[19]
رُبَ أخٍ لكَ لم تَلده أمك
أول من قال هذا المثل هو: لقمان بن عاد الملقب بلقمان الحكيم، وقد آتاه الله الحكمة، وتقول الأسطورة أن لقمان مر بخيمة في فنائها امرأة تجالس رجلاً, فطلب أن يشرب, فأسقته، ولاحظ لقمان وجود صبي يبكي ولا يكترث له أحد، فسأل المرأة: لمن هذا الصبي، ولماذا يبكي؟
فقالت: انه لهانئ وهانئ زوجها, وكان هانئ ليس بالمنزل، وسألها لقمان عن الشاب الذي تجالسه, فقالت: هذا أخي، فقال لقمان: رُبَ أخٍ لكَ لم تَلده أمك، وكان يقصد بذلك أنه أدرك أن هذا الرجل ليس بأخاها, وخرج من البيت، وفي المساء رأى لقمان رجلاً يسوق قطيع له ويتجه نحو الخيمة التي لجأ إليها صباحاً، فدعى الرجل لقمان لضيافته, فشكره لقمان، وقال له انه استسقى امرأته صباحاً فسقته, وحدثه عن ذلك الرجل التي تدعي زوجته بأنه أخوها، فقال هانئ للقمان: وما أدراك انه ليس أخاها، فقال لقمان: لو كان أخاها لما جعلها تجيبني نيابة عنه، وبعد أن تأكد هانئ مما حدثه به لقمان, انتقم لشرفه.