133- رَبِّ شُقْتَ الْعِبَادَ أَزْمَانَ لَا كُتْــ***ــبٌ بِهَا يُهْتَدَى وَلَا أَنْبِيَاءُ
اللغة
(شاقَهُ الحبُّ إليه): هاجه.
(كُتْبٌ): المراد الكتب الإلهية التى تنزلت على الأنبياء.
المعنى
يارب جعلت العباد في اشتياق إلى معرفتك في الأزمان التى لم يكن يوجد بها الكتب الإلهية التى تهدى العباد إلى خالقهم ولم يكن يوجد أنبياء يدلونهم عليك.
تنبيه
إرسال الرسل عَمَّ كلَّ أمةٍ، قال تعالى: {وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ}، وقال: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا في كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}، والمصريون أمة من الأمم فلاشك أن الله أرسل إليهم الرسل كغيرهم من الأمم
وقد قص الله علينا في القرآن منهم سيدنا يوسف وسيدنا موسى عليهما السلام ولابد أنه كان قبلهما وبعدهما رسل آخرون
ولكن الذين يؤرخون تاريخ مصر القديم لا يذكرون شيئا عن هذا إلا بعض العبث التاريخى وآلهة المصريين الكثيرة المزعومة كالشمس والعجل وغيرهما والله المستعان.
134- ذَهَبُوا فِي الْهَوَى مَذَاهِبَ شَتَّى *** جَمَعَتْهَا الْحَقِيقَةُ الزَّهْرَاءُ
اللغة
(الحقيقة الزهراء): هى وجود الله وتوحيده
المعنى
تنوعت ديانات قدماءِ المصريين:
- فكانوا في أول أمرهم يعتقدون بوجود إله واحد
ورمزت له كل قبيلة برمز خاص
- ثم رمزوا لصفات هذا الإله برموز صارت بعدئذ معبودات
- ثم عبدوا الكائنات الطبيعية التى لها تأثير محسوس في حياتهم؛
كالشمس والقمر والنيل
- ثم اعتقدوا بحلول الآلهة في أجساد الحيوان؛
فعبدوا العجل (أبيس) والقط والكلب وما إلى ذلك.
ثم ذَكَرَ في الأبيات التالية كيف ذهبوا في الهوى مذاهب شتى فعبدت كل طائفة منهم شيئا يوافق هواها:
- فمنهم من عبد القَوِيَّ لقوته
- ومنهم من عبد الجميل لجماله
- ومنهم من عبد الأوثان
- ومنهم من عبد الكواكب
- وغير ذلك،
ولكن يجمع هذا كلَّه الحقيقةُ الزهراءُ: وهي أن الله موجود وأنهم جميعا إنما يبحثون عنه ليعبدوه.