المنتقى من تفسير ابن كثير والسعدي رحمهما الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ..
أما بعد :
هذا منتقى لكتاب حسن التحرير في تهذيب تفسير ابن كثير رحمه الله ولكتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للسعدي رحمه الله.
أسأل الله تعالى أن يجعله خالصا لوجهه الكريم وأن ينفع به، وأن يتقبل منا صالح أعمالنا ويتجاوز عن سيئاتنا، ويتوفانا مع الأبرار، إنه جواد كريم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم.
- التفسير:
لغة: الشرح والبيان.
اصطلاحا: شرح كلام الله ليفهم مراده تعالى منه فيطاع أمره ونهيه، ويؤخذ بهدايته وارشاده. ويعتبر بقصصه، ويتعظ بمواعظه.[ أيسر التفاسير لأبي بكر الجزائري]
- فلله الحمد والشكر والثناء، الذى جعل كتابه هدى وشفاء ورحمة ونوراً، وتبصرة وتذكرة، وبركة وهدى وبشرى للمسلمين.
فإذا علم هذا، علم افتقار كل مكلف لمعرفة معانيه والإهتداء بها.
وكان حقيقاً بالعبد أن يبذل جهده، ويستفرغ وسعه في تعلمه وتفهمه بأقرب الطرق الموصلة إلى ذلك.
وقد كثرت تفاسير الأئمة رحمهم الله لكتاب الله، فمن مُطَوِّل خارج في أكثر بحوثه عن المقصود، ومن مُقَصِّر يقتصر على حل بعض الألفاظ اللغوية بقطع النظر عن المراد.
وكان الذى ينبغى في ذلك، أن يجعل المعنى هو المقصود، واللفظ وسيلة إليه، فينظر في سياق الكلام، وما سيق لأجله، ويقابل بينه وبين نظيره في موضع آخر، ويعرف أنه سيق لهداية الخلق كلهم، عالمهم وجاهلهم، حضريهم وبدويهم.
فالنظر لسياق الآيات مع العلم بأحوال الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرته مع أصحابه وأعدائه وقت نزوله، من أعظم ما يعين على معرفته وفهم المراد منه، خصوصاً إذا انضم إلى ذلك معرفة علوم العربية على اختلاف أنواعها.
فمن وفق لذلك لم يبق عليه إلا الإقبال على تدبره وتفهمه، وكثرة التفكير في ألفاظه ومعانيه ولوازمها، وما تتضمنه، وما تدل عليه منطوقاً ومفهوما.
فإذا بذل وسعه في ذلك، فالرب أكرم من عبده، فلابد أن يفتح عليه من علومه أموراً لا تدخل تحت كسبه.[تفسير السعدي رحمه الله]