هل ثبت أن عائشة رضي الله عنها كانت تضع الحجاب حال نزوال الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم ؟
هل ثبت أن عائشة رضي الله عنها كانت تضع الحجاب حال نزوال الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم ؟
لا يثبت هذا ، والله أعلم . إنما يروى هذا في قصة لا تثبت عن خديجة أنها كانت في بيت النبوة فكانت تغطي الرأس فلم يدخل جبريل ، فلما كشفت عن شعرها أو وجهها لم يدخل قالت : إنه ليس بشيطان بل هو ملك . أو نحو هذا إلى آخر ما يحكون من قصص لا تثبت .
قال الحافظ في الفتح : ووقع عند ابن إسحاق عن إسماعيل بن أبي حكيم مرسلا أن خديجة قالت : أي ابن عم ، أتستطيع أن تخبرني بصاحبك إذا جاء قال نعم فجاءه جبريل فقال : يا خديجة هذا جبريل . قالت : قم فاجلس على فخذي اليسرى ثم قالت هل تراه قال نعم قالت فتحول إلى اليمني كذلك ثم قالت فتحول فاجلس في حجري كذلك ثم ألقت خمارها وتحسرت وهو في حجرها وقالت : هل تراه ؟ قال : لا . قالت : اثبت فوالله إنه لملك وما هو بشيطان .
فائدة :
قال الحافظ في الفتح :
قوله فاقرأ عليها السلام من ربها ومني زاد الطبراني في الرواية المذكورة فقالت هو السلام ومنه والسلام وعلى جبريل السلام وللنسائي من حديث أنس قال قال جبريل للنبي صلى الله عليه و سلم ان الله يقرىء خديجة السلام يعني فأخبرها فقالت ان الله هو السلام وعلى جبريل السلام وعليك يا رسول الله السلام ورحمة الله وبركاته زاد ابن السني من وجه اخر وعلى من سمع السلام الا الشيطان قال العلماء في هذه القصة دليل على وفور فقهها لأنها لم تقل وعليه السلام كما وقع لبعض الصحابة حيث كانوا يقولون في التشهد السلام على الله فنهاهم النبي صلى الله عليه و سلم وقال ان الله هو السلام فقولوا التحيات لله فعرفت خديجة لصحة فهمها ان الله لا يرد عليه السلام كما يرد على المخلوقين لان السلام اسم من أسماء الله وهو أيضا دعاء بالسلامة وكلاها لا يصلح ان يرد به على الله فكأنها قالت كيف أقول عليه السلام والسلام اسمه ومنه يطلب ومنه يحصل فيستفاد منه انه لا يليق بالله الا الثناء عليه فجعلت مكان رد السلام عليه الثناء عليه ثم غايرت بين ما يليق بالله وما يليق بغيره فقالت وعلى جبريل السلام ثم قالت وعليك السلام ويستفاد منه رد السلام على من أرسل السلام وعلى من بلغه والذي يظهر ان جبريل كان حاضرا عند جوابها فردت عليه وعلى النبي صلى الله عليه و سلم مرتين مرة بالتخصيص ومرة بالتعميم ثم أخرجت الشيطان ممن سمع لأنه لا يستحق الدعاء بذلك قيل انما بلغها جبريل عليه السلام من ربها بواسطة النبي صلى الله عليه و سلم احتراما للنبي صلى الله عليه و سلم وكذلك وقع له لما سلم على عائشة لم يواجهها بالسلام بل راسلها مع النبي صلى الله عليه و سلم وقد واجه مريم بالخطاب فقيل لأنها نبيه وقيل لأنها لم يكن معها زوج يحترم معه مخاطبتها
فتح الله عليك شيخنا .