عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ إِلَّا وَقَاهُ اللهُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ)).
قال شعيب الأرناؤوط:
إسناده ضعيف، ربيعة بن سيف لم يسمع من عبد الله بن عمرو، وهو وهشام بن سعد ضعيفان، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، أبوعامر: هو العقدي عبد الملك بن عمرو.
ومن طريق أحمد أخرجه المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة ربيعة بن سيف 9/116.
وأخرجه الترمذي (1074) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (277) من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (1074) أيضاً من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن هشام بن سعد، به. قال الترمذي: وهذا حديث غريب، ليس إسناده بمتصل، ربيعةُ بنُ سيف إنما يروي عن أبي عبد الرحمن الحُبلي، عن عبد الله بن عمرو، ولا نعرف لربيعة بن سيف سماعاً من عبد الله بن عمرو.
وقد ضعفه المنذري في "الترغيب والترهيب" 4/373.
ونقل قول الترمذي هذا المزي في "تحفة الأشراف" 6/289، وفي "تهذيب الكمال" 9/116، وقال: رواه بشر بن عمر الزهراني وخالد بن نزار الأيلي، عن هشام بن سعد، عن سعيد بن أبي هلال، عن ربيعة بن سيف، عن عياض بن عقبة الفهري، عن عبد الله بن عمرو. وعياض بن عقبة هذا لم نقع له على ترجمة فيما بين أيدينا من المصادر.
قلنا: وذكر المناوي في "فيض القدير" 5/499 أن الطبراني وصله أيضاً فرواه من حديث ربيعة بن سيف، عن عياض بن عقبة، عن ابن عمرو.
ثم قال المزي في "التحفة": ورواه الليث بن سعد، عن سعيد بن أبي هلال، عن ربيعة بن سيف، أن ابناً لعياض بن عقبة تُوفي يوم الجمعة، فاشتد وجده عليه، فقال له رجل من صدف (قبيلة من حمْير نزلت مصر) : يا أبا يحيى، ألا أبشرك بشيء سمعته من عبد الله بن عمرو بن العاص؟ ... فذكره.
قلنا: وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (279) من طريق عبد الله بن وهب، عن الليث بن سعد، عن ربيعة بن سيف، أن عبد الرحمن بن قحْزم أخبره أن ابناً لعياض بن عقبة مات يوم جمعة، فاشتد وجدُه عليه، فقال له رجل من الصدف: يا أبا يحيى، ألا أبشرك بشيء سمعتُه من عبد الله بن عمرو؟ ... فذكره، فزاد في إسناده عبد الرحمن بن قحزم، والرجل من الصدف (تحرف فيه إلى:
الصدق) . وابن قحْزم مجهول الحال، ذكره الأمير في "الإكمال" 7/101-102، والرجل الصدفي مبهم.
ثم أخرجه الطحاوي (280) ، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (155) من طرق عن الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن ربيعة بن سيف، أن عبد الرحمن بن قحْزم أخبره أن ابناً لعياض بن عقبة، ثم ذكر مثل سابقه. فزاد في إسناده أيضاً خالد بن يزيد وسعيد بن أبي هلال بين الليث وبين ربيعة بن سيف، قال الطحاوي: وهو أشبه عندنا بالصواب.
وأخرجه البيهقي في "إثبات عذاب القبر" (156) من طريق محمد بن إسحاق، حدثه سليمان بن آدم، عن بقية، حدثه معاوية بن سعيد التجيبي، عن أبي قبيل المصري، عن عبد الله بن عمرو، به. وسليمان بن آدم لم نعرفه، لكن تابعه سريج بن النعمان في الرواية الآتية برقم (6646) ، وإبراهيمُ بنُ أبي العباس برقم (7050) ، ويزيد بن هاورن فيما ذكره ابنُ حجر في "النكت الظراف"
6/289. وأبو قبيل -واسمه حيي بن هانيء- ضعفه الحافظ في "تعجيل المنفعة" لأنه كان يكثر النقل عن الكتب القديمة.
وأخرجه البيهقي أيضاً (157) من طريق ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن سنان بن عبد الرحمن الصدفي، عن ابن عمرو، موقوفاً.
وله شاهد من حديث أنس أخرجه أبو يعلى (4113) ، ومن طريقه ابن عدي في "الكامل" 7/2554، وفيه واقد بن سلامة ويزيد بن أبان الرقاشي، وهما ضعيفان.
وآخر من حديث جابر بن عبد الله عند أبي نعيم في "الحلية" 3/155، وقال: غريب من حديث جابر ومحمد بن المنكدر، تفرد به عمر بن موسى، وهو مدني فيه لين. قلنا: قال أبو حاتم: ذاهبُ الحديث كان يضع الحديث، وقال النسائي والدارقطني: متروك. وقال ابن عدي: هو ممن يضع الحديث متناً وإسناداً.
وقد ذكرنا هذين الشاهدين الضعيفين، والثاني منهما ضعيف جداً، لأن المناوي عزا الحديث إليهما في "فيض القدير" 5/499، وقال: فلو عزاه المؤلف (يعني السيوطي) لهؤلاء كان أجود (يعني من عزوه إلى حديث ابن عمرو عند أحمد والترمذي) . قلنا: ليس العزو إليهما بأجود لأن إسناديهما كما قد رأيت.
وله شاهد ثالث ضعيف أيضاً من حديث الزهري عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند عبد الرزاق (5595) ، وهو معضل، وفيه عنعنة ابن جريج عن راو مبهم.
ورابع من قول عكرمة بن خالد المخزومي عند البيهقي في "إثبات عذاب القبر" (158) ، فهذه الشواهد لا تصلح لتقوية الحديث، وقد أخطأ الألباني في "الجنائز" ص 35، فحسنه أو صححه بها تقليداً للمباركفوري في "تحفة الأحوذي")).