الأخ فهد حفظه الله
أنت تتكلم وكأننا نرفع الصوت بالنكير على عالم من أئمة الفقه المجتهدين يا أخي الحبيب، فبالله هل اطلعت أصلا على كلام هذا الرجل وآرائه التي ننكرها نحن عليه وهل لك علم بسابق حظ له من طلب العلم والجلوس بين أيدي العلماء؟؟ هل قرأت المقال الذي جئت لتعقب بمثل هذا التعقيب عليه، قراءة متأنية بالأساس؟؟ هذه واحدة! والثانية أن كلامك عن قيام الحجة في غير محله جملة وتفصيلا، ذلك أن الأمر كما بينت في المقال، أنه ربما لم يعد يبقى أحد ممن وثق في علمهم ذلك الرجل - وهو عامي جاهل عند كل من طالع كلامه من أهل العلم - الا وتوجه اليه بالنصح والارشاد بالكتاب والسنة ولكنه ما قبل منه ولا استجاب له، وظل مصرا على ما في رأسه!! بما في ذلك الشيخ وجدي غنيم نفسه الذي كان الرجل يتابعه منذ أن كان طالبا في الجامعة، - أو على الأقل هذا ما كان يظهر - وبما في ذلك الشيخ القرضاوي وغيره!! ولا يزال العلماء وطلبة العلم على اختلاف مشاربهم يتوجهون له بالنصح منذ بداية ظهوره، فعن أي حجة تتكلم يا أخي الكريم؟؟؟
وأما كلامك عن الغيبة فهذه والله عجيبة!
الذي يدعو الناس للباطل والضلالة يصبح تحذير الناس منه على الملأ فرضا كفائيا على المسلمين يا أخي الكريم، ولا يقال للمتكلم حينئذ أنه واقع في الغيبة!!!
أرجوك أن تراجع ضوابط الغيبة جيدا..
وتذكر قوله تعالى: ((لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظـُلم)).. فالذين اتبعوا هذا الرجل بجهالة وفسدت عقيدة الولاء والبراء عندهم وتلوث ثوب توحيدهم، وشربوا منه ما شربوا، وغرقوا وراءه فيما هو مغرق فيه من الجهالة، هؤلاء لم يظلمهم هذا الرجل بتبوئه لمقام الامامة بينهم وتعليمهم الدين وتلبسه بلباس "الداعية الاسلامي" أمامهم؟؟؟ بلى وربي ظلمهم وأي ظلم يكون فوق افساد دين العباد وهم يحسبون أنهم قد التزموا بمتابعته وتدينوا وأن ذلك يكفيهم من أمر دينهم!!!
وأما كلامك عن ضرورة اتساع النظر عندنا لقبول الآراء الفقهية المخالفة وألا ننكر على المخالف فيها، فهذا كلام أعجب وأعجب اذ قد نتكلم بمثله عن عالم من أهل العلم الراسخين الذين خالفناهم في بعض اختياراتهم الفقهية التي وقع فيها الخلاف بين الفقهاء! ولا نكير في المسائل الخلافية قطعا ولا اشكال! ولو أنك كلمتني بهذا الكلام عن عالم محقق مجتهد أو على الأقل عن طالب علم أخرج القول من الكتب بدليله قبل أن يدعو اليه الناس، لقبلته منك ولا مراء!! أما ونحن نتكلم عن هذا الدعي الجهول، الذي أضل الناس بتعليمهم ما خرج من رأسه هو لا من كتب الفقهاء التي تتكلم أنت عنها، فلا يقال مثل هذا الكلام في مثل هذا المقام أبدا! والا فأطالبك بأن تعين لنا مسائل فقهية محددة مما وقع نكير أهل العلم فيه على عمرو خالد - أو على الأقل فيما تكلمنا نحن عنه ههنا من مخالفاته - حتى نعلم طبيعة تصورك أنت لتلك المسائل ولما تدعي أنه قد وقع فيها بين الفقهاء والأصوليين من الخلاف!!
أطالبك بأن تقرر لنا الآن أي المسائل بالتحديد مما أنكرنا نحن على عمرو خالد، ترى أننا اذا ما فتحنا كتب الأصول والفقه المقارن فسنجد أننا قد ظلمناه وبغينا عليه فيها لأنه قد وقع فيها الخلاف السائغ بين العلماء والفقهاء، بداية من رأس الأمر: مسائل الاعتقاد ووصولا الى الفروع! ولو أحلتنا على مواضع ذلك الخلاف في تلك المسائل من تلك الكتب تعيينا لكان ذلك نافلة منك علينا وزيادة!
والله الموفق المستعان!