عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ:، أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ: سَيْحَانُ , وَجَيْحَانُ , وَالنِّيلُ , وَالْفُرَاتُ
(صحيح مسلم 2839، وهذا اللفظ لأبي نعيم الأصبهاني في "صفة الجنة" (2/ 154)
وسأحاول جمع بعض المعلومات عنها، فأقول وبالله التوفيق:
1- (جيحون)
نهر جيحون من أكبر أنهار آسيا الوسطى، وجيحون التسمية العربية لهذا النهر، الذي كان قديماً يعرف باسم أكسوس Oxus، وحديثاً باسم «أموداريا»، وهو يقارب نهر سيحون (سيرداريا) بطوله، ولكن تصريفه يبلغ أكثر من ضعفي تصريف نهر سيحون.
ينبع نهر جيحون من الجبال العالية في طاجكستان وأفغانستان الشمالية، من ارتفاع 2900م تقريباً. ويبلغ النهر في مجراه الأعلى عقدة بامير متجهاً في بدايته غرباً، ومن ثم جنوباً، مكوناً حداً لها من الجنوب، ليتجه بعدها غرباً على طول الحدود الأفغانية ـ الطاجيكية. ولا يعرف النهر باسم جيحون إلا بعد أن يلتقي الرافد النهري «بيندذه» بالنهر القادم من الشمال المعروف باسم فاخش Vakhsh، الذي يكون بدايات النهر الرئيس الأولى.
وبعد أن يترك النهر الأراضي المرتفعة عند بلدة كيركي، ينحرف باتجاه الشمال الغربي، متدفقاً في واديه عبر صحراء واسعة من الأراضي المنخفضة الطورانية حتى مصبه في بحر آرال. ويشكل النهر في المنطقة المنخفضة حداً بين صحراء قره قوم في الغرب وصحراء قيزيل قوم في الشرق. دلتا النهر التي كوَّنها في منطقة صبيبه عبر تاريخه هي دلتا واسعة وطويلة، تقسم إلى قسمين: قسم علوي ويبدأ قبل مصبه بنحو 282كم، وقسم منخفض ويبدأ قبل المصب بنحو 160كم. وفي الدلتا المنخفضة يتشعب النهر إلى عدة فروع.
ويبلغ الطول الإجمالي للنهر من منبعه إلى مصبه نحو 2525كم، نصفه تقريباً في المنطقة الجبلية، وتبلغ مساحة حوضه نحو 461 ألف كم2. وكان النهر في العصور القديمة يتدفق إلى منخفض ساري ـ كاميش، وهو منخفض كبير جاف، موقعه إلى الغرب من الدلتا العليا، أما اليوم فينتهي في بحر آرال. وجزء من مياه المنخفض القديم كان يستجر في قناة أوزبوي غرباً إلى بحر قزوين، لينتهي فيه قرب سواحل مدينة كراسنوفودسك، وقد جفت القناة منذ 2000 سنة مضت تقريباً. ويقسم النهر هيدرولوجياً إلى وحدتين: الأولى تشكل منطقة التغذية، ممثلة في المنطقة الجبلية التي تصرف مياهها عبر مجموعة من الروافد. ومن أهم روافد النهر في الأراضي الطاجيكية هي: جونت وبارتنج وكيزيل صو وفاخش وكافيرنجن وسورخانداريا، أما رافداه الرئيسيان الجنوبيان من الأراضي الأفغانية فهما، كوكشا، كوندوز. و45% من منطقة التغذية تقع في أفغانستان التي تزوده بنحو ثلث مياهه. والوحدة الثانية هي منطقة التلاشي الممثلة في الأراضي الطورانية التي يعبرها دون أن يتلقى أي رافد، ويفقد من مياهه الكثير بالتبخر والتسرب والري. ويبلغ معدل التصريف السنوي للنهر من حوضه الأعلى نحو 64 مليون م3، تنخفض إلى نحو 38 مليون م3 عند بلدة نوكوس (رأس الدلتا)، وتشكل نحو 51 مليون م3 عند كيركي الواقعة على بعد 800كم من المصب. يتلقى نحو 60% من مياهه في أربعة شهور (أيار ـ آب)، وتغذيته الرئيسية ثلجية من المياه الذائبة من الغطاءات الثلجية الجبلية، لذا يكون تصريفه الأعظمي صيفاً، وخاصة في شهر تموز.
وقد استُغلت مياه النهر في أعمال الري منذ زمن قديم، وخاصة في منطقة دلتاه وفي قطاعه الأوسط. وفي عام 1962، نفذت قناة قره قوم المائية إلى مدينة عشق آباد بطول 800كم تقريباً، لتروي مساحات واسعة من أراضي الصحراء. وقد تزايد استهلاك مياه النهر في الأربعين سنة الماضية، مما جعل نصيب ما يصل بحر آرال في حالة تناقص ملحوظ.
كتبه/ علي موسى
المراجع:
ـ علي موسى، محمد الحمادي، جغرافية القارات (دار الفكر 1997).
ـ وفيق الخشاب، آسيا (بغداد 1964).
نقلا عن الموسوعة العربية السورية 7/ 833