن ....
الموحد : أرجو ألا تقاطعني حتى أنتهي من تقريري لهذه النقطة
الملحد : لك هذا
الموحد : ومن مظاهر القتل المنتشرة المحرمة في الشريعة الإسلامية الإجهاض بعد تخليق الطفل
وهذا يقودني إلى الكلام إلى المظهر الثالث من مظاهر الحفاظ على الأنفس البريئة
وهو تحريم الزنا إذ أن اكثر حالات الإجهاض إنما تتم إذا كان المولود غير شرعي أو أنه جاء على غير حسبانٍ من الوالدين إذ أن من يدخل علاقة غير شرعية لا يرغب بأن يربطه بها رابط بعد أن يقضي وطره
وليس المجتمع الإسلامي فقط من يستهجن فيه العلاقة المحرمة والإنجاب من خلالها بل إن معظم بقاع العالم كذلك
فحتى في الدول الأوربية التي ينتشر فيها الإنحلال يعير بعضهم البعض بقوله (( ابن الزانية )) ومن تمتهن البغاء عندهم لا ترغب أبداً بالأطفال لأنها تعيش على العلاقات المحرمة
وفي الإسلام لا نعاقب على الجريمة فقط بل نجفف ينابيعها فالزنا مثلاً في المجمتع الإسلامي الذي تطبق فيه الشريعة قد جفت ينابيعه
فالنساء مأمورات بالحجاب وعدم الخضوع بالقول
والرجال مأمورون بغض البصر
وغيرها من التشريعات
المظهر الرابع من مظاهر حفظ الأنفس البريئة في الإسلام تحريم الوأد والفرق بين هذا وسابقه أن الوأد يكون عادةً خوفاً من العار أو من الفقر
والعرب كانت تأد البنات قبل الإسلام حتى جاء أمر الله بالتحريم
ولك أن تتصور كانت طفلةً كانت ستوأد في الأربعة عشر قرناً السابقة لو لم ينعم الله علينا بهذا الدين
وليت المطلبين بحقوق المرأة يفطنون لهذا فإن الإسلام أنقذ حياة المرأة بعد أن كانت رخيصةً جداً فلو فرض عليها أن تكون طوال حياتها أمة لكان ذلك قليلاً في مقابل حفظ نفسها فما بالك وقد ضمن لها من الحقوق ما قد ضمن
الملحد : لا تخرج عن الموضوع
هل انتهيت
الموحد : أعتذر ولكنه استطراد ولم أنتهي بعد
المظهر الخامس من مظاهر حفظ الأنفس البريئة تحريم شرب الخمر
الملحد : عجيبة هذه
الموحد: هلا انتظرنتي حتى اكمل لك
الملحد : تفضل ولكن اعلم أنك أكثرت من الكلام
الموحد : ما دام الكلام في صلب الجواب عن سؤالك فليس لك ان تتذمر فأنت من ابتدأ الحوار وعوداً إلى موضوعنا
نعم الخمور من أسباب هلاك الأنفس وإليك البراهين
نشرت جريدة العالم اليوم في تاريخ 14/08/2007هذه الإحصائيات
في ألمانيا :
<25 مليار مارك حجم الإنفاق الطبي علي علاج الإدمان
<60 % من الحوادث القاتلة بسبب الخمور .
<16 % من مرضي المستشفيات بألمانيا من أثر الخمور .
في أمريكا :
<مائة ألف شخص يموتون سنويا بسبب الخمور .
< 71 بليون دولار حجم الخسائر بسبب نقص الإنتاج بسبب شرب الخمر في أمريكا
< 5/1 الأمريكيين يعانون من السمنة الشديدة بسبب الخمور .
في إنجلترا :
<200 ألف شخص يموتون سنويا بسبب الخمور .
< 2 بليون جنية إسترليني قيمة الخسائر بسبب نقص الإنتاج بسبب إدمان الخمور في بريطانيا
< ½ عدد الجرائم يقوم بها المخمورون .
< ثلث حوادث السيارات وثلثا حالات الانتحار و1/5 حالات الاعتداء الجنسي علي الأطفال بسبب الخمور
أرأيت لو كانت الشريعة الإسلامية تطبق في هذه البلدان أكان هذا سيحدث ؟
الملحد : هذه الدول عندها أديان
الموحد : بل هذه الدول بعيدة عن الدين أشد البعد والإنحلال فيها منتشر بدليل انتشار الزنا فيها باسم (الصداقة ) وغيرها من المسميات
ومن المعلوم أن أهل التوراة والإنجيل لا يقيمونها لذا لو سألت أي رجل من هذه الدول
ما عقوبة شارب الخمر في دينك ؟
لما أجابك بشيء
ثم إنك ملحد لا تقيم للأديان وزناً وأما إذا كنت تعترف بان لها أثر في تقويم سلوكيات الشعوب فاختر لنفسك واحداً منها وحارونا على أساس أنك من اهله
الملحد : ولكن إفناء الأنفس في الإسلام معروفٌ فعندك قتل الزاني المحصن والجهاد وغيرها
الموحد : الحوار حول محاسن الدين لا ما يعتبره أعداء من المثالب ومع ذلك سأجيب أما الزنا مع الإحصان فجريمة عظيمةٌ يستحق عليها الإفناء
وهذه الحدود تطهره من الإثم وهذا عند المسلمين اهم من الحياة نفسها
ونحن نتكلم عن الأنفس الطاهرة البريئة لا الأنفس الآثمة الخبيثة
ومثله بل أسوأ منه المرتد فهذه من أعظم الجرائم في شريعتنا ولما اتخذ بعض الأعداء الدين هزواً يدخلون فيه أياماً ظاهرياً ثم يزعمون أنهم ارتدوا اقتناعاً ولما يداخل الإسلام بشاشة قلوبهم وجدت هذه العقوبة لرد كيدهم عن هذا الدين العظيم
وأما الجهاد فهو نوعان
جهاد الدفع
وجهاد الطلب
أما جهاد الدفع فلا يعاتبنا عاقلٌ فيه وأما جهاد الطلب فهل كنت تعتقد أن هذه التشريعات السابقة التي ذكرناها كانت ستنفذ في المجتمع لولا جهاد الطلب
فالعملية في واقعها كمثل قطع المجذومة لحفظ بقية الجسد
وأقتنص الفرصة لأبين لك بعض أخلاقيات المسلمين في الجهاد
ففي الجهاد عند المسلمين يحرم قتل الأطفال _ إذا لم يضطر المسلمون لذلك _
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مخاطباً المجاهدين (( اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا )) رواه مسلم
وكذا حرم قتل النساء إذا تكن مقاتلة أو محرضة على القتال
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في امرأةٍ وجدها مقتولةً (( ما كانت هذه لتقاتل )) رواه أبو داود وصححه الدارقطني في الإلزامات والتتبع 113حيث ألزم به الشيخين وتعقبه الشيخ الوادعي بأنه ليس شرطهما وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (2/314)
وقاس بعض الفقهاء الشيخ الكبير الذي لا يقاتل على المرأة
وأما حديث (( اقتلوا شيوخ المشركين واستبقوا شرخهم )) عند أبي داود والترمذي فقد ضعفه جماعة من المحققين ولتحقيق فيه مقامٌ آخر إن شاء
قال عبدالله : هنا تنتهي الحلقة الأولى من هذا الحوار وأعتذر عن الإتمام اليوم فإنني أجد عناءً على الكتابة على لوحة المفاتيح فأنا أكتب بإصبعين فقط_ مع أنه عندي عشرة والحمد لله _ !!